ليبيا- يبدوا أن جذور العلاقات بين بعض القيادات البارزة بجماعة الإخوان المسلمين الليبية و مراكز صناعة القرار في واشنطن قد بدأت مؤخراً تلعب دوراً موسعاً و أكثر تركيزاً فى ما تبدوا أنها محاولة من الجماعة لإقناع الأمريكيين برؤيتها الخاصة للوضع فى ليبيا .
و يرتكز هذا التقرير الذى أعدته المرصد و إستندت فيه على معلومات من مصادر خاصة جداً و وثائق و مراجع تحقيقات حول عدد من الكيانات الليبية – الأميركية المشتركة التي تأسست قبل وبعد ” ثورة 17 فبراير ” و من أبرزها المجلس الليبي للشؤون العامة الأميركية و إختصاره ” لاباك” و مركز الدراسات الستراتيجية الليبية – الأميركية و إختصاره ” كلاس ” و الأشخاص الذين يتزعمون هذه الكيانات و خلفياتهم السياسية و الدينية .
ومن بين القيادات المرتبطة بـ ” لاباك” رئيس مجلس إدارته وزير خارجية حكومة الإنقاذ السابق و الغير المعترف بها علي بوزعكوك المرتبط بحزب العدالة و البناء ومدير برنامج الدراسات الإسلامية والديمقراطية بواشنطن و إختصاره ” مينا ” و الذى تشير المعلومات إلى أنه مدعوم بقوة من قبل جماعة الإخوان.
وشغل بوزعكوك عدة مواقع في الولايات المتحدة من بينها مديراً تنفيذيا للمجلس الإسلامي الأميركي وسفيراً للنوايا الحسنة في وزارة الخارجية الأميركية ومديراً لبرنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمركز الدراسات الإسلامية والديمقراطية ” مينا ” .
المعلومات أشارت كذلك إلى قيادي آخر و هو الأمين العام لـ ” لاباك” عماد الدين زهري أدهم المنتصر و هو العضو المؤسس بلجنة العمل من أجل ليبيا و نائب رئيس اللجنة و قد أتهم أواخر سنة 2008 بتهمة التحايل الضريبي لجمع أموال لتمويل تنظيم القاعدة و بقى رهن الاقامة الجبرية فى منزله بولاية بوسطن لمدة 6 أشهر .
فيما يشغل القيادي الآخر عصام سالم عميش منصب مدير العلاقات الحكومية في مركز ” لاباك” فضلاً عن رئاسة مركز ” كلاس ” و هو مركز الدراسات الستراتيجية الليبية – الأميركية .
وشغل عميش أيضا رئاسة قوة مهام حالات الطوارئ الليبية للتنسيق الإعلامي ” ليتف” و المدير السياسي للمجلس الليبي بأميركا الشمالية و إختصاره ” لسنا “وعضواً بمجلس إدارة المجلس الأميركي الليبي و إختصاره ” ألس ” و رئيساً للجمعية الليبية الأميركية لحقوق الإنسان و إختصارها ” لاهر” .
وإلتقى عميش بكبار المسؤولين بالإدارة الأميركية “بول مونتيريو” و”كارين ريتشاردسون” وتم تعيينه من قبل السفير الليبي بواشنطن ممثلاً رسميا للمجتمع الليبي الأميركي و نائبا لرئيس غرفة التجارة والصناعة الليبية – الأميركية ” السيسياي “سنة 2013 .
كما وعمل عميش سابقاً كعضو مجلس إدارة مسجد دار الهجرة المتشدد في فير فاكس و المسجد له إرتباطات بعناصر إرهابية ومتشددين إسلاميين وتم إجباره عام 2007 على الإستقالة من لجنة الهجرة في ولاية فرجينيا بسبب تسجيلين صوريين له يروج خلالهما لأفكار صنٌفت على أنها إرهابية و محظورة .
ووفقا للمصادر فإن التسجيل الأول بين مديحه لفلسطينيين إختاروا طريق الجهاد لتحرير أرضهم من إسرائيل فيما بين الآخر عميش مهنئاً الجهاديين من اجل الاسلام بالتضحية بحياتهم في سبيل الله فيما قام أيضاً بالترويج لإعتدال فكر الإخوان في الولايات المتحدة و إظهاره كتيار إسلامي معتدل .
المعلومات قادت إلى قيادي آخر يسمى قدور إبراهيم قدور السعيدي وهو ليبي من أصل جزائري و يعتبر من المؤسسين وشريك في مجموعة الصحراء اللاعب الجديد في قطاع النفط والغاز في ليبيا والمختصة بمشاريع مشتركة مع شركات النفط الدولية لتقديم المنتجات والخدمات عالية الجودة لسوق الطاقة بليبيا.
وشغل منصب مدير قوة مهام حالات الطوارئ الليبية للتنسيق الإعلامي في كاليفورنيا ورئيسا للجالية الليبية في الولايات المتحدة لأكثر من 40 عام وعضوا مؤسسا بالمجلس الأميركي الليبي وأمين سر الجمعية الأميركية الليبية في جنوب كاليفورنيا.
