بعد جدل كبير أثير في البلاد حول استيراد نفايات من إيطاليا قالت الحكومة المغربية اليوم الاثنين إن تلك النفايات غير خطيرة على الصحة العامة وإنها “ليست بنفايات بمفهومها الكلاسيكي ولكنها محروقات صلبة بديلة.”
و قالت حكيمة الحيطي الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة في ندوة صحفية اليوم إن “النفايات المستوردة من إقليم باسكارا بإيطاليا ليست نفايات بمفهومها الكلاسيكي ولكنها محروقات صلبة بديلة مستخلصة من مخلفات عادية وتتكون من الورق والورق المقوى والثوب والخشب والبلاستيك.”
و أضافت أنها “مجففة ومعالجة ومخلوطة بنسب محددة تسمح برفع القوة الحرارية.. في معامل الحرق من أجل إنتاج الطاقة طبقا للمعايير الدولية.”
و كان جدل كبير أثير في المغرب من طرف نشطاء مغاربة مدافعين عن البيئة ومنظمات المجتمع المدني وفي وسائل التواصل الاجتماعي على استيراد المغرب 2500 طن من النفايات من إيطاليا. وقال المدافعون إن هذه النفايات سامة وخطيرة على البيئة وصحة الإنسان وقد تتسبب في إتلاف البيئة المائية والتربة وتسبب السرطان وأمراضا أخرى.
و قام المدافعون عن البيئة بوقفات احتجاجية في بعض المدن المغربية كما من المنتظر أن يقوموا بوقفة احتجاجية في العاصمة الرباط في الوقت الذي تستعد فيه مراكش في نوفمبر تشرين الثاني المقبل لاحتضان “المؤتمر العالمي حول المناخ”( كوب 22 ).
و قالت الحيطي إن “المغرب يستورد ما يعادل 450 ألف طن في السنة من النفايات المعالجة وتتم هذه العملية تحت مقتضيات بال الدولية التي تسمح باستيراد النفايات غير الخطرة وتمنع نقل النفايات الخطيرة من الدول الصناعية نحو الدول النامية.”
و أضافت إن هذا النوع من النفايات يقلص من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري مقارنة بالمحروقات الأحفورية.
و أشارت الى الحيطي إن النفايات المستوردة “خضعت لتحليل محتوياتها من طرف مختبر دولي معتمد قبل وبعد وصولها والتحاليل الأخيرة هي بصدد الإنجاز.”
و أضافت “في حالة ثبوت أن نتائج هذه التحاليل لا تتطابق مع المعايير المعتمدة أو تتعدى المعايير المعلن عنها من طرف المنتج لا يمنح لمعمل الاسمنت التصريح بالحرق من طرف وزارة البيئة.”
و قالت في هذه الحالة سترجع النفايات بصفة “فورية إلى دولة المصدر على نفقة شركة الاسمنت المستوردة.”
ومن جهته دافع محمد الشعيبي رئيس” الجمعية المهنية للاسمنت” بالمغرب عن استيراد هذه النفايات قائلا إن المغرب يحتاجها.مضيفاً “إنها ليست نفايات وإنما طاقة بديلة تعوض الطاقات الأحفورية وتخفض استهلاكها.”