بالأسماء | الأمم المتحدة تتلقى تحذيراً من ” حرب الإعتمادات ” فى طرابلس وتورط ليبيا المركزي فيها

ليبيا – أرسل عدد من الناشطين والصحفيين والسياسيين رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة عند طريق مبعوثه إلى ليبيا غسان سلامة حذروا خلالها من إستمرار فسادات الاعتمادات المستندية الذي أسسه مصرف ليبيا المركزي حتى باتت العاصمة طرابلس تقترب من حرب بسبب هذا الموضوع .

وفى نسخة تحصلت عليها صحيفة المرصد للرسالة ونسخة أخرى لرد المبعوث سلامة عليها ، أكد الموقعون على ان الأمم المتحدة تسعى لإيجاد بيئة إيجابية في هذا العالم وتواجهها العديد من الصعوبات مؤكدين بأن هذه الصعوبات تتجلى أيضاً في الملف الليبي حيث صراع القوى الدولية على الأرض الليبية والمتقاطع مع مصالح أطراف سياسية وجهوية وأيديولوجية ليبية عدة .

وأشارت الرسالة الى ان صراع هذه القوى جعل من دور الأمم المتحدة دور شكلياً غير منتج على الأرض، يعزز ذلك ربما ركون بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا منذ عام 2011 وحتى اليوم إلى الحلول المؤقتة والسهلة على حساب الحلول العميقة والمؤثرة في بنية الدولة ومستقبلها مايستوجب البدء في تغيير الرؤية وسياسات التنفيذ.

وأضافت الرسالة : ” السيد الأمين العام، إن المفهوم التقليدي للتعامل مع القوى المؤثرة على الأرض بفسادها وخطورتها هو مفهوم سهل التنفيذ عقيم الفائدة خاصة في ظل تطور آليات الردع القانونية والأمنية في العالم، فهذا المفهوم يفاقم الأزمات ويزيدها حدة، إضافة إلى كونه يرسخ لحالة الإفلات من العقاب، وعليه فقد يكون الحل الأمثل في ليبيا هو إنزال العقوبات الدولية ودعم العقوبات المحلية على كافة التشكيلات المسلحة المتورطة في جرائم القتل والخطف والابتزاز السياسي، وإنزال العقوبات على الأطراف السياسية الداعمة لها من بعض الأسماء الحاملة لعضوية مجلس النواب ومجلس الدولة والمجلس الرئاسي وكافة المؤسسات الحكومية والكيانات السياسية والجهات التنفيذية، وذلك على عكس سياسات البعثة التي ربما تساهم عن غير قصد في منح العطايا السياسية وإعادة إنتاج بعض وجوه الإجرام في البلاد، ونحن هنا عندما نقول وجوه الإجرام لا نعني بذلك الوصف السياسي الفضفاض، بل نعني الوصف الجنائي والقانوني لهذه الكلمة ” .

كما أكد الموقعون على إن كل هذه الجرائم وهذا العبث الأخلاقي والسياسي الذي يجري في ليبيا يغذيه المال الفاسد رغم أن بعض الدول نجحت في تمويل بعض المليشيات والأطراف السياسية الموالية لها، إلا أن التمويل الأكبر للجريمة والعنف والحرب والتطرف والإرهاب والفساد والأعمال المعيقة للحل السياسي تأتي من فارق سعر الصرف الذي كان نتيجة لفشل إدارة مصرف ليبيا المركزي بسياساته النقدية التي يرى جمهور كبير من الناس بأنها متعمدة منذ عام 2014 لخلق دخل بديل للجماعات المسلحة مع إنحسار الدعم المشبوه لها من بعض الدول بعد ضغوط دولية وأممية ناجحة ، وفقاً لنص الرسالة .

وأكدت الرسالة إستمرار إدارة مصرف ليبيا المركزي اليوم مدعومة بمواقف سياسية مريبة من جهات ليبية وقوى عظمى رغم صدور تقارير دولية تؤكد تورطها في تمويل العنف وبالرغم من فشلها الذريع في إنهاء الأزمة الخدمية المصرفية يشكل علامة استفهام كبيرة.

وتابعت :  “السيد الأمين العام، إن تمويل الكيانات المسؤولة عن عدم الاستقرار بأموال الدولة الليبية تحت مرأى بعثة الأمم المتحدة في ليبيا يزيد من شكوك بعض الليبيين حول فاعلية الأمم المتحدة وجديتها في إيجاد حل للأزمة، فاليوم نشهد تحركات مريبة لمجموعة من المليشيات المنتمية لمدن محيطة بمدينة طرابلس تستعد لإدخال العاصمة في حرب جديدة للظفر بنصيبها من الاعتمادات المستندية المصرفية التي يَرَوْن بأن ميليشيات تنتمي للعاصمة قد استولت على جزء كبير منها وساهمت في تمويلها وثراء منتسبيها ” .

وإتهمت الرسالة مصرف ليبيا المركزي بتحويل قوت الليبين إلى آلة لهدم الاستقرار وتضخيم معاناة المواطن بدلاً من أن يكون أداة للتنمية المستدامة في بلد مزقته الحلول الدولية الشكلية وأضافت : ” بناءًعلى المعلومات التي يتناقلها مجموعة من المهتمين بالشأن الليبي وتعززها مخاوف الناس ويؤكدها مقربون من مليشيات جهوية، نجد انفسنا مضطرين لتحذيركم من حرب جديدة هي حرب الاعتمادات التي قد تنطلق تحت غطاء سياسي وإعلامي وتدمر مدينة طرابلس وتشعل فيها العنف والإرهاب وتجعلها وجهة مرة أخرى لمليشيات المدن المجاورة ” .

وختم الموقعون رسالتهم بالتأكيد على ان الجميع قد تهاون  مع الفساد المالي والأخلاقي والسياسي حتى جلس المجرمين على طاولة الإصلاح السياسي فتم افساد الإصلاح ولَم يُصلح الفاسدين داعينه الى التدخل شخصياً ومتابعة على البعثة في ليبيا ليس من باب الانتقاص من جهودها ولكن تعزيزاً وتصويباً لمساعيها لإيجاد حلول جذرية واضحة لتجفيف منابع دعم المليشيات، وتجريم ومعاقبة المتورطين ووضع رؤية أكثر نجاعة لتعامل الأمم المتحدة مع الملف الليبي ، بحسب نص الرسالة .

سلامة يرحب بالرسالة

ومن جانبه رحب المبعوث الخاص الى ليبيا غسان سلامة بنص الرسالة معرباً عن مشاطرته لموقعيها العديد مما ورد فيها كما أكد بأن البعثة بصدد ترجمتها وارسالها الى الامين العام للامم المتحدة فى نيويورك ، أنتونيو غوتريش .

وقال سلامة فى رده على رسالة ” حرب الاعتمادات ” ان الاعتمادات تحولت الى وسيلة للإثراء غير المشروع مؤكدا بأن البعثة تراقب وعن كثب الوضع الامني فى طرابلس وتعمل علناً وسراً لتجنيبها أي حرب عبر تخفيف التوتر وإبعاد شبح الاشتباكات .

المرصد – متابعات

صورة عن الرسالة واسماء الموقعين ؛

Shares