وحين سئل اللواء المسماري عن سبب التأخير،أشار إلى معارك أخرى شهدت تأخرا في الحسم مثل عملية بنغازي التي استمرت أربع سنوات، مضيفاً أن المعركة شهدت هذا التأخير لأن الجيش الذي يخوض حربا ضارية ضد الإرهاب حريصٌ على إعطاء فرصة للشباب المغرر بهم.

وشدد على أن الحرب ضد ميليشيات الإرهاب تختلف عن أنواع الحرب الأخرى لأن جزءًا من السكان يمكن أن يُتخذوا كدروع بشرية ،مضيفاً:”المعركة تجري على أرضنا وهي أرض صديقة ونحن نريد إنقاذ ما يمكن إنقاذه”.

وأكد اللواء المسماري أن الجيش لا يريد دمارا كبيرا في طرابلس وأن محاولات إقناع الشباب المغرر بهم قوبلت باستجابة بعدما أكدت القوات المسلحة مرارا أن من سلم سلاحه أو رفع الراية البيضاء فهو آمن، مضيفاً أن هذه الاستجابة هي التي جعلت ميليشيات طرابلس تعاني نقصا في المقاتلين فاضطرت إلى استقدام مرتزقة من سوريا في محاولة للتأثير على مجريات المعركة التي يخوضها الجيش ضد المتشددين.

وأشار اللواء المسماري إلى أن التدخل التركي في الأزمة الليبية ليس أمرا حديثا لأن الأتراك موجودون في البلاد بشكل فعلي منذ سنة 2014، سواء عبر دعم التنظيمات الإرهابية وإسعاف عناصرها أو من خلال نقل إمدادات وأسلحة، وهذا الأمر تورطت فيه قطر بدورها.

لكن ما تغير في الرابع من أبريل الماضي، بحسب المسماري هو أن أنقرة قررت أن تتدخل علنا في تحد صريح لقرارات مجلس الأمن وكافة القواعد الدولية أما الشرعية المزعومة لحكومة فايز السراج فلا يعترف بها الشعب.

وأكد اللواء المسماري أن تركيا لا تدعم حكومة السراج وإنما تساند جماعة الإخوان المتحالفين مع تنظيمات أجنبية متطرفة مثل القاعدة وداعش وبالتالي فإن أنقرة لا تعمل في إطار سياسي واضح.

وعندما سئل المتحدث العسكري حول الأثر الميداني للمرتزقة الذين جلبتهم تركيا إلى ليبيا وما إذا كانوا قد أحدثوا منعطفا فعليا في معركة العاصمة طرابلس، قال اللواء المسماري إن المقاتلين لم يرجحوا الكفة لصالح الميليشيات لأنهم لا يتمتعون بدراية عسكرية كبيرة.

وأضاف أن هؤلاء المرتزقة الذين يصل عددهم إلى 4750 ليست لديهم فكرة عن التعبئة العسكرية ولا يعرفون كيفية القتال والانسحاب، كما أنهم يبنون فكرهم العسكري على كثافة النيران، رغم عدم جدواها.

وفيما تذهب بعض المزاعم إلى أن الجيش الوطني يستعين بدوره بمقاتلين من روسيا، أوضح اللواء المسماري أن من يثيرون هذه الأكاذيب لا يعرضون أي دليل ميداني على ما يقولون.

وأشار إلى أن الجيش  يملك ما يكفي من الوثائق بشأن ضلوع تركيا في نقل المرتزقة إلى ليبيا وهم من السوريين التركمان أو التشاديين لكنهم من يتهمون الجيش الليبي يروجون لدعاية الأقلام المأجورة دون أن يقدموا ما يدعم اتهاماتهم.

المتحدث باسم الجيش نبّه إلى أن خروق اتفاق وقف إطلاق النار بدأت مباشرة بعد مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية بخلاف ما أبداه الجيش الوطني من التزام وقوبل بإشادة دولية.