ليبيا – تحصلت صحيفة المرصد اليوم الخميس على وثيقة توصف بالهامة جدًا و هي تتعلق بـاليهود المنحدرين من أصول ليبية ممن غادروا الدولة فترة الستينيات وما قبلها نتيجة الإضطرابات والإحتلال الإسرائيلي لفسلطين وغيرها من القضايا التي إنتهت بهم في النهاية إلى المغادرة .
وتعود هذه الوثيقة التي تلقتها المرصد من دبلوماسي رفيع وتنشر لأول مرة بالعربية والإنجليزية إلى أواخر سنة 2004 وهي عبارة عن محضر إجتماع تشكيل ” الهيئة اليهودية الليبية ” التي تمثل اليهود المنحدرين من أصول ليبية في إيطاليا .
وقد تشكلت هذه الهيئة وفقًا لما نص عليه النظام الأساسي لإتحاد الجاليات اليهودية وهي برئاسة اليهودي ليبي الأصل ” إيمانويلي دي بورتو ” وكانت هي المفاوض الأساسي والرئيس بين اليهود والنظام السابق في ليبيا كما أنها مخولة أيضًا من طرف المؤتمر العالمي اليهودي وفيدرالية اليهود الشرقييين .
تشير الوثيقة إلى أن يهوديًا من أصل ليبي يدعى ” شالوم تيشوبا ” هو من كان يزور طرابلس للإجتماع بلجنة رفيعة مكلفة وممثلة للنظام السابق وقد كان الطرفان يتفاوضان حينها على القضايا العالقة ومنها ملف التعويضات والعودة وغيره فيما كانت الدولة تضع أيضًا شروطها وتربط بين عودة اليهود بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى فلسطين .
وإذ أن اليهود المنحدرون من أصل ليبي قد غادر غالبيتهم ليبيا حينها ولأسباب معروفة ، إلى جهتين الأولى هي إيطاليا والثانية هي فلسطين فقد كانت هذه الهيئة المشار لها في هذا المستند ولازالت هي ممثلهم ومفاوضهم المعتمد في ليبيا ونظامها السابق منذ سنة 2004 وحتى سنة 2011 وقد قطعت في هذا الصدد شوطًا طويلًا .
وكانت الدولة الليبية السابقة قد أعدت بعض الملفات المعنية بهذه القضية وذلك بناءً على تفاوضها مع هذه الهيئة اليهودية الممثلة لبقية اليهود الليبيين ، إذ أن الدولة لم تفاوض أي طرف يهودي ليبي غير هذه الهيئة من خلال ” شالوم تيشوبا ” الذي لطالما زار ليبيا وفتح الباب ليهود ليبيين آخرين زاروها عبر مطار طرابلس الدولي كما نسق لقاء بينهم وبين العقيد الراحل معمر القذافي في روما للحديث في هذه المسائل ، وقد نشرت قناة الجماهيرية حينها تسجيلًا في نشرة الأخبار للقاء وعرّفتهم بأنهم ” اليهود الليبيين الذين غادروا ليبيا قبل ثورة الفاتح ” وكان كل ذلك نتاج لثمرة التواصل بين اللجنة المكلفة من الدولة وهذه الهيئة لتصفية الملفات العالقة بصيغة ترضي الطرفين لم يتم التوصل لها .
وقال ذات المصدر الذي كشف للمرصد لأول مرة عن هذه الوثيقة ، أن الهيئة تعتبر نفسها ولازالت بأنها هي الممثل الوحيد ليهود ليبيا بدليل أنها الطرف الوحيد الذي وافق النظام السابق على فتح الحوار معها لإمتلاكها تفويضًا من بقية اليهود الليبيين بذلك ، مشيرًا إلى أن الدولة حينها لم ترغب في فتح مسارات حوار متعددة مع اليهود الليبيين واشترطت عليهم تشكيل كيان واحد يحظى بتفويض البقية لكي تتحدث معه وكان هذا ماحصل بالفعل .
وأضاف ذات المصدر أن الهيئة لاتظهر حاليًا على سطح الأحداث ولا تحاول إقحام نفسها في شيء يخص الشأن الليبي سواء على مستوى الماضي أو الحاضر وقد توقفت إلى ما توصلت له في المفاوضات التي خاضتها مع النظام السابق ، مشيرًا إلى أن الرأي السائد فيها هو عدم فتح الملفات القديمة محل الخلاف إلا عندما تستقر ليبيا ويكون لها دستور ونظام أمني وسياسي وقضائي مستقر للفصل في القضايا العالقة ، وذلك بعكس مايقوم أو يحاول القيام به هذه الأيام بعض من يخرجون على الإعلام ويدعون تمثيل ” يهود ليبيا ” تحت مسميات مختلفة دون امتلاكهم أي تفويض وذلك وفق قوله .
المرصد – خاص