تقرير دولي: الانتخابات المقبلة تمثل “الفرصة الأخيرة” لإنقاذ ليبيا من الانقسام الدائم
ليبيا – تناول تقرير تحليلي نشرته صحيفة «العرب» الأسبوعية ما وصفه بـ”فرصة ليبيا الأخيرة” في ظل مشهد معقد تتصارع فيه القوى على السيادة والنفوذ.
ليبيا بين الانقسام السياسي وتعدد مراكز القوة
التقرير الذي تابعته صحيفة المرصد أوضح أن البلاد لم تشهد استقرارًا حقيقيًا منذ الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، رغم مساحتها الشاسعة وقلة عدد سكانها، مبينًا أنها تعاني انقسامًا سياسيًا وعسكريًا بين حكومتين وبرلمانين وميليشيات متناحرة ذات ولاءات متداخلة.
انتخابات مرتقبة تمثل اختبارًا حاسمًا
وأشار التقرير إلى أن الانتخابات التي طال انتظارها تُعد خطوة إجرائية ومحورية في آن واحد، إذ يمكن أن تمهد لقيام دولة مؤسسات ذات سيادة، أو تبقي ليبيا ساحة مفتوحة لصراعات النفوذ الإقليمي والدولي.
التدخلات الخارجية وغياب القرار الوطني
وأكد التقرير أن صنع القرار في ليبيا لم يعد بيد الليبيين منذ عام 2011، في ظل تدخلات إقليمية ودولية عسكرية ودبلوماسية، بينما تحولت البلاد إلى ساحة صراع بالوكالة، وتحمّل المواطنون وحدهم أعباء الأزمات من انقطاع الكهرباء وتدهور الخدمات إلى انهيار قيمة الدينار وغياب الأمن.
الانتخابات ليست كافية دون توافق سياسي
وحذّر التقرير من أن الانتخابات لن تكون مجدية ما لم تُبنَ على توافق سياسي يضمن قبول نتائجها، مستشهدًا بتجربة ديسمبر 2021 التي أُلغيت بسبب الخلافات القانونية والسياسية حول المرشحين، معتبرًا أن تكرار السيناريو ذاته سيؤدي إلى “كارثة” تُفقد العملية السياسية ما تبقى من ثقة.
الرهان على الإرادة الوطنية
وأوضح التقرير أن ليبيا لن تبني دولة مستقرة ما دامت قراراتها رهينة لعواصم أخرى، مؤكدًا أن الانتخابات الشفافة المقبولة من جميع الأطراف قد تشكل بداية لاستعادة السيادة الوطنية، شرط توافر توافق داخلي والتزام دولي باحترام نتائجها.
تحذيرات من تداعيات الانهيار
ولفت التقرير إلى أن انهيار الدولة الليبية ستكون له تداعيات إقليمية تمتد من الساحل الإفريقي إلى المتوسط، تشمل تصاعد الإرهاب والهجرة غير الشرعية والاتجار بالسلاح والمخدرات، مشددًا على أن إنقاذ ليبيا يصب في مصلحة المنطقة والعالم.
خاتمة تدعو إلى الواقعية والمسؤولية
وختم التقرير بالتأكيد على أن ليبيا تقف اليوم عند مفترق طرق: إما مسار الدولة أو البقاء رهينة للميليشيات والتدخلات الأجنبية، موضحًا أن الانتخابات قد تشكل بداية لمسار جديد إذا توفرت الإرادة السياسية، وإلا فالفوضى ستكون المصير الحتمي.
المرصد – متابعات

