ليبيا – قال العضو المقاطع لمجلس النواب عبدالرؤف المناعي إن القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر يتخذ استراتيجية واحدة يستخدمها في كل حروبه وهو أسلوب القوة الغاشمة والزج بالتشكيلات الصغيرة لتحقيق انتصارات وهمية على المنصات الإعلامية والقنوات حسب قوله.
المناعي أشار خلال تصريح أذيع على قناة “التناصح” أمس الأحد وتابعته صحيفة المرصد إلى أن بعض المجموعات الموجودة جنوب طرابلس هي مجموعات محلية مؤيدة لـ”حفتر” (القائد العام للجيش المشير حفتر) ويستخدمها لكن لقوات الرئيسية له مازالت موجودة في منطقة جندوبة، معتبراً ان انضمام الكتيبة 22 من ترهونة واللواء التاسع لقوات “حفتر” يعود إلى أنها من الأساس قوات داعمة له.
وقال :”هذه الثورة ربانية لن يكون فيها ومن بين أبنائها إلا الإنسان الذي يؤمن بمبادئها، هذه القوات نفسها التي ساندت العقيد القذافي بحرب التحرير الأولى والآن بحرب التحرير الثانية ستجتث كل هذه القوات وستكون هي الحرب الأخيرة فمن بعدها سننعم بالأمن والأمان والاستقرار لأن الثوار والكتائب المسلحة التي أتت من كل مكان لمواجهة العدو الصائل والمتمرد ستدحره وسنذهب لموقعه وتحصيناته بالرجمة فلن يكون له انتصارات على الساحة ونحن نجد أن هناك كتائب بالجملة يتم أسرها وكأن هذا الأسير يحاكي تجربة الفشل في وادي الدوم”.
ويرى أن من دعم إتفاق الصخيرات في المرحلة السابقة يتخذ اليوم موقف متقدم مع جميع الكتائب و التشكيلات و”الثوار” من أجل هذه المعركة الحاسمة مع من وصفه بـ”المتمرد ومجرم الحرب” ، لافتاً إلى أن وقوف هذه الفئة ضد حفتر وحكم العسكر والحكم الاستبدادي العسكري وحكم الفرد تعد مؤشرات واضحة على أن صف” الثورة” التئم وإتحد ليصبح كالبنيان المرصوص في مواجهة كل الأطماع سواء الداخلية و الخارجية.
المناعي أكد على أن القرار بأيديهم حيث يستطيعون فرض إرادتهم على الأرض وعدم السماح لهذه التدخلات الخارجية الصادرة عن المجتمع الدولي الذي نراه تآمر على “الثورة”، لافتاً إلى أن وجود الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش في طرابلس كان من آجل الاعتراف بالأمر الواقع الذي سيفرضه حفتر لكن ظنونه قد خابت على حد قوله.
وإعتبر أن غوتيريش نفذ خطة ومؤامرة مدبرة حيث أخذ حفتر الضوء الأخضر من المجموعات أو الدول الراغبة بوئد الربيع العربي في أكثر من دولة وعلى رأسها “الثورة الليبية” التي يريدون وئدها بتنصيب حفتر حاكم عسكري على ليبيا بدليل تزامن وجود الامين العام للأمم المتحدة في يوم إعلان السيطرة على غريان والزحف نحو طرابلس وكأنه كان مخطط الوصول لطرابلس بسهولة ليعلن حينها الأمين العام من طرابلس اعترافه بالوضع الذي على الأرض إلا أن ذلك لم يحدث.
ولفت إلى أن من وصفهم بـ “الثوار” والتشكيلات المسلحة يقومون بواجب تاريخي وطني وقومي حيث أن صد ما وصفه بـ”العدوان” يحمي الثورة التونسية ويمنع اهتزازها ووجود داعش من جديد وكأن الثوار في ليبيا يقومون بالدور التاريخي للمرة الثانية في دعم ثورة الجزائر الثانية من خلال تأمين الحدود الغربية للجزائر.
أما عن موقف المبعوث الأممي مما يحدث علق بأن بيان المبعوث الاممي تضمن تلاعب وتدليس بالكلمات حيث لم يحتوي على كلمة واحدة تدين ما وصفه بـ”العدوان” أو تسمية حفتر باسمه بل سعى لما يسمى بالتهدئة والإشارة إلى رغبة الأمم المتحدة بالإتجاه نحو التسوية السياسية وعقد الملتقى الجامع في غدامس بموعدة إلا إذا كانت هناك ظروف قاهرة، متسائلاً ما هي الظروف القاهرة المقصودة إذا كانت الظروف الحالية لا تندرج تحت هذا المسمى.
وأضاف موضحاً :”فكرة المؤامرة ظهرت في ذهني من لقاء مجرم الحرب حفتر مع الملك سلمان في الحجاز بذلك الوقت انجلى في نفسي أنه سيعطيه الضوء الأخضر ويدعمه من أجل السيطرة على ليبيا وتمكينه فيها، بدأت الأرتال تتجه نحو الجنوب والتحرير وبدء إعلام حفتر في التصعيد وعندما تواجدت القوات في غريان وتزامنت مع وجود الأمين العام لذلك عندما تجمع كل ذلك تستنج أنها كانت مؤامرة لتمكين حفتر من طرابلس لكن هذه الثورة ربانية والله قدر الأسباب و إجتمع صف الثوار وكأن أي خلافات لم تتواجد بينهم”.
وبشأن الخطوات التي يجب أن تتخذها حكومة الوفاق والمؤسسات الرسمية ووزارة الخارجية من أجل التصدي لهذه الحرب بيّن المناعي أنه من الضروري إقالة وزير الخارجية وتعيين شخصية وطنية بدلاً عنه ومندوب جديد لليبيا في الامم المتحدة لأن هذه الحرب في بعدها السياسي لا زالت جامدة، مشيراً إلى أن المعركة السياسية والدبلوماسية مهمة جداً فهي التي تشكل الغطاء السياسي الدبلوماسي لتحرك “الثوار” على الارض.
كما إعتبر أن وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد سيالة يلتزم الصمت ولا يعلق على ما يحدث، مستغرباً من كيفية خوض معركة عسكرية والجناح السياسي والدبلوماسي فيها معطل بالكامل.
العضو المقاطع للبرلمان شدد على أن خط الدفاع المتقدم على الأرض من الناحية الدبلوماسية يتمثل في مندوب ليبيا لدى المنظمة الدولية وجهوده المبذولة لتوضيح حقيقة الموقف والوضع الراهن في البلاد لذلك على وزارة الخارجية من خلال السفراء والمبعوثين في كل سفارات العالم توضيح حقيقة ما وصفها بـ”الحرب و العدوان الآثم” الذي يشنه “حفتر” على طرابلس كما يجب توضيح ذلك لدول الجوار خاصة تونس والجزائر لأن أمنهما القومي مهدد بوجود حفتر ومشروعه الإنقلابي بحسب تعبيره.