تركيا ودولة الاحتلال الاسرائلي

تركيا تعلن عن عودة العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل” و إعادة تقييم سياستها الخارجية مع روسيا

أعلنت تركيا عن عودة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد ست سنوات من الشقاق وأبدت لروسيا الأسف اليوم الاثنين عن إسقاط طائرتها الحربية سعيا لرأب تحالفات مأزومة ولتخفيف شعور بالعزلة على المسرح الدولي.

و قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن البلدين سيتبادلان السفراء في أسرع وقت ممكن فيما قال نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق ستكون له “آثار هائلة” على الاقتصاد الإسرائيلي.

في هذه الأثناء قال الكرملين إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اعتذر لنظيره الروسي فلاديمير بوتين عن إسقاط الجيش التركي طائرة لسلاح الجو الروسي العام الماضي وفتح الطريق لروسيا لرفع عقوبات اقتصادية.

و أكد إبراهيم كالين المتحدث باسم إردوغان إرسال الرئيس التركي خطاب لبوتين رغم أنه لم يشر بالتحديد إلى الاعتذار وهو أمر لطالما استبعده المسؤولون الأتراك. وقال كالين إن إردوغان أبدى الأسف وطلب “المغفرة” من عائلة الطيار.

تأتي هذه التحركات بينما تعيد الحكومة التركية الجديدة التي تعج بحلفاء إردوغان تقييم سياستها الخارجية. وتردت علاقات تركيا ليس فقط مع “إسرائيل” وروسيا بل ومع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الماضية.

و في سوريا تحقق أسوأ كوابيس الأتراك إذ مكن الدعم الروسي الرئيس السوري بشار الأسد من البقاء في السلطة بينما استفاد مقاتلون أتراك تدعمهم الولايات المتحدة من الدعم الأمريكي في القتال ضد تنظيم الدولة “داعش” لتعزيز وضعهم في منطقة متاخمة للحدود التركية.

و بعد أيام من تعيينه الشهر الماضي قال يلدريم إن تركيا بحاجة إلى “زيادة أصدقائها وتقليل أعدائها” فيما بدا اعترافا ضمنيا بأن سياسات سلفه تسببت في عزلة للبلد العضو في حلف شمال الأطلسي.

و قالت بريندا شيفر الأستاذة الزائرة بجامعة جورج تاون والزميلة بالمجلس الأطلسي “يبدو لي أن تركيا تعيد تقييم أولويات سياستها الخارجية”.

تداعت العلاقات بين “إسرائيل” ومن كانت يوما حليفتها المسلمة الوحيدة بعدما هاجمت البحرية الإسرائيلية قافلة مساعدات في مايو 2010 كانت تسعى لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس وقتلت عشرة ناشطين أتراك ممن كانوا على متنها.

و طردت تركيا السفير الإسرائيلي وجمدت التعاون العسكري بعد أن خلص تقرير للأمم المتحدة في الحادث عام 2011 إلى تبرئة “إسرائيل” بدرجة كبيرة. وقلصت “إسرائيل”وتركيا تبادل المعلومات المخابراتية وألغيتا تدريبات عسكرية مشتركة.

و يقول مسؤولون إن رأب الصدع في العلاقات مع “إسرائيل” زاد احتمال التعاون في النهاية لاستخراج احتياطيات الغاز الطبيعي التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات في مياه البحر المتوسط. وقال نتنياهو إن ما حدث فتح الباب أمام إمداد “إسرائيل” لأوروبا بالغاز عبر تركيا.

و تحدث نتنياهو بعد اجتماع في روما مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فقال إن الاتفاق يمثل خطوة مهمة.مضيفاً  “ستكون للاتفاق آثار هائلة على الاقتصاد الإسرائيلي وأنا استخدم تلك الكلمة عن قصد.”

و رحب كيري بالاتفاق قائلا “نحن سعداء بوضوح في الإدارة. هذه خطوة كنا نريد أن نراها تتحقق.”

و أوضح نتنياهو أن الحصار البحري على غزة سيظل قائما رغم مطالبة أنقرة مرارة برفعه بموجب الاتفاق رغم أن المساعدات الإنسانية قد تستمر إلى غزة من خلال الموانئ الإسرائيلية.

و قال نتنياهو “هذا من المصالح الأمنية العليا لبلدنا. لم أكن مستعدا لأي تنازل في هذا الشأن. هذه المصالح ضرورية لمنع حماس من حشد أي قوة بحيث تبقى كما كانت وكما هي.”

و أضاف رئيس الوزراء التركي أن شحنة أولى تزن عشرة آلاف طن سترسل يوم الجمعة المقبل وسيبدأ العمل على الفور في معالجة أزمتي المياه والكهرباء في غزة.

قد يساعد حل الخلاف مع روسيا في الوقت نفسه على حلحلة التوتر الدبلوماسي الذي يكتنف الصراع السوري. فموسكو داعمة للأسد بينما أنقرة داعمة لفصائل مسلحة تسعى للإطاحة بحكمه.

و أسقطت الطائرة الحربية الروسية وقتل طيارها في نوفمبر  الماضي أثناء مشاركتها في حملة عسكرية يشنها الكرملين في سوريا. وقالت أنقرة إنها تصرفت وفقا للقانون لأن الطائرة دخلت المجال الجوي التركي بينما تنفي موسكو حدوث ذلك.

و رد الكرملين على الحادث بفرض عقوبات تجارية على أنقرة بينها تجميد العمل في خط أنابيب لشحن الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا وتوجيه السياح الروس بتجنب المنتجعات التركية.

و قال بوتين إن تلك العقوبات لن ترفع إلا باعتذار شخصي من إردوغان. ولم تصدر عن السلطات الروسية أي كلمة تتعلق برفع العقوبات.

و قال بيان الكرملين إن إردوغان أبدى استعداده لعمل كل ما هو ضروري لعودة العلاقات الودية الطبيعية بين تركيا وروسيا وكذلك للتعاون في مكافحة الإرهاب.

و ارتفع سعر الليرة التركية إلى 2.9330 ليرة للدولار الأمريكي بعد إعلان الكرملين اعتذار إردوغان.

Shares