و بحسب وثيقة صادرة عن جهاز الأمن الداخلى إبان النظام السابق و تحصلت المرصد على نسخة عنها ، أفادت المعلومات الواردة من جهاز الأمن الخارجي آنذاك بأن السعيدي إنضم لجماعة الإخوان المسلمين منذ سنة 1978 أثناء فترة إيفاده للدراسة بالولايات المتحدة و ذلك على يد القيادي الليبي فى الجماعة عبدالله محمد الشيباني و قد عيٌن لاحقاً أميراً للجماعة فى ولاية كالفورنيا الأمريكية .
ومن الشخصيات غير الإخوانية ومن غير الليبيين كبير مستشاري مجلس ” لاباك “روبرت مارو الذي شغل منصب رئيس غرفة التجارة والصناعة الليبية الأميركية (السيسياي) و يعتبر ” مارو ” كبير المستشارين لكافة قيادات الإخوان المسلمين الليبيين الذين يديرون هذا المجلس.
كما أشارت المعلومات إلى لقاءات عقدها وفد المجلس الليبي للشؤون العامة الأميركية ” لاباك ” في إبريل ويونيو من العام 2015 مع أعضاء بمجلس الشيوخ ” الكونغرس ” و مجلس النواب عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي لمناقشة أبرز تطورات الأوضاع في ليبيا.
وأشار إلى أن من تم مقابلتهم لهم خبرة بالتطورات في ليبيا لسنوات عديدة ومنهم من عمل بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب و كان أبرزهم هو السيناتور ” جون ماكين ” فضلاً عن عدد من مسؤولي المعهد الديمقراطي الوطني ” اندياي ” الذى تترأسه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ” مادلين أولبرايت ” و برعاية من الـ ” إف بي آي ” .
الوفد الذي ضم رئيس المجلس علي بوزعكوك والأمين العام للمجلس عماد الدين زهري ومدير العلاقات الحكومية بالمجلس عصام عميش جنبا إلى جنب مع كبير مستشاري المجلس روبرت مارو بحث سبل حشد الدعم السياسي والعام لوجهة نظر و سياسات جماعة الإخوان المسلمين فى ليبيا .
كما أشارت المعلومات إلى أن الوفد تقابل مع نائب مدير الشؤون المغاربية بوزارة الخارجية الأميركية ” أندرو ماكدونالد ” و المسؤول الجديد عن مكتب ليبيا جون لوك رينولدز بواشنطن حيث شدد الجانب الأميركي في جميع اللقاءات على تمسكه بحظر توريد السلاح إلى ليبيا.
و فى 2 يوليو الجاري كشف المجلس الليبي الأمريكي للشؤون العامة ” لاباك” فى بيان له عن لقاء جمع قياداته القيادية بجماعة الاخوان المسلمين على مدار يومين بمسؤولين من إدارة الأمن القومي بالبيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية ومن مجلسي الشيوخ و النواب الخارجية و البيت الأبيض .
و نقل البيان عن السيناتور جون ماكين قوله : ” سنسرع بإجراءات الدعم الطبي للثوار و ارحب بفكرة زيارة ليبيا وأوافق على اجراء مقابلة مع الصحافة الليبية و اتخذنا خطوات لوقف دعم دول الجوار لحفتر” .
واتسمت النقاشات بحسب البيان بالصراحة و تسمية الأمور بمسمياتها وذلك لخطورة الموقف و للوصول لقرارات سريعة من قبل المسؤولين الأمريكيين.
كما و ناقش اللقاء ما وصفه بـ ” الدور التخريبى ” الذى يقوم به خليفة حفتر تحت الغطاء الكاذب للحرب على الإرهاب و قال الوفد انه قدم الدلائل والقرائن للأمريكيين على ما أسماها الخطة الإنقلابية لحفتر وكذلك على استمرار الدعم له من بعض القوى الإقليمية.
و أكد أحد المسؤولين للوفد أن الولايات المتحدة تعارض أية جهة تعمل على إطالة الحرب أو على تقسيم ليبيا وأن الولايات المتحدة قد قامت فعلا بتحذير ثلاث دول شرق أوسطية من ما أسماه مغبة الإستمرار في دعم حفتر و الإلتفاف على القانون الدولي بهذا الخصوص.
و قال البيان ان بعض المسؤولين الامريكيين تسائلوا عن إمكانية إقناع خليفة حفتر بالإنخراط في العملية السياسية وكان رد عماد الدين المنتصر أحد أعضاء الوفد باستحضار المثل الأمريكي “أن إضافة الخبث للماء العذب يؤدى حتما للموت من العطش”.
لقراءة الموضوع كاملاً من المرصد بعنوان ” وفد من الإخوان فى واشنطن ليشتكي للأمريكيين من حفتر و يبلغهم : الثورة المضادة لفبراير تدعم داعش ” عبر الرابط التالي : http://wp.me/p7o1JO-6Cy
و يبقى السؤال مطروحاً : هل ستتمكن جماعة الإخوان المسلمين من توريط الأمريكيين أكثر و أكثر فى المستنقع الليبي وفقاً لرؤيتها و سياستها التى يرسمها المجتمع ” الليبي الإخواني ” الذى يتحرك على أراضيها و يطرق أبواب صنٌاع قرارها ؟!