لماذا يمتلك البشر أدمغة كبيرة؟

اسكتلندا – توصلت دراسة جديدة قام بها علماء من جامعة St Andrews في اسكتلندا إلى أن التكيف مع الظروف القاسية، وليس التحديات الاجتماعية كان مسؤولا بشكل رئيسي عن كبر حجم أدمغة البشر.

ووجدت الدراسة أن التحديات “البيئية” مثل العثور على الطعام وإشعال النار عززت قدرة أسلافنا على التفكير في المستقبل. ويقول العلماء إن النتيجة قد تحسم جدلا استمر لعقود، حول أصل الذكاء البشري وعلاقتنا الاجتماعية.

وتضاعف حجم الدماغ البشري 3 مرات مقارنة بالمادة البيضاء، لدى الأسلاف المنقرضة “أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس”، التي عاشت بين 3.9 و2.9 مليون سنة ماضية.

ولطالما جادل العلماء حول ما إذا كان هذا التغيير ناتجا عن تغييرات اجتماعية أو بيئية أو غذائية في حياة أسلافنا القدماء. وتقترح فرضية الذكاء الإيكولوجي أن التحديات البيئية كانت السبب.

وتقدم نظرية الذكاء الاجتماعي تحديات تنافسية وتعاونية للعيش مع أفراد آخرين من النوع نفسه. وهناك أيضا “فرضية الأنسجة الغالية”، التي تشير إلى أن أكل اللحوم يسمح للأدمغة بالتطور على حساب القناة الهضمية.

وفي الدراسة الجديدة قام علماء في جامعة St Andrews في اسكتلندا بتشغيل برامج رياضية لمحاكاة نمو الدماغ على مدى ملايين السنين. وقاست المحاكاة تكاليف الطاقة للنمو وكذلك قدرة الدماغ على حل المشاكل البيئية والاجتماعية.

ووجدوا أن الأدمغة “البشرية” والأجسام تتطور عندما يعيش الأفراد في بيئات قاسية وينخرطون في مقدار معقول من الصراع. ولكن على النقيض من الفهم الحالي، أظهرت الدراسة أن البيئات الصعبة على وجه الخصوص توسع حجم الدماغ.

واقترحت دراسات سابقة أنه عندما هاجر أسلافنا بعيدا عن خط الاستواء، واجهوا تغيرات بيئية، مثل كمية الطعام والموارد الأخرى. وقد تكون الحاجة إلى التكيف مع هذا التغيير من أجل البقاء، هي المفتاح لتطوير أدمغتنا الكبيرة.

وقال العلماء إن توليفة من البيئات الصعبة والعمليات الثقافية، ربما تسببت في كبر حجم الدماغ البشري. كما تظهر النتائج أن تعقيداتنا الاجتماعية هي نتيجة لحجم الدماغ الكبير وليس لعاملها الدافع.

 

 

Shares