ليبيا – أعلن الأطباء والاطقم الطبية المساعدة والإداريين بمستشفى الجلاء للنساء والولادة فى طرابلس ، الأحد ، التوقف عن العمل منذ يوم الأمس وقفل العيادات ووقف إستقبال الحالات الجديدة .
وجاء هذا الموقف تضامناً مع زميلهم الإستشاري د.محمد سلطان الذي تعرض لإطلاق نار أدى الى كسر على مستوى المشط والفخد في ساقه ، وأعتبر الأطباء هذه الوقفة مناسبة لتذكير الحكومة بالظروف السيئة التي يعانيها العاملين بقطاع الصحة والصعوبات اليومية التي يواجهونها في مقابل مواصلتهم للعمل .
وذكر مصدر في مستشفى الجلاء صرح لـ المرصد شرط عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية ، بأن الإستشاري حاول التدخل لإيقاف بعض المسلحين الغاضبين بسبب وفاة نزيلة كانت تعرضت لمضاعفات خطيرة بعد إجراء عملية قيصرية لها من قبل أحد الطبيبات .
وكانت الطبيبة قد أخطأت بترك قطعة من الشاش الطبي المستخدم لتنظيف في جوف المريضة مما تسبب لها في تسمم وتعفن وإلتهابات أدت لوفاتها بعد فترة قصيرة من ولادتها لطفل سليم.
المسلحين التابعين لأحد المليشيات ، بحسب المصدر ، أصروا على معرفة إسم الطبيبة المتسببة بالخطأ ، لكن الإستشاري سلطان حاول حمايتها ورفض إعطائهم إسمها وهم في هذه الحالة من الغضب مما دفع أحدهم لإطلاق النار عليه فأرداه مصاباً فى ساقه التي كادت أن تُبتر .
المصدر أكد تسجيل حالات أخرى من التعدي والتهديد طالت الأطقم الطبية والطبية المساعدة آخرها تهديد أحد المريضات للممرضات بإحضار ” كتيبة النواصي ” لها أذا لم يتم إدخالها قبل المرضى الآخرين ما دفع الاطباء إلى إخلاء العيادات خوفاً من تعرضهم للإعتداء .
من جانب آخر يعاني المستشفي من الأهمال وتردي الأوضاع الخدمية، وعدم النظافة والتسيب والأزدحام وفق ما ذكر المصدر، برغم من تعاقد المستشفى مع شركة تسمى ” السرايا ” متخصصة في النظافة والإعاشة ، التي تم تكليفها بشكل مباشر من إدارة المستشفى حيث تم فرض الشركة على الادارة بالقوة دون توفر أدنى المتطلبات لإعاشة المرضى والعاملين .
وأضاف بان الشركة لا توفر مياه الشرب غالباً ، وتقدم أرغفة خبز وقطعة جبن وعلبة من التن وعصير لمجموعة من الأطباء معاً ، أما المكلفين بالنظافة من قبل الشركة فهم مجموعة صغيرة لا تتجاوز 10 أشخاص من جنسيات مختلفة أوكلت لهم مهمة تنظيف مبنى مكون من 6 طوابق ثلاث منها إيواء وثلاث أخرى إدارية بالإضافة لمبنى العيادات الخارجية المكون من طابقين مع مساحات أرضية تتجاوز الـ 6 آلاف متر مربع ، بإمكانيات بسيطة لا يمكن أن تفي بإشتراطات النظافة في مستشفى رئيس لتوليد نساء ويتواجد به أطفال ، يسهل تلقيهم للعدوى في عاصمة يقطنها 2 مليون نسمة.
وتابع بأن المباني تحتاج لصيانة عاجلة خصوصاً المصاعد ودورات المياه لأنها تالفة وتعرض حياة الكثيرين للخطر وقال : ” المباني لم تصين بشكل دوري منذ سنوات والمبنى الأداري متهالك وآيل للسقوط، والمخازن غير مطابقة للمواصفات ، وبرغم المناشدات لوزارة الصحة بحكومة الوفاق لكن لا حياة لمن تنادي ” .
مصدر أخر في مخازن المستشفى أكد أيضاً شرط كشف هويته لأسباب أمنية بأن مخزون الدواء في المستشفى أوشك على النفاذ دون أن تُسيل لهم ميزانية لتوفير النواقص حتى الأن ، بالرغم من زيارة وكيل وزارة الصحة للمستشفي منذ أكثر من أسبوعين وإطلاعه على حجم المشكلات التي يعانيها من نقص في المواد والمعدات الأساسية التي يقوم عليها العمل اليومي .
يضاف إلى كل هذا وذلك الأزدحام الشديد بقسم التوليد على أعتبار أنه المستشفى الرئيسي وقد بات يُحمل في الغالب فوق قدارته بسبب توجه الناس من كل المناطق في العاصمة وخارجها اليه، كاشفاً على أن الوكيل وعد بمعالجة المختنقات خلال 24 ساعة ، لكن شيئاً من هذا لم يحدث حتى الأن.
المصدر أضاف بأنه في الوقت الذي تواجه فيه المستشفى مشاكل مع الشركات الموردة ، جهاز الأمداد الطبي لا يقدم شيء بسبب الصراعات القائمة على صفقات التوريد . معتبراً أن المريض يتحمل التكاليف مرتين الأولى من خلال خصومات الضمان والثانية من خلال أضطراره لتوفير كافة المستلزمات الأساسية من مواد تعقيم وأدوية لإجراء العمليات.
المرصد – خاص