قالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل فصائل من المعارضة السورية اليوم الاثنين إن على الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على الشركات الروسية التي تدعم الحرب في سوريا في محاولة من الهيئة المعارضة لتعزيز موقفها قبل جولة جديدة محتملة من مفاوضات السلام في جنيف الشهر المقبل.
و قالت بسمة قضماني عضو الوفد المفاوض للهيئة في مقابلة مع رويترز “نحن نتطلع لعقوبات أكثر تحديدا (ضد) شركات.. ضالعة في شحنات أسلحة.. شركات تشارك في بعض عمليات القصف بلا تمييز التي تحدث. هذا هو ما نطالب به.”
و أضافت بعد لقائها مع فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ومسؤولين حكوميين في بروكسل “العقوبات جزء من سياسة الاتحاد الأوروبي في مواقف أخرى.. خاصة في الأزمة الأوكرانية.. فرض الاتحاد الأوروبي تلك العقوبات وطبقها ثم جددها. لا نعرف كيف يمكن للاتحاد الأوروبي اعتبار سوريا أقل أهمية من أوكرانيا.”
و قالت قضماني إن أي تراجع من الاتحاد الأوروبي عن عقوباته على روسيا سيقرأ من قبل الكرملين والرئيس السوري بشار الأسد كبادرة على إتاحة مساحة أمام حكومته “للعودة إلى المسرح الدولي.”
و رغم أن القول الفصل في العقوبات بيد حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قالت قضماني إن من مصلحة أوروبا على المحك في سوريا وإن موجيريني بدت مرحبة بذلك.
و قالت قضماني أيضا إن الذعر الذي سببه تصويت بريطانيا الأسبوع الماضي لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي قد جعل التكتل المكون من 28 بلدا أكثر إصرارا على لعب دور في سوريا.
وتابعت “بغرض النظر عن التصويت لصالح خروج بريطانيا.. ما سمعناه هنا في بروكسل حتى الآن بما في ذلك ما قالته السيدة موجيريني هو أنها أكثر تصميما على أن يسمع صوتها أكثر في هذا السياق خاصة مع روسيا وعلى استخدام علاقاتها الجيدة مع إيران لتحويل هذين اللاعبين المؤثرين للتصرف بطريقة بناءة أكثر وإيجابية أكثر في سوريا.”
تعد روسيا وإيران الحليفان الأساسيان للأسد في الحرب الأهلية الدائرة بسوريا منذ أكثر من خمس سنوات ضد فصائل معارضة تسعى للإطاحة بحكمه.
و تقدر الأمم المتحدة أن 400 ألف قتلوا في الصراع السوري إلى جانب نزوح نحو نصف الشعب السوري والتسبب في أسوأ أزمة لجوء في العالم.
و عززت الهيئة العليا للمفاوضات موقفها التفاوضي باستقطاب مجموعتين صغيرتين من المعارضة تتمركزان في موسكو والقاهرة. لكن قضماني قالت إن تشكيل تحالف مماثل مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري المعارض لا يمثل أولوية. واستبعد هذا الحزب من المشاركة في مفاوضات جنيف.
و تابعت “للأسف نجد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني يقاتل المعارضة على جبهات مختلفة ويسمح للنظام بتحقيق تقدم ويبرم اتفاقات في بعض الأحيان على جبهات معينة. هذا أمر يثير الكثير من الضيق والكثير من القلق.”