ليبيا – كشف رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله أن هناك حملة شرسة تنفذ على خليج سرت وضد المؤسسة، لافتاً إلى أنهم توقعوا حدوث الهجوم على المنطقة لكن ليس بهذه السرعة والشدة.
صنع الله قال خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج”غرفة الأخبار” الذي يذاع على قناة “ليبيا روحها الوطن” أمس الثلاثاء وتابعتها صحيفة المرصد إن الهجوم أسفر عن وقوع خسائر كبيرة جداً حيث أن المؤسسة فقدت أكثر من 450 ألف برميل من مينائي السدرة ورأس لانوف بالإضافة لإحتراق الخزان رقم 2 و 12 بالكامل، مضيفاً في الحوار التالي:
س/ أطلعنا على حجم الخسائر في مينائي السدرة ورأس لانوف من ناحية البنية التحتية؟
ج/ في البداية دعني أترحم على الضحايا الأبطال في ربوع ليبيا وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى ونحن نعلم جميعاً أن الهلال النفطي بدأ يتعافى منذ سبتمبر 2016 بعد طرد “المارق” جضران.
للأسف الشديد لأننا بدأنا العودة للمربع الأول، المنشآت النفطية في خليج سرت تعمل من أجل كل الليبيين وليس لديها توجهات سياسية أو أجندة ويجب التنويه إلى أنه في الأيام الماضية كان هناك تحالف غريب جداً بين أقلام مختلفة مهدت هذه الحملة للجضران بالهلال النفطي ولجريمة الحرب التي حدثت في الموانئ.
س/ كمؤسسة وطنية للنفط هل توفر لديكم أي معلومات من خلال التواصل مع حرس المنشآت في السدرة ورأس لانوف عن أي هجوم كان سيحدث في تلك الموانئ قبل وقوعه؟
ج/ بعض المواقع الإعلامية والأبواق الموجودة كانت تمهد لهذا الهجوم فهي لها أجندات مختلفة و يجمعها أمر واحد هو حربها ضد ليبيا وإستقرارها حيث أنها كانت تمهد لحجج واهية ومحاولة تشويه المؤسسة الوطنية للنفط.
هناك حملة شرسة تنفذ على الهلال النفطي وضد المؤسسة الوطنية، نحن كنا نتوقع وقوع هجوم لكن ليس بهذه السرعة والشدة حيث أن الهجوم الأخير أسفر عن خسائر كبيرة جداً فقدنا على أثره 450 ألف برميل من ميناء السدرة وراس لانوف بالإضافة لحرق خزان رقم 2 و 12.
س/ هل يمكنكم تقدير حجم الخسائر المادية اليومية المترتبة على هذا الهجوم الآن؟
ج/ حجم الخسائر المادية كثيرة لكن عندنا خسائر أخرى أهم كالخسائر البشرية التي كان من المفترض بأن يتجه الشباب الليبي للجامعات والمعاهد العليا للتخرج بمهنة يستطيع من خلالها أن يقتات منها ويساهم في بناء الوطن.
أما الخسائر المادية يومياً تصل لأكثر من 33 مليون على حسب الإنتاج الشهري الذي يقدر بحوالي 992 مليون دينار فهذه الخسائر تحدث بسبب التصرفات الهوجاء للطائش المارق جضران والعصابات التى معه.
س/ لدينا الآن موانئ محتلة ماذا فعلتم هل قمتم بإخلاء الموظفين أم إيقاف العمل بالكامل؟
ج/ قطاع النفط قطاع منظم من الطراز الأول نعمل من خلال أنظمة خطية ولدينا خطة اخلاء تتبع عند حدوث حالة طارئة لإخراج العاملين من المواقع التي يتم الهجوم عليها، لكن هؤلاء المرتزقة والعصابات التشادية قاموا بسرقة المعدات والهجوم على المقاولين.
س/ هناك خطوط إمداد لتلك الموانئ قادمة من الحقول النفطية الموجودة في الواحات هل تواصلتم مع حرس المنشأت النفطية لتشديد الحراسة؟
ج/ هناك تنسيق مع حرس المنشآت النفطية ونحن نتابع مع اللواء ناجي في المنطقة الشرقية والوسطى وعلى تواصل دائم معهم بالإضافه لإتخاذ اجراءات احترازية وإبلاغ النيابة العامة بالهجوم على الموانئ والجرائم التي ارتكبها بحق ليبيا والوطن ودخوله عنوة لمناطق آمنة ومن المتوقع أن تأخذ النيابة العامة الإجراءات القانونية والفورية بحق منفذ جرائم الحرب هذه وتنفيذ عقوبات دولية وليست وطنية فقط.
س/ هل هناك أي تواصل مع منظمة اوبيك بعد هذا الهجوم خاصة فيما يخص حصة ليبيا من التصدير؟
ج/ غداً سيكون الإجتماع مع اوبيك لتداول الموضوع وحصتنا لن نتنازل عليها، لكن الجضران قدم خدمة غير عادية ضد مصالح ليبيا من خلال إيقافه انتاج 450 ألف برميل.
س/ هل تعتقد أن هذه الحرب وهذا الحجم من الخسائر سيؤثر في الميزانية العامة للدولة؟
ج/ أكيد سيؤثر فبعد تحسن قطاع النفط واستعادة الموانئ عام 2016 وطرد هذا المارق بدأت الاسعار والإنتاج يتحسن وخلال الخمسة أشهر التي مضت دخل الخزانة العامة أكثر من 9 مليار دولار لكن حالياً سنفقد شهرياً 292 مليون دينار ومن المؤكد أن العاملين بالمؤسسة الوطنية للنفط ورجالها صامدين أمام هذه المرحلة الصعبة.