المشير حفتر : سيبقى الجيش ملتزماً بحماية المسار الديموقراطي وهذا موقفنا من الاخوان المسلمين

ليبيا – أكد القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر على أن الجيش سيبقى ملتزماً بحماية المسار الديمقراطي والمحافظة على وحدة التراب الليبي.

المشير حفتر شدد خلال الكلمة التي ألقاها في مؤتمر باريس بحضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمبعوث الأممي غسان سلامة وممثلي دول جوار ليبيا وتلقت صحيفة المرصد نسخة منها على أن الجيش سيظل متصدياً بما أوتي من قوة لأي محاولة ترمي إلى تقسيم البلاد ووفياً لشهدائه الذين سقطوا من أجل ليبيا ومستجيباً لمطالب الشعب ولا يخضع الا للسلطة المدنية المنتخبة متمثلة على وجه التحديد في رئيس الدولة الذي يختاره الليبيون.

وفي مايلي النص الكامل لكلمة المشير حفتر:

فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية السيد ايمانويل ماكرون
السادة اصحاب الفخامة والمعالي الرؤساء والوزراء
السيد الدكتور غسان سلامة رئيس بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا
السادة ممثلي الدول الشقيقة والصديقة
السادة الحضور الكرام

السلام عليكم جميعاً

بدايةً أود أن اتقدم بالشكر للسيد الرئيس ايمانويل ماكرون على دعوته لعقد هذا المؤتمر الذي نامل ان يكون بداية جادة لمعالجة الازمة الليبية على كافة مستوياتها واخص منها بالدرجة الاولى رفع المعاناه عن الشعب الليبي ومساعدته لشق طريقه لبناء دولته التي يتطلع اليها.

كما اشكركم جميعا على مشاركتكم التي تعكس اهتمام العالم بالشأن الليبي لما له من تأثير مباشر على المستويين الاقليمي والدولي وأتوجه بجزيل الشكر على وجه الخصوص الى السيد غسان سلامة رئيس بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا والعاملين معه على كل الجهود المضنية التي يبذلونها من اجل تحقيق الاستقرار الدائم في بلادنا

أيها السادة الكرام

لا يخفى عليكم ما آلت اليه الاحوال في ليبيا من تدني على جميع المستويات وما ترتب عن ذلك من تفاقم سوء الاحوال المعيشية للمواطن الليبي ولا نظن اننا بحاجة لتذكيركم بحقيقة المشهد الليبي الذي ينذر بانفلات كامل لزمام الأمور وعلى الرغم من كل الجهود السابقة من أجل تدارك الوضع وايجاد صيغة توافقية تصالحية للحد من حجم التصدع القائم وترميمه الا أن حقيقة الأمر تؤكد خطورة الموقف وتدعونا بإلحاح أكثر من أي وقت مضى للعمل معاً في سباق مع الزمن لتدارك التدهور الخطير في كافة مناحي الحياة التي يعيشها المواطن الليبي.

لقد تبنى الجيش الوطني الليبي منذ أربع سنوات متتالية محاربة الارهاب بتفويض من الشعب الليبي في مسيرات جابت كافة انحاء البلاد وأخذ على عاتقه مسؤولية مواجهة الموت في سبيل التخلص من التنظيمات الارهابية التي حلت بأرضنا قادمة من مختلف بقاع العالم بعد أن ضمنت الدعم المتواصل بالمال والسلاح والمقاتلين من حكومات بعض الدول ومن تنظيمات ارهابية عالمية وفي مقدمتها الاخوان المسلمون المجرمون القتلة وقد تمكن جيشنا بامكاناته المادية المتواضعة وبتضحيات تتجاوز حدود الوصف من دحرها وتقليص فاعليتها.

ولا زال حتى هذا اليوم يواصل نضاله وكفاحه رغم قسوة الظروف مصمماً على عدم التوقف أو التراجع حتى تطهير كافة التراب الليبي من الارهاب ويعمل في الوقت ذاته على توحيد صفوفه وتنظيم كيانه وتحسين قدارته وسنظل نكرر ونعيد على مسامع العالم حجم التضحيات التي قدمها الجيش الوطني الليبي في محاربة الارهاب ودوره في حماية العالم من شروره وجرائمه حتى يعي العالم فضل جيشنا عليه وأنه لم يكن يحارب الارهاب دفاعاً عن ليبيا فحسب بل عن البشرية جمعاء لأن الإرهاب لم يكن ليتخذ من ليبيا معقلاً له الا لتكون قاعدة انطلاق لانتشار فروعه وتنفيذ جرائمه البشعة في كافة أنحاء المعمورة.

وما يدعونا للدهشة والاستغراب أن ترى العالم رغم ما قدمنا من تضحيات وحققنا انتصارات وما تواجه من تحديات لازال يفرض على جيشنا حظر التسليح ما ترتب عنه إطالة أمد المعارك وارتفاع ثمنها من ارواح ودماء وخراب ودمار وتعطل عودة الحياة الطبيعية إلى البلاد وعليه فأنني من هذا المنبر أطالب باتخاذ قرار عاجل لرفع حظر التسليح عن الجيش الوطني الليبي تمكيناً له من استكمال مهمته وبناء وتطوير قدارتة وتقديراً لتضحياته وانتصاراته وفي الوقت الذي كنا نخوض فيه معارك ضاربة ضد الارهاب لم تقطع القيادة العامة للقوات المسلحة تواصلها مع المجتمع الدولي لمناقشة الوضع المتأزم في ليبيا من جميع جوانبه.

وفي هذا الصدد لا يفوتني أن اشير الى المسار السياسي الذي بدأناه منذ شهور مع الاخوة الأشقاء في جمهورية مصر العربية يهدف الى توحيد مؤسسات الدولة كافة ورسم هيكل السلطة واختصاصات مكوناته في المرحلة التي تسبق الانتخابات من اجل تهيئة الظروف لاجرائها وضماناً لنجاحها والقبول بنتائجها وقد بلغنا في هذا المسار مرحلة متقدمة ولازلنا مستمرون في استكماله وندعوكم للمشاركة فيه ودعمه.

أيها السادة الكرام

سيظل الجيش الليبي العمود الفقري لبناء الدولة المدنية وحفظ أمنها واستقرارها وحماية شعبها ومقدراتها وسيبقى ملتزما بحماية المسار الديموقراطي وبالمحافظة على وحدة التراب الليبي متصدياً بما اوتي من قوة لأي محاولة ترمي لتقسيم البلاد ووفياً لشهدائه الذين سقطوا من أجل ليبيا ومستجيباً لمطالب الشعب ولا يخضع الا للسلطة المدنية المنتخبة متمثلة على وجه التحديد في رئيس الدولة الذي يختاره الليبيون عبر صناديق الإقتراع شأنه في ذلك شأن غالبية جيوش العالم واذا أراد العالم تحقيق الاستقرار في ليبيا فإن مفتاح السر يكمن اولاً واخيراً في دعم الجيش الوطني الليبي.

أدعو الله أن يحفظ بلادنا من كل سوء وأن يعيننا في تحقيق طموحات الشعب الليبي وأمانيه وأن يسدد خطانا إلى ما فيه الخير لنا جميعا ولكم مني فائق التقدير والإحترام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Shares