مصادر أمنية تكشف عن حقيقة ” الصدام القادم ” فى الجفرة وخليج السدرة ومناطق الجنوب

ليبيا – تشهد المنطقة الممتدة من جنوبي قاعدة واو الجوية وتحديداُ عند المنطقة المعروفة بفوار الـ 200  وصولاً إلى منطقة واو الكبير مروراً بجبال بن غنيمة جنوب منطقة أم الأرانب إلى جبال تربو وجبال الهاروج وحتى مدينة سبها جنوبي البلاد تحركات توصف بـ ” المشبوهة ” والمريبة لعناصر إرهابية وأخرى أجنبية مختلفة تضع نصب أعينها السيطرة على قاعدة الجفرة الجوية والهجوم مجدداً على منطقة خليج السدرة حيث العمود الفقري وعصب الإقتصاد الليبي الذي يضم أكبر المرافق النفطية فى البلاد .

منطقة فوار الـ 200 جنوب قاعدة واو الكبير الجوية

مصادر أمنية ومخابراتية متطابقة أكدت لـ المرصد أن بقايا مايسمى سرايا الدفاع عن بنغازي المتحالفة مع حرس المنشآت النفطية السابق بقيادة إبراهيم الجضران تعد العدة مجدداً لشن مايببدوا أنه هجوم مركز يستهدف جبهتين إستراتيجيتين مختلفتين هما قاعدة الجفرة الجوية وخليج السدرة فيما تشير معلومات إلى أن هجوماً محتملاً سيعقب هذه العملية للسيطرة على مدينة سبها بالكامل  .

وككل هجوم ، فأن المعارضة التشادية تعد رأس حربة فى أي تحالف مشابه ينشأ لإستهداف مناطق مقومات الثروة الليبية أو الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على إعتباره الخصم والعدو اللذوذ لهم لعدة إعتبارات لعل ليس بأهمها هو علاقته الوثيقة برئاسة الجمهورية التشادية والرئيس إدريس ديبي فى أنجامينا .

وتتمركز فلول المعارضة فى عدة مناطق منها جبال تربو وجبال بن غنيمة الواقعة إلى الجنوب منها .

جبال بن غنيمة و جبال تربو

 

كما تتمركز فلول المعارضة التشادية فى منطقة أم الأرانب وتحديداً عند مشروع الشركة الصينية وهو مشروع يضم 2000 وحدة سكنية تحت الإنشاء كما أن عائلات أفراد المعارضة من مختلف الأعمار يقيمون بهذه الوحدات ومصير من يقترب منهم بعدسته هورالموت حتى لو كانت عدسة الحكومة  وكذلك شمالاً وتحديداً وسط البلاد فى سلسلة جبال الهروج جنوبي قاعدة الجفرة الجوية .

إجتماعات متتالية ومكثفة يعقدها قادة ” الحلف الجديد القديم ” وهذه المرة فى مدينة سبها عاصمة الجنوب الليبي هدفها التنسيق للهجوم المرتقب الذي تختلف فيه أهداف كل من يخطط له ، بحسب ذات المصادر ، فيما يتمركز قادة فلول المعارضة التشادية فى عدة مناطق من المدينة رفقة مجموعات مسلحة محلية فى منطقة جبل بن عريف ومشروع عمارات الشركة الهندية القريبة من المطار .

وعلى سبيل المثال فأن مرتزقة المعارضة التشادية بقيادة المتمرد على بلاده تيمان أرديمي يهدفون إلى جمع القدر الأكبر من المال والسلاح لإستخدامه فى مرحلة لاحقة ما ضد نظام الرئيس ديبي فى أنجامينا وقد كشفت ذات المصادر عن إجتماعات بين قادة الفصائل التشادية إتفقوا خلاله على عدم التقاتل بينهم وتوحيد بنادقهم فى إتجاه الحد الشمالي لبلادهم .

المتمرد التشادي المعارض المقيم فى الدوحة والمطلوب لتشاد ” تيمان إرديمي “

ويوم 11 أغسطس الجاري شهد واحداً من فصول الحرب بين مرتزقة المعارضة والجيش التشادي فى مايعرف باسم ” محور كرٌي ” وقد أحكمت المعارضة سيطرتها على معسكر للجيش التشادي يسمى ” معسكر الـ 60 ” ، وقالت وسائل إعلام مقربة من القصر الجمهوري فى أنجامينا بأن فلول المعارضة تستخدم الأراضي الليبية منطلقاً لهجماتها .

حريق فى حظيرة خزانات نفطية فى خليج السدرة جراء أحد الهجمات التي تعرضت لها من قبل الجماعات الإرهابية – أرشيفية

وأعلنت القيادة التشادية من جانبها الإستنفار على الحدود مع ليبيا وعززت وجودها العسكري هناك بكتائب من الجيش مدعومة بطائرات مقاتلة تحسباً لأي هجوم على أراضيها قد يعقب العمليات القتالية للمعارضة التشادية فى الاراضي الليبية والتي تتحصل من خلالها فى كل مرة على أسلحة و أموال طائلة تستخدمها فى محاولة إسقاط نظام الرئيس إدريس ديبي .

