فى منتصف يوليو الماضي اعلن عضو الجماعة الليبية المقاتلة عبدالمنعم سالم خليفة الحسناوي المكنى بـ ” أبوطلحة ” تأسيس كيان مسلح يحمل إسم ” مجلس شوري قبيلة الحساونة ” بمدينة الشاطئ جنوب ليبيا و ذلك على غرار مجالس شورى ثوار بنغازي و درنة و أجدابيا التى يتزعمها عناصر من الجماعة الليبية المقاتلة أو تنظيم القاعدة و تخوض حرباً مفتوحة إلى جانب تنظيم داعش ضد الجيش الليبي منذ ما يزيد عن السنتين .
أبوطلحة و هو سجين سابق فى سجن أبوسليم منذ يوليو سنة 1996 و حتي فتح أبوابه فى أغسطس 2011 عقب إنسحاب قوات النظام السابق من العاصمة طرابلس نحو سرت أوقف حينها على خلفية إنتمائه للجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة و فى23 نوفمبر من ذات السنة ضبطت الأجهزة الأمنية مجموعة أخرى حاولت إغتيال القذافي فى ما عرف حينها بمحاولة ” الرمانة ” فى الشاطئ بقيادة قياديين فى الجماعة هما محمد عبد الله القريو وعبد الرزاق الترهوني الذان قتلا أثناء مطاردتهما بعد 11 شهر من إختبائهم فى تاجوراء و قد أثبتت التحقيقات بحسب مصادر المرصد صلة أبوطلحة بهذه المجموعة .
و في سنة 2013 غادر أبوطلحة إلى سوريا و كلف هناك بمهام المسؤول الشرعي لكتيبة المهاجرين المؤلفة من عناصر أجنبية جهادية قاتلت ضد النظام السوري قبل أن ينضم جزء من عناصرها إلى تنظيم داعش و ينضم الجزء الآخر إلى جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة و يعود أبوطلحة إلى مدينة الشاطئ عقب إندلاع ” عملية الكرامة ” سنة 2014 و يكلف من قبل خالد الشريف وكيل وزارة الدفاع السابق بمهام قيادية فى ” غرفة عمليات ثوار ليبيا ” فرع الجنوب التى حظيت بدعم مالى واسع من قبل وزارة الدفاع و رئاسة المؤتمر الوطني العام.
و قبل عودته الى ليبيا سنة 2014 أعلنت بغداد مقتله فى مواجهات مع الجيش العراقي وسط البلاد الا ان ظهوره مجدداً جنوبي ليبيا فند ما اعلن عنه العراق .
أبوطلحة و بحسب مصادر محلية و أمنية كان يشرف طيلة الفترة الماضية على خط إمداد خلفي لـ ” مجلس شورى ثوار بنغازي ” و يتنقل عبر مدن الجفرة و سبها و أوباري و مصراتة لشراء السيارات و الأسلحة من السوق السوداء بمبالغ مالية مغرية و قد تعرضت مطلع السنة الجارية إحدى أهم شحناته المرسلة على متن جرافة عبر مصراتة إلى قصف جوي قبالة سواحل بنغازي أدى إلى إغراقها .
و يرتبط أبوطلحة بعلاقة متينة مع أمير القاعدة فى بلاد المغرب العربي و زعيم جماعتى الملثمون و الموقعون بالدم الإرهابي الجزائري مختار بلمختار المكنى بـ ” الأعور ” و الذى أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية إستهدافه فى غارة جوية شنتها طائراتها على موقع جنوبي مدينة أجدابيا مساء 13 يونيو 2015 و أدت إلى مقتل 7 قيادات من أنصار الشريعة يعتقد أن ” الأعور ” من بينهم .
و خلال الفترة الماضية استشعر أعيان قبيلة الحساونة التى تسكن مدينة الشاطئ الخطر نتيجة محاولة إستقطاب ” أبو طلحة ” لعدد من شبابها العاطلين عن العمل و حتى المراهقين إلى تشكيله المسلح الجديد ، كما أن مصادر المرصد أكدت أن أعيان القبيلة و أهالى هؤلاء الشباب مارسوا ضغوطاً إجتماعية و قبلية لعلمهم بخطورة هذا الشخص و تشكيل كيانات عسكرية مؤدلجة قد تزج بإسم منطقتهم فى مشاكل هم فى غنى عنها و قد نجحوا بالفعل فى تحييد عشرات الشباب عنه .
و شن طيران مجهول منتصف ليل الاثنين الثلاثاء غارات جوية استهدفت 3 منازل فى منطقة القرضة الشاطي ليس من بينها اي منزل مملوك فعليا للحسناوي أبوطلحة ، و إثنان منها كانا مستأجرين من مواطنين لا علاقة لهما بأي تنظيم اسلامي او تشكيل مسلح و يعيشان خارج المنطقة و هما منصور الغويل و حمد الغويل و قد أدت هذه الغارات لمقتل 8 أشخاص نقلوا الى مستشفى برقن 3 منهم على شكل أشلاء قبل ان يتم اقتحامه من قبل مسلحين نقلوا الجثث و الاشلاء الى جهة مجهولة اضافة لإصابة سيدة فلسطينية و نجلها بجروح متوسطة نقلوا على اثرها للمستشفى و هم من عائلة مدرس فلسطيني يقطن المنطقة من سبعينيات القرن الماضي و ذلك بعكس ما أعلن عنه عميد بلدية الشاطي حسن معتوق صباح اليوم الذى تحدث عن اصابة عشرات المدنيين و تدمير 10 منازل و تشريد سكانها و تردي الاوضاع فى المدينة بسبب هذا القصف .
و من المتوقع ان تتخذ قبيلة الحساونة ممثلة فى مجلسها الاجتماعي الذى انهمك طيلة الاشهر الماضية فى تثبيت وقف اطلاق النار بمدينة أوباري و رعاية المصالحات الاجتماعية فى الجنوب و الشمال إجراءات حاسمة ضد المتطرفين الذين يحاولون إيجاد موطئ قدم لهم فى الشاطي القرى المجاورة لها .
و بالاضافة الى ان فرضية ان يكون القصف قد استهدف قيادات ” داعشية ” استطاعت الفرار من سرت و قد يكون من بينهم فوزي العياط مفتى التنظيم لازالت قائمة ، الا ان مقتل ابوطلحة – حال تأكيده مقتله – سيكون ضربة موجعة لتنظيم القاعدة فى الجنوب و فى درنة و بشكل خاص فى بنغازي الذى بات التنظيم يوليها اهتماما كبيراً تمثل فى بيان مكتوب خاص بالاوضاع بها أصدره مختار بلمختار فى سبتمبر الماضي بعد مقتل 3 عسكريين فرنسيين فى تحطم مروحية شرقي اجدابيا و تسجيل صوتي للجزائري عبدالملك درودكال المكنى بـ ” أبومصعب عبد الودود ” فى اكتوبر دعا خلاله ” المجاهدين “للنفير الى قنفوذة و نصرتها .
و لم تعلن أي دولة او جهة حتى الآن مسؤوليتها عن هذا القصف كما ان مصير الحسناوي لم يتأكد بعد عن ما إذا كان قد لقى حتفه فى هذه الغارة ام لا ، الا ان مصادر خاصة أكدت للمرصد ان من بين القتلى فلسطيني و جزائري مقربين من مختار بلمختار و عبدالملك درودكال و قد يكون بلمختار أو درودكال بنفسهما من بين القتلى لتأكيد تقارير سابقة تواجدهم و خاصة بلمختار فى أكثر من مرة على أطراف منطقة الشاطي .