مارتن كوبلر

كوبلر : بنغازي تحترق و أحتاج لمعرفة بماذا يفكر حفتر و لا تأكيد لدي لحصول سيف الإسلام القذافي على عفو

كشف المبعوث الأممي لليبيا مارتن كوبلر أسباب زيارته الحالية للقاهرة والترتيبات المزمع القيام بها من أجل استئناف الحوار السياسي الليبي، خلال الحوار الذي أجرته وكالة “سبوتنيك” الروسية معه حيث دار الحوار التالي : 

 ما هدف زيارة القاهرة الآن؟

بعد رمضان كان يجب استئناف العملية السياسة والعملية الأمنية بعد حدوث تطورات كثيرة خلال رمضان، وأرى أنه من المهم جداً الآن المضي قدماً في العملية السياسية وإعادة إحياء  الحوار الليبي، لنستطيع الخروج من هذا الموقف الصعب.
التنسيق مع السلطات المصرية هام جداً، وكذلك هناك الكثير من الليبيين هنا في القاهرة، نريد أن نشجعهم على استئناف الحوار. وكذلك نحن هنا لمقابلة الأمين العام الجديد للجامعة العربية، أبو الغيط، زرته للتو.
قابلت مسؤولين مصريين بوزارة الدفاع ووزارة الخارجية وأبدوا دعما كبيرا للعملية السياسية في ليبيا، وقلقا كبيرا بشأن كيفية الخروج من الموقف الحالي وفعل شيء ما لصالح الشعب الليبي.

وفقاً لمعلومات لدينا، الفريق حفتر موجود في القاهرة الآن أيضاً

اعتقد أنها معلومات لا يمكن حتى للمصريين تأكيدها. أنا أطلب مقابلة الفريق حفتر مرة كل أسبوع ولكن في المرحلة الراهنة هو قال إنه لا يريد مقابلتي. أنا قرأت عن وجوده في القاهرة في الصحف وطلبت من السلطات المصرية تحديد مقابلة لي معه، وهم قالوا إنه ليس هنا.
ولكن العلاقة مع الفريق حفتر مهمة جداً. قابلته مرة واحدة وأرغب في مقابلته ثانيةً. وقابلت أيضاً رئيس البرلمان عقيلة صالح في مسقط منذ أسبوعين. ومن الملح أن أجلس مع الفريق حفتر لأنني بحاجة لمعرفة ماذا يريد، وبم يفكر ومن المهم جداً بناء جيش قوي موحد، له نظام قيادة ووحدات تدعمه، وهذا قد يأتي معه أن يرسلوا طلبات باستثناءات من حظر التسليح، لمحاربة داعش والإرهاب في البلاد. وهذا يحتاج أسلحة، والبلاد يطبق عليها حظر تسليح. يمكن عمل بعض الاستثناءات للحظر، ولكن هذا سيكون فقط لهؤلاء الذين ينفذون الاتفاق السياسي الليبي وينضمون للقيادة الموحدة، بما فيها جيش ليبي واحد يضم الشمال والجنوب والشرق والغرب.

 في هذه المرحلة هناك حكومة الوفاق الوطني التي تحظى باعتراف المجتمع الدولي، ألا يمكنها طلب استثناءات من حظر التسليح؟ هل يجب الانتظار حتى تكوين جيش موحد؟

يمكنهم طلب استثناءات للقوة تحت قيادة فايز السراج. ولكن الحرب ضد الإرهاب وضد داعش تحتاج لأسلحة متطورة وليست أسلحة قديمة ومهربة. ولهذا من المهم جداً أن يكون لديهم جيش نظامي موحد وهذا ليس موجودا. لا يوجد جيش ليبي. هناك وحدات فقط.
قرار رفع الحظر يأخذه فقط مجلس الأمن، ومجلس الأمن يجب أن يرى تأكيدات بوجود جيش نظامي لا ينوى بيع الأسلحة لآخرين، لذلك ستتم مراقبة استخدامهم للأسلحة في مواجهة الإرهاب.

