الحجازي: التحرك الأمريكي عبر مسار بولس يعيد واشنطن إلى صدارة الملف الليبي
ليبيا – قال المحلل السياسي خالد محمد الحجازي، إنه في الأسابيع الأخيرة عاد الحديث بقوة عن الدور الأمريكي في محاولة حلّ الأزمة الليبية، خصوصًا بعد تحرّك مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية مسعد بولس، الذي يقود مسارًا دبلوماسيًّا جديدًا يُعرف إعلاميًّا باسم مسار بولس.
إعادة تثبيت الحضور الأمريكي في ليبيا
الحجازي وفي حديث لموقع “إرم نيوز”، أضاف أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إعادة تثبيت حضورها في الملف الليبي بعد سنوات من التراجع، في خطوة تهدف إلى تقليص النفوذ الروسي في المنطقة، مستفيدة من علاقاتها مع القوى الإقليمية المؤثرة مثل مصر وقطر وتركيا.
رسائل زيارة بولس لشرق وغرب ليبيا
وشدد الحجازي على أن زيارة بولس لعدة أطراف ليبية، شرقًا وغربًا، حملت رسائل واضحة بأن واشنطن تدفع باتجاه توحيد المؤسسات الليبية وتجاوز الانقسام الذي شلّ الدولة لسنوات.
تحديات تعيق الوصول إلى حكومة موحدة
واستدرك الحجازي بالقول إن الطريق نحو حكومة موحدة ما زال مليئًا بالعقبات، فالانقسام العسكري بين الشرق والغرب، وتضارب مصالح الفصائل المسلحة، وتدخلات القوى الإقليمية، وصراع الشرعية بين الحكومتين، كلها تحديات تجعل عملية التوحيد مسارًا معقدًا يحتاج إلى أكثر من مجرد دعم دولي.
التداخل بين مسار الأمم المتحدة ومسار بولس
وأضاف أن وجود مسارين متوازيين – مسار الأمم المتحدة ومسار بولس – قد يخلق تداخلًا أو تنافسًا بين الجهود إذا لم يتم تنسيقها بشكل محكم، إلا أن التحرك الأمريكي يملك فرصة واقعية إذا نجح في جمع الأطراف على مرحلة انتقالية مختصرة تقود إلى انتخابات حقيقية، مع ضمانات دولية وإقليمية.
فرصة واقعية واتفاق مبدئي محتمل
وأكمل أن النجاح لن يكون سهلًا، لكنه ليس مستحيلًا، إذ قد لا تشهد ليبيا حكومة موحدة خلال أشهر، لكن يمكن الوصول إلى اتفاق سياسي مبدئي يمهّد لتوحيد المؤسسات في أفق عام 2026.
توافق داخلي ودعم إقليمي شرطا النجاح
وخلص الحجازي إلى أن مساعي مسعد بولس تمثل فرصة مهمة، لكنها تحتاج توافقًا داخليًّا ليبيًّا ودعمًا إقليميًّا صريحًا حتى تتحقق فعليًّا على الأرض.

