ليبيا – فى ضربة جديدة بعد القبض على المصري هشام عشماوي وتأكيد مقتل المصري الآخر عمر رفاعي سرور وإعتقال أسرته وإعتقال مسؤولهم الأمني يحي الأسطى عمر ، تمكنت قوات الجيش مساء الثلاثاء من إلقاء القبض على واحد من أبرز المسؤولين العسكريين لما يسمى ” مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها ” الموريتاني المطلوب لسلطات بلاده رشيد عبدالله المكنى بكنيتي ” أبو حفص و أبوخديجة “.
وقال مصدر عسكري من غرفة عمليات ” عمر المختار ” لـ المرصد بأن عدد المعتقلين من بقايا عناصر ما يسمى مجلس الشورى وصل حتى نهاية يوم الثلاثاء 55 عنصراً من بينهم مصابين بجروح وإصابات متفاوتة مابين الخطيرة والمتوسطة والطفيفة وآخرين فى حالة صحية جيدة يعانون من سوء تغذية وبعض الأمراض الجلدية نتيجة عدم النظافة مؤكداً بأن بعضهم من عناصر تنظيم داعش الذين إعتقلهم تنظيم القاعدة فى السنوات السابقة ثم إستتابهم وإنضموا له عقب المعارك التي دارت بينهم كإمتداد للصراع الذي إندلع فى العراق وسوريا بين التنظيمين كما أشاد المصدر بحرفيةكل القوات المشاركة اليوم فى حفظ الأسرى وحسن معاملتهم وعلى رأسهم الكتيبة 210 .
https://youtu.be/uDrdMYdcFio
وتداول نشطاء على موقع ” فيسبوك ” مقطعاً للحظة القبض على ” أبوحفص الموريتاني ” ونقله مصاباً وهو فى حالة صدمة وذهول رفقة عنصرين من الجنسية الليبية ، وقال ذات المصدر بأن إحصاء الجثث التي عثر عليها لقتلى الساعات والأيام الثلاثة الأخيرة إضافة لمن جرى إعتقالهم يشير إلى أن الأجمالي يقارب كتيبة كاملة من تنظيم القاعدة قد جرى تفكيكها بين قتيل وجريح ومعتقل مع الإشارة لمقتل زعيم التنظيم عطية الشاعري الملقب بـ ” بقيوة ” بداية المواجهات .
وفى وقت سابق من يوم الثلاثاء ، تمكنت القوات المسلحة من إلقاء القبض على المتحدث السابق باسم تنظيم شورى درنة العضو المؤسس فى التنظيم حافظ الضبع وهو فى حالة جيدة وعلى قيد الحياة فيما عثرت على محمد الطاهر المنصوري وهو آخر ناطق باسمهم قتيلاً رفقة القيادي محمد دنقو فيما لايزال مصير القيادي سفيان بن قمو مجهولاً .
كما عثرت القوات المسلحة على جثه الفار من سجن أبوسليم أمير تنظيم أنصار الشريعة السابق عصام سعد الحرير المنصوري الشهير بـ الذيب ” داخل منزل في حي ” المدينة القديمة ” ، وكان الحرير أميراً للتنظيم عند تصنيفه كمنظمة إرهابية دولية من قبل مجلس الأمن فى نيويورك ، وبينت اللقطات الواردة من الميدان كيفية إخلاء الجيش لجرحى ومصابي التظيمات من المكان .
https://www.facebook.com/ObservatoryLY/videos/349515372439408/
وبالإضافة إلى هؤلاء عثرت القوات المسلحة على قبو مليء بالجثث بعضها متحلل وكانت تستخدمه بقايا التنظيمات كمكان لحفظهم بعد تضييق الخناق عليها فى آخر كيلومتر وسط المدينة القديمة قبل أن تتم السيطرة عليه وتطهيره تماماً فى عملية مستمرة إنتهت مساء الثلاثاء ومن المرجح بأن عدد الجثث التي عُثر عليها فى المكان وفق صور طالعتها المرصد قرابة 30 جثة وربما أكثر .
وفى ذات السياق ألقت القوات المسلحة القبض على قيادين بارزين آخرين هما محمد عبدالنبي الخرم ووليد مسعود الشعلالي فى ذات المنطقة بوسط المدينة القديمة درنة وهما من كبار مسؤولي تنظيم ” شورى المجاهدين “.
https://youtu.be/38GshM5n-kI
ومن جهته أعلن الهلال الأحمر فى وقت مبكر من صباح الثلاثاء قبل إحتدام المعركة وتسليم هؤلاء لأنفسهم إنتشال 10 جثث من مقاتلي الشورى بعضهم تم التعرف عليه وبعضهم لازال مجهول الهوية كما تم إنقاذ وافدة مصرية ترافقها طفلتين وهي أرملة أحد أحد العناصر الإرهابية الفارة من مصر .
ولم يصدر بعد أي تعليق من القيادة العامة للقوات المسلحة حول الموضوع ، غير أن الناطق بإسمها عميد أحمد المسماري إكتفى بالقول لـ المرصد بأن هؤلاء الأسرى هم بمثابة كنز معلومات وصيد ثمين مؤكداً حاجة بعضهم للعلاج نتيجة الإصابة وسوء التغذية ، كما جدد المسماري مواساته وتعازيه للشعب الليبي ولذوي كل من قضى نحبه فى مواجهة هذه التنظيمات التكفيرية الإرهابية داعياً ذويهم للفخر بما قدمهم أبنائهم حتى الوصول إلى هذه اللحظة .
ويعد الضبع من أبرز الوجوه الإعلامية والقيادية البارزة لتنظيم شورى درنة منذ سنوات طويلة ولايخفي إنتمائه الواضح والصريح لفكر تنظيم القاعدة كما أنه كان دائم الظهور على كل من قنوات النبأ والتناصح وليبيا بانوراما وليبيا لكل الأحرار وكان يستميت على تضليل الرأي العام حول فكرهم وأيدولجيتهم وإرتباطاتهم بتنظيمات الخارج وإيوائهم لقيادات أجنبية مثل المعتقل هشام عشماوي والقتيل عمر رفاعي سرور وآخرين وتتمثل أهميته أيضاً فى كونه ” كنز معلومات ” يمكن أن يوصل الأجهزة الأمنية إلى العديد من الحقائق وخاصة المتعلقة على الأقل بمصادر الدعم والتنسيق لعملهم الإعلامي فى الداخل والخارج .
وبذلك وبعد القبض على من تم القبض عليه ومقتل من قُتل وفرار من تمكن من الفرار نحو المنطقة الغربية أو الجنوبية أو خارج البلاد من عناصر ” تنظيم شورى مجاهدي درنة ” فأن المنطقة الشرقية بكاملها قد باتت منذ اليوم خالية من أي بؤر معلنة أو تنظيمات إرهابية تحتل المدن والأحياء وقد ذهبت كل هذه المشاريع إلى مزبلة التاريخ .
https://youtu.be/ksfYZ6JWSsw
كما يعتبر هذا التنظيم ومشروعه فى إقامة دولة فى درنة تحكمها رؤيته المتطرفة لتنظيم القاعدة فى حكم المنتهي فى إنتظار أن يعلن حل نفسه تماماً كما هو الحال مع الإعلان المماثل لـ ” شورى بنغازي ” عقب الهزيمة وفى الكشف عن ما ستنتهي له التحقيقات حول شبكة إمتد عمرها لحوالي ثمان سنوات وقد نسجت خيوطها بتنظيمات سياسية ودينية وعسكرية ومالية داخل وخارج البلاد حتى قبل ” سقوط النظام السابق” سنة 2011 .
المرصد – خاص