الولايات المتحدة – للوهلة الأولى تبدو هذه الصورة الخاصة بوكالة الفضاء الأميركية ناسا مثل العديد من الصور المنتشرة التي تصوّر لنا اتساع الكون الذي نعيش فيه.
لكن لو تأملنا في الصورة فسوف نرى أوردة حمراء متناثرة هي في الواقع بقايا “مستعر أعظم” يشكل المرحلة الأخيرة من حياة أي نجم حينما يكون في طريقه للفناء.
ويُشار إلى أن الخيوط الحمراء في هذه الصورة تنتمي إلى بقايا النجم المسمى HBH 3 وقد لوحظت آثاره في الفضاء لأول مرة عام 1966 باستخدام التلسكوبات اللاسلكية، وفق تأكيد وكالة الفضاء في مدونة لها.
إلى جانب ذلك، تشير الأوردة الحمراء المتقدة بالغاز إلى موقع بقايا المستعر الفاني ويقدر أن هذا الحدث قد جرى ما بين 80 ألفا إلى مليون سنة في الماضي.
ويرى علماء الفلك أن هذه الفروع الحمراء من المواد عبارة عن محاليل للغاز الجزيئي تم تنشيطها بواسطة انفجار المستعر الأعظم ما جعلها ينبعث منها ضوء الأشعة تحت الحمراء.
حيث تنتشر هذه الأوردة الحمراء على مسافات بعيدة وتقول ناسا إن هذا “النجم الشبح” هو واحد من أكبر النجوم التي نعرفها والذي يتمدد لمسافة 150 سنة ضوئية عبر الفضاء، كما من المحتمل أن هذا المستعر أدى لتكوين نجوم أخرى في الكون، حيث من المعروف أن “السوبرنوفا” قد تؤدي إلى ميلاد نجوم جديدة.
وكتبت ناسا: “كذلك فإن العلماء يرون أن السوبرنوفا تلعب دوراً رئيسياً في توزيع العناصر في جميع أنحاء الكون”، فعندما ينفجر النجم فهو يطلق العناصر والحطام في الفضاء والعديد من العناصر على كوكب الأرض كانت في سالف الأزمنة في النجوم البعيدة.
فما يحصل أن هذه العناصر بعد فناء نجم معين وتشكيل السوبرنوفا تلك السحابة الضخمة التي تنطلق في الفضاء أن العناصر المتشتة تذهب لتكوين نجوم جديدة وكواكب أيضا وكل شيء آخر في الكون.
تبقى الإشارة إلى أن هذه الصورة الخاصة موضوع هذه القصة المتعلقة بـ”النجم الشبح” كما أطلق عليه، قد تم التقاطها بواسطة التلسكوب سبيتزر الفضائي في مارس 2010.
ويقوم سبيتزر بمسح الفضاء باستخدام ضوء الأشعة تحت الحمراء وهو واحد من أربعة مراصد رئيسية لناسا.
المصدر العربية.نت