 البعض يقول إن المجتمع الدولي أخطأ بإعلان الدعم لحكومة الوفاق قبل حصولها على ثقة البرلمان، هل تتفق؟

اتفق على أن الحكومة بحاجة إلى ثقة مجلس النواب، وهذا لا يعني أن ننتظر أشهرا بلا حكومة في البلاد. لدي نظرية اسمّيها “نظرية سيارة الإسعاف”، هناك جرحى بالداخل ويجب أخذهم إلى المشفى وإلا سيموتون. ولكن سيارة الإسعاف ليست لديها لوحة أرقام. بشكل رسمي ليس مسموح لها بالتحرك، ولكن هل يمكنك أن تقول أن على السيارة ألا تتحرك وتترك الناس ليموتوا فقط لأنه ليس لديها لوحة أرقام؟ لا. البلاد بحاجة للكهرباء وللأموال، ولا يمكنها تحمل شهور بلا حكومة، ولذلك من المشروع أن تقوم الحكومة بمهامها فوراً. هذا كان روح الحوار السياسي الليبي في آذار(مارس). البرلمان مؤسسة مهمة ويجب أن يصوتوا بالثقة للحكومة، ولكن إن لم يفعلوا، ما العمل إذاً؟ أنا أرى أنه على الوزراء أن يذهبوا إلى مكاتبهم ويعملوا. الناس بحاجة إلى الخبز والسلع والمدارس. 60% من المستشفيات لا تعمل. وإن لم تقم الحكومة بعملها، لن تعود المستشفيات للعمل.

لهذا السبب أجتمع برئيس البرلمان عقيلة صالح مراراً، وأشجعه على إقامة جلسة تضم كافة النواب في مناخ سلمي في طبرق أو أي مكان آخر ليقرروا مصير الحكومة. وطالما لا يحدث هذا الحكومة يجب أن تعمل بشكل مؤقت وهذا ما يحدث الآن. لدينا عدد من الوزراء في مكاتبهم يعملون.

هل يفصحون لكم عن أسباب عدم منحهم الثقة للحكومة؟


كانت هناك بالفعل محاولتان للاجتماع والتصويت على الحكومة أحدهما في فبراير(شباط) والأخرى في أبريل(نيسان). تم تخويف بعض الأعضاء وإغلاق باب مقر البرلمان، ولم يعد ممكناً إجراء التصويت. هذا كان الوضع في المرتين.  كان من الممكن أن يكون هناك حكومة الآن. وهم صوتوا في يناير (كانون الثاني) ضد المؤتمر الوطني العام. وقالوا نعم للاتفاق السياسي باستثناء البند 8 الخاص بأجهزة الأمن. ولكن وافقوا على باقي المواد، وقالوا إن الحكومة المقدمة لنا كبيرة جدا، 33 وزيرا، وأعادوها للمجلس الرئاسي ليشكل حكومة أصغر، وفعل، ومنذ 21 فبراير تشكيل الحكومة أمام البرلمان، ونحن في منتصف يوليو(تموز) الآن. منذ 4 شهور! والناس في حاجة إلى حكومة.
أنا أشجع كل القوى على تسهيل اجتماع البرلمان، والتصويت على الحكومة، بالقبول أو الرفض. كان يجب أن يتم ذلك في آذار.

أنت على اتصال دائم بموسكو، هل تشعر بدعم من موسكو؟ وما الذي يمكنهم تقديمه لكم؟

أنا أقدر الدور البناء للحكومة الروسية، هم لديهم علاقات جيدة بالشرق، والفريق حفتر كان هناك. ومن الجيد استخدام نفوذ روسيا لإقناع الشرق وحفتر بالتمسك بالاتفاق السياسي. مجلس الأمن قال إن الاتفاق السياسي هو خارطة الطريق لليبيا، نحن لسنا بحاجة لخطط بديلة، لدينا كل ما نحتاجه. والحكومة الروسية كانت جزءا من هذا القرار، وأيدت الاتفاق السياسي. وساعدوا كثيراً في توحيد الطرفين في ليبيا.

 كيف تصف الوضع الإنساني في ليبيا؟

مأساوي. الوضع الإنساني ليس جيداً أبداً، والوضع الصحي والمستشفيات 60% منها لا تعمل. 435 ألف نازح داخلي من أصل 6 مليون نسمة. هم يحتاجون للعودة لمنازلهم التي أصبحت مفخخة الآن، فيجب القيام بإزالة الألغام، والأطفال بحاجة إلى الذهاب إلى المدرسة. ومن واجب الساسة التفكير في احتياجات الناس.
المجامع الدولية وبعثة الأمم المتحدة يقدمون المساعدات الإنسانية ولدينا خطة للمساعدات الإنسانية، ولكن 25% فقط منها تم تمويله. الناس بحاجة إلى الغذاء. الوضع غير مرضي على الإطلاق في بلد غني مثل هذا. لهذا الأولولية هي لاستعادة الأمن والاستقرار.

