السفير السابق و الكاتب عمر الدلال

عمر الدلال يكتب للمرصد : سرت… بين التحرير و الصراع على السلطة !

مقدمة.. هذه قراءة موضوعية متجردة ,عن واقع الصراع السياسى على السلطة ,فى ليبيا ,ودورذلك على معركة تحريرسرت ,وبعض الخيارات التى يمليها الموقف .

 

*كان طبيعيا ان يتجه الجيش الليبى ,لتحريرمدينة سرت الغالية وشعبها الحبيب من عدو غاشم مريض, يخنق سبل الحياة ,وينشر الدم والرعب بين الناس, يسبى نسائنا ويستغل اطفالنا ,اى ان يقوم الجيش بواجبه الوطنى ,بالقضاء على تنظيم الدولة الارهابى “داعش”,الذى سيطر على المدينة قبل اكثر من سنة, بعد قتل قوات”فجر ليبيا” لقيادات وطرد كتيبة شهداء الزاوية “ابوحليقة” التى بعد ذلك عادت الى مقرها ببنغازى, بعد ان كانت تحمى المدينة.

 

*وبدأت القيادة العامة الترتيبات اللازمة , لعملية “تحرير سرت الكبرى”بعد ان اتم الجيش بنجاح تحرير كل من بنغازى واجدابيا ودرنة,ولم يبقى بها سوى بعض الجيوب التى تحتاج الى بغض الوقت لانهاء اعمال الهندسة لفك المفخخات ,وعدد صغير من وحدات الجيش للقضاء على الجيوب المعادية الباقية ,وبعد ان اتم الجيش اعداد قوات كبيرة اضافية بخليج “بمبا” باقصى شرق ليبيا للمشاركة فى تحرير سرت.صدرت اوامرالتحرك الى سرت من القائد الاعلى وبالتالى من القائد العام.

 

*وتحرك الجيش من الشرق الى سرت,بعد تغيير قيادة حرس المنشأت النفطية ,والاطمئنان لموقف قواتها ,وكان التحرك على طريقين ,الساحلى والصحراوى وكان الصحراوى لحماية حقول النفط من الدواعش ومنع فرارهم الى جنوب وشرق ليبيا.وتحركت كتائب من الجيش من غرب ليبيا الى سرت , لتشارك فى المعركة .

 

*وكان سيناريو تحرير سرت ميسرا ويؤكد الانتصار السريع (فى حالة عدم ظهورعوائق واعتراضات متوقعة)فداعش لاتملك حاضنه فعلية بسرت,فقبول البعض لانصار الشرعية ثم داعش لم يكن فى اغلبه ايمانا بمعتقداتهم الضالة,بل كان لاسباب نفسية مؤقته , خوفا وطمعا فى الحماية من خصوم محتملين , ووصول الجيش الوطنى اليهم كفيل بالتحامهم به , وانظمام كثير من المسلحين اليه,وغالبا ستكون معركة الجيش مع الدواعش الاجانب,والجيش سيلقى دعما واسعا من الشعب بداخل سرت,ومن كثير من المدن مثل بن وليد وترهزنه.وعليه فتحرير سرت لن يأخذ وقتا طويلا,ولن تترتب عليه خسائركبيرة بالجبش,المهم الحذر من المفخخات والعمليات الانتحارية.فلابد من التدمير الفورى لاى تحرك مشبوه,

علما بان هذه السهولة واليسرفى تحرير سرت لن تجدها اى قوات اخرى غير الجيش الوطنى.مثل: قوات المجلس الرئاسى اوقوات مصراته ,لاسباب اشرت اليها.

 

*ولكن ليبيا ليست دولة محظوظة ,وفى هذه الحالة خاصة سرت .لان المجلس الرئاسى وقوات مصراتة وقوى ليبية اخرى وكذلك دول غربية وعملاء لها (بشكل ما) لن تقبل انتصارا كاسحا للجيش ,دون ان تقاومه بكل الوسائل ,بسبب الصراع على السلطة , لان هذا النصر سيقلب كل موازين القوة والسياسة بليبيا, فسيتضاعف عدد العائدين الى الجيش بغرب ليبيا,وسيشعر الشعب الليبى بنصره وقوته,وستختفى كثيرا من القوى,وستغير عدد من دول العالم مواقفها ويفرض الشعب مطالبه,فى دولة امنه يسودها العدل والمساواة والحرية والرخاء.

 

**وعليه فالخيارات عديدة ومعظمها صعب, منها:

 

1_ان تتوحد قوات الجيش والرئاسى ومصراته وبقية المعارضة, تحت القيادة العامة للجيش.لتحرير سرت.

 

2_ان يُغلّب الرئاسى وقوات مصراته والمعارضة, مصلحة الوطن , ويترك الجيش يحرر سرت دون اعتراض.

 

3_(ا)ان يؤجل تحرير سرت الى حين الوصول الى توافق حقيقى عادل على اسس متينة,

(ب)على ان تحييّد مصادر الثروة وحمايتها عن الخلافات , ويوزيع الدخل بين الاقاليم الليبية الثلاث بنسب عادلة فى كل المجالات ,بواسطة لجنة مشتركة تمثل اقاليم ليبيا الثلات بمصرف ليبيا المركزى وتتابع (حسابات المصرف المركزى ,الاستثمارات الخارجية,النفط , الغاز, البتروكيميائية والمعادن والسيولة النقدية.وما فى حكمها)مع الاشراف على صيانة حقول النفطية والغاز والضخ باعلى قدرة وتشغيل كل الموانى النفطية .(حتى لايجوع الشعب فى انتظار الوفاق او يموت فى انتظار الدواء)

 

4_ان يتوقف الجيش عن التقدم لتحرير سرت , ويتحصن بالمواقع التى وصلها ,لمنع الدواعش من التوجه الى الجنوب والشرق والحقول,والتصد لاى عدوان عليه وترك قوات الرئاسى ومصراته وبقية المعارضة لتحرر سرت

 

5_ان يقوم الجيش بالقوات القادمة من الشرق فقط بهجوم خاطف وسريع على الدواعش بسرت.وان تتجمع قوات الجبش بالغرب بورشفانة ,اذا ماتم الاعتداء اوالاعتراض على تقدم الجيش لتحرير سرت,تتقدم قوات الغرب للسيطرة على مؤسسات الدولة بالعاصمة.

 

*هذا الخيار خطير جدا,اذا طالت المعركة قد تتحول الى حرب طويلة او اهلية ,تشارك فيها قبائل ليبية من الداخل ودول الجوار,وتساهم فيه بالدعم والمساندة دول اقليمية وعالمية.

حفظ الله ليبيا

 

عمر الدلال22/5/2016

 

Shares