تستخدم بدوية من عرب إسرائيل تُدعى مريم أبو رقيق حليب الإبل وأعشابا طبيعية صحراوية -حيث تقيم في الصحراء وتعمل في صناعة مستحضرات التجميل.
وتحقق منتجات مشروعها المسمى (بنت الصحراء) رواجا كبيرا مع زيادة الإقبال على استخدام حليب النوق.
وتقول مريم إن حليب النوق فيه فوائد عديدة.
وأضافت لتلفزيون رويترز “حليب الإبل هو كويس للبشرة نفسها. يعني للاحمرار بيعدل وبيرجع البشرة. بيخليها تشتغل كما هو مطلوب. فهذه الفوائد الكثيرة طبعا حتى داخليا للأمراض اللي عندهم أمراض سُكري وأمراض أُخرى خصوصا جهاز المناعة اليوم بينصحوهم باستبدال الحليب العادي بحليب الإبل.”
وتُصنع منتجات مريم من مكونات طبيعية مثل البطيخ الصحراوي والكمون الأسود (حبة البركة) والحنظل. وعادة ما تكون الأعشاب التي تستخدمها من الإنتاج المحلي في قريتها تل السبع.
ومثل كثيرات من بنات جيلها البدويات ولدت مريم أبو رقيق في خيمة وترعرعت وفقا لأسلوب الحياة والتقاليد البدوية.
ودرست التسويق في لندن حيث وقعت في غرام منتجات التجميل الشهيرة. لكن عندما جفت بشرتها وكونت قشورا لجأت إلى منتجات جدتها المصنوعة يدويا مثل الصابون المصنوع من حليب النوق فتعافت بشرتها وعادت لطبيعتها.
وتعلمت مريم أسرار منتجاتها التجارية من جدتها فبدأت في تصنيع منتجات علاجية وأدوية من النباتات. وهي تستخدم زيوتا أساسية تعطي الصابون ومرطبات البشرة التي تنتجها نكهة عطرية.
وقالت مريم “أولا كل الأشياء اللي أنا بأسويها أنا أسستها كمصلحة صغيرة قبل حوالي أكثر من عشر سنوات. ولكن كل العلم والمعرفة اللي أنا باسوي فيها هي من جدتي لأنه إحنا متوارث في العائلة عندنا كل الخبرة في الأعشاب.. الأعشاب الصحراوية أو حليب النوق..المنتجات تبعة حليب النوق سواء صابون أو كريمات أو أشياء علاجية.”
وأصبح المكان -الذي كان ذات يوم سقيفة لحماية الحيوانات من الشمس- مختبرا ومكانا لتخزين المواد الخام ومطبخا وواجهة لمتجر مريم وقاعة محاضرات ومنطقة ترحب فيها بزوارها الذين يأتون لمعرفة المزيد عن العلاج البدوي ومنتجاتها.
وتُشَغِل مريم أبو رقيق خمس نساء بدويات أُخريات في مشروعها الذي تنظم من خلاله أيضا ندوات حول الأعشاب البدوية التقليدية.
وتحصل مريم على حليب النوق من مربين محليين وأصدقاء نظرا لصعوبة الحصول عليه حيث يلزم أن تشم الناقة رائحة صغيرها لكي تنتج حليبا.
ولم تجد مريم أبو رقيق الطريق لمشروعها مفروشا بالورود حيث عانت كغيرها من عقبات اعترضت طريقها. وعن ذلك قالت “أولا كثير مشاكل واجهتني في تصنيع منتوجات حليب الإبل أو كبداية المشروع. طبعا كامرأة اليوم ما حد بيفكر إن المرأة ممكن تكون عندها مصلحة أو عندها عمل أو عندها مشروع. كلهم بيفكروا إنه سنة سنتين وتسكر المصلحة وتقعد في البيت لأنه هذا المكان الطبيعي تبع المرأة.”
وتلقى منتجات مريم رواجا لدى السياح. وتقول مريم إن ألوف السائحين يزورونها سنويا للاطلاع على المنتجات اليدوية البدوية والطعام البدوي وكرم الضيافة لأهل الصحراء.
والمرشدة السياحية إفرات ماتشيكانيا واحدة ممن يرافقون السائحين لزيارة مشروع مريم أبو رقيق.
وقالت إفرات عن مشروع مريم “أعتقد أن ما تقوم به مريم في غاية الأهمية لأنه يربط التقليد بالعصر الحديث. أتصور أننا جميعا نحث على التطور والتغير للحياة الحديثة التي أتذكر أن فيها كثيرا من الحكمة وكثيرا من التقليد الذي يمكن أن نسعى للحصول على معرفة وافرة من خلاله.”
وتعتزم مريم توسيع مشروعها ليمتد إلى الخارج من خلال متجرها على الإنترنت.