وليس أرديمي وحده على ساحة معركة التشاديين فى الأراضي الليبية رفقة مساعده وذراعه الأيمن محمد آدم ، فهناك أيضاً رجل المعارضة القوي ، القائد الميداني ، محمد حكيمي الذي يقود فصيلاً آخراً من أقوى فصائل المعارضة بعد فصيل تيمان أرديمي وتشير المعلومات إلى تواجده حاليا فى ضواحي سبها الجنوبية بعد إن إنسحب لها إثر مشاركته فى هجوم يونيو الماضي رفقة قوات جضران على منطقة خليج السدرة .

القيادي التشادي المعارض محمد حكيمي – المرصد – خاص

وكان إبراهيم جضران قائد حرس المنشآت السابق ، متحالفاً مع قوات المعارضة التشادية ، قد شن هجوماً على منطقة خليج السدرة فى 15 يونيو الماضي إحتل فيه المنطقة ومرافقها النفطية قبل أن ينسحب منها مكبداً الدولة خسائر بعدة مليارات مع عشرات القتلى فى صفوف قواته وقوات الجيش .

أهداف العملية

تشير ذات المصادر إلى أن أهداف هذه العملية التي ستنقسم فيها المهام وفقاً لما هو مخطط لها لعدة أهداف ، منها السيطرة على منطقة الموانئ النفطية مجدداً وخلق وضع تفاوضي جديد إضافة إلى تغيير الوضع على الأرض إستباقاً لأي تطورات على الصعيدين الأمني والسياسي لا سيما مع إحتمالية إجراء الانتخابات العامة فى البلاد شهر ديسمبر القادم .

عمر تنتوش – أرشيفية

كما تؤكد المعلومات بأن قوة أخرى يقودها اللواء المنشق عن قيادة الجيش عمر تنتوش وبلقاسم حنيش وتتمركز فى جبل بن عريف بمدينة سبها قد دخلت على خط هذا التحالف بينما رفض اللواء علي كنُة المتمركز فى مدينة أوباري وبقوة الإنضمام لهم أو مشاركتهم أو أي من قواته فى أي عمل من هذا النوع .

إذا هي معالم تحالف متكامل باتت تتشكل ، تحالف ، تفرقه التوجهات والرؤى والأهداف وتجمعه خطوط عريضة تصب فى خانة مصالح أطراف محددة داخل وخارج البلاد مستعينة بمليشيات أجنبية لعل أبرزها هي المعارضة التشادية والسودانية ممثلة فى حركة العدالة والمساواة .

خطوط جبهات محتملة

من بين خطوط النزاع التي يتوقع أن تندلع حولها الإشتباكات والحرب أو تتعرض للهجوم قاعدة تمنهنت الجوية الإستراتيجية وكذلك بوابة قويرة المال التي تشكل المدخل الشمالي الرئيسي لمدينة سبها وبالتالي قطع أي إمدادات لقوات الجيش لمعسكراتها وغرفتها فى المدينة . على أن تتحرك القوات المهاجمة من خط فندق الجبل وجبل بن عريف .

أما الخط الآخر وهو الأهم قاعدة الجفرة الجوية التي تشكل خسارتها بالنسبة لقيادة الجيش خسارة لأهم معقل لها فى وسط البلاد ولثالث أكبر قاعدة جوية إستراتيجية بعد قاعدتي القرضابية والوطية فى أقصى الغرب .

خطين محتملين لإستخدامهما فى الهجوم على قاعدة الجفرة

على أن تتم مهاجمة القاعدة من خطي جبال الهروج الذي من المفترض أن تتحرك منه القوة التشادية تزامناً مع تحرك بقايا قوات جضران من حيث تتمركز فى المشروع الزراعي بمنطقة وادي زمزم خارج مدينة بن وليد ومنطقة السدادة التي رفضت قبائل ورفلة دخول هذه القوات لها بعد إنسحابها إثر الهجوم الأخير .

وكثفت طائرات مجهولة الهوية تحليقها بشكل متواصل فى أجواء مختلف مناطق الجنوب وسط تقارير عن عمليات جمع معلومات وتخابر تقوم بها هذه الطائرات ضمن مهام مرتبطة بالقيادة المركزية للقوات الأمريكية العاملة فى أفريقيا ” أفريكوم ” .

إستنفار

ومن جهتها أعلنت غرفة عمليات سرت الكبرى التابعة للقيادة العامة نهاية الأسبوع الماضي حالة الجاهزية التامة فى منطقة خليج السدرة مشيرة إلى أنها تلقت معلومات عن تحركات مشبوهة تستهدف أمن المنطقة دون الإدلاء بتفاصيل إضافية .

وقد سيرت الغرفة رفقة غرفة عمليات مدينة أجدابيا دوريات فى الصحراء وشددت الإجراءات الأمنية على البوابات تحسباً لأي هجوم محتمل أو هجمات منفردة من تنظيم داعش الذي عادة مايكثف هجماته إستباقاً لأي هجوم تقوم به القوات الأخرى كما حدث مراراً مع بوابة الـ 60 جنوبي أجدابيا وبوابة السدرة التي إستهدفتها عدة هجمات قبل هجمات قوات جضران وسرايا الدفاع عن بنغازي  .

المرصد – خاص

Shares