 ما هي التحديات التي تواجه تحقيق ذلك في ليبيا؟

ليبيا تواجه 3 تحديات رئيسية: تشكيل الجيش الوطني، وتنفيذ الاتفاق السياسي بالكامل، الوضع الاقتصادي

التحدي الأول هو أننا بحاجة إلى جيش موحد لمحاربة داعش. والاتفاق السياسي يقول بوضوح إن القائد الأعلى للجيش هو المجلس الرئاسي وليس البرلمان أو غيره. والمجلس الرئاسي لديه وزارة دفاع، ينضوي تحتها رئيس للأركان وقيادات الجيش ووحدات الجيش. هذا هو التحدي الرئيسي، وأنا على اتصال مستمر مع المعنيين بالشأن الأمني. حفتر، والشرق، يرفضون مقابلتي وهكذا لا أستطيع فعل الكثير.
في المقابل أقابل الكثير من قادة المجموعات المسلحة في طرابلس، وفي مصراتة، وآخرين أود إقناعهم بدعم الاتفاق السياسي والمجلس الرئاسي. وفي نهاية المطاف سيكون من الضروري تفكيك الميليشيات وضمها للجيش، ولكن ليس لدينا البنية التحتية للجيش. لذلك من المهم أن يجلس المجلس الرئاسي، بوساطتنا، مع المجموعات المسلحة ومع كل اللاعبين في المشهد الأمني للتوصل لحل حول كيفية انضمام الجميع إلى جهاز أمني واحد.
التحدي الثاني هو تنفيذ الاتفاق السياسي تماماً. الدستور موجود ويتم التفاوض عليه، وهي عملية استمرت أسابيع، والخارجية العمانية دعت كل أعضاء لجنة وضع الدستور، 11 منهم قاطعوا. ولكن الآن الدستور موجود وعلى البرلمان التصويت عليه. ولا يجب أن ننسى أن الاتفاق السياسي الليبي مدته سنة واحدة فقط، سنتين على الأقصى. وخلال هذه الفترة سيتم إجراء استفتاء على الدستور ثم تنفيذه ثم إجراء الانتخابات. هي عملية بسيطة جداً نظرياً. ولكن الحصول على دعم تنفيذ خارطة الطريق ذلك هو التحدي.
التحدي الثالث هو الوضع الاقتصادي. هذا بلد غني. وأنا أعمل كثيرا مع المسؤولين النفطيين لزيادة إنتاج البترول، في الشرق والغرب، لإعادة خط نفط الزنتان للعمل، وجميع الخطوط الأخرى، ليكون هناك المزيد من النفط وبالتالي مزيد من الأموال إلى البنك المركزي الليبي.
هناك تطور جيد جداً أن شركتي النفط اندمجتا وأصبحت هناك شركة نفط وطنية واحدة الآن. أموال تصدير النفط تذهب للبنك المركزي الليبي تحت إشراف المجلس الرئاسي.
ويظل التحدي الرئيسي هو تكوين الجيش الليبي الموحد القوي. وإن اتفق الجميع على أن يقوده حفتر فليقوده حفتر. ولكني لا أرى هذا الاتفاق ممكناً، يجب أن يلعب حفتر دورا مهما بالتأكيد، ولكن ليس الدور الرئيسي. لن يوافقوا على هذا في الغرب.

 هل يعطل الشرق المضي قدماً؟

لهذا يجب أن ألتقي بحفتر وأعرف ما يريد وما يمكن عمله للخروج من هذا الوضع. ورفض المقابلة ليست بالضرورة علامة قوة. هذا لقاء مهم وأريد أن أناقشه وأنا مقتنع تماماً أن للشرق دور مهم؛ هم حاربوا المستعمرين في برقة، والثورة بدأت في بنغازي التي تحترق الآن ويجب إعادة بنائها.

هل يدعمك المجتمع الدولي بأكمله؟ أم هناك دول تدعم مجموعات ليبية تعرقل عملكم؟

هذا أيضاً تطور جيد أن هناك توافق دولي كامل. بدءاً من مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية. فايز السراج سيحضر قمة الاتحاد الأفريقي وكان هناك تصريح مهم في قمة مايو أن الاتفاق السياسي الليبي هو الطريق الصحيح للأمام. هم يدعمون المجلس الرئاسي ويدعمون قيام الحكومة بعملها. داخل الجامعة العربية هناك بعض الدول التي تميل للغرب وأخرى تميل للشرق، وكلهم عليهم استخدام نفوذهم لإقناع الطرفين بالتوحد، لأن ليبيا موحدة هي فقط من يