وجود تركيا في ليبيا بين المخاطر والمكاسب.. قراءات سياسية لمعادلة شرق المتوسط

جوكشه: الوجود التركي في ليبيا “ثمن استراتيجي” لحماية مكاسب أنقرة في شرق المتوسط

ليبيا – اعتبر المحلل السياسي علي فؤاد جوكشه أن الوجود التركي في ليبيا يكتسب أهمية استراتيجية بالغة، رغم ما ينطوي عليه من مخاطر آنية ومحتملة قد تتفاقم في مراحل لاحقة، وذلك في تصريح لقناة “الجزيرة” القطرية.

حسابات شرق المتوسط تجعل الشراكة مع ليبيا أولوية
وأكد جوكشه أن أنقرة، انطلاقاً من حساباتها الأوسع في شرق المتوسط، تجد نفسها مضطرة إلى مواصلة شراكتها مع ليبيا والاستمرار في هذا الوجود، حتى مع إدراكها للكلفة والأخطار المصاحبة له، موضحاً أن المسألة لا تُقاس بمنطق المخاطر قصيرة الأمد بقدر ما تُقاس بميزان المكاسب الاستراتيجية التي حققتها تركيا في معادلة شرق المتوسط.

تحذير من اتفاقيات بديلة للترسيم مع اليونان أو إيطاليا أو مصر
وحذر من أن أي تراجع تركي عن هذا الحضور قد يفتح الباب أمام ليبيا لإبرام اتفاقيات بديلة لترسيم الحدود البحرية مع دول أخرى مثل اليونان أو إيطاليا أو مصر، وهو ما قد يطيح بالمكاسب التي حققتها أنقرة بموجب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة سابقاً مع طرابلس.

ليبيا جزء من معادلة النفوذ التركي في المتوسط
وشدد جوكشه على أن الأولوية التركية تتمثل في حماية مكتسباتها في شرق المتوسط، ما يجعل ليبيا جزءاً لا يتجزأ من هذه المعادلة.

يوجا: من تدخل ظرفي إلى خيار استراتيجي متعدد الأبعاد
ومن جانبه رأى الأكاديمي السياسي محمد يوجا أن الوجود العسكري التركي في ليبيا يمكن فهمه في بداياته بوصفه تدخلاً ظرفياً فرضته تطورات الحرب الأهلية ومساراتها المتقلبة، غير أن هذا الدور سرعان ما تجاوز طابعه المؤقت ليتحول، مع مرور الوقت، إلى خيار استراتيجي أكثر رسوخاً وتعدداً في الأبعاد. وأضاف يوجا في تصريح لذات المصرف أن اتفاقيات التعاون العسكري والأمني التي وقعتها أنقرة مع الحكومة الليبية المعترف بها أسهمت في إعادة رسم الموازين.

توقع باستمرار الوجود رغم المخاطر
وبناءً على ذلك، توقع جوكشه أن تركيا ستواصل تحمل المخاطر المرتبطة بالوجود في ليبيا باعتباره ثمناً للحفاظ على نفوذها ومكاسبها الاستراتيجية في البحر المتوسط.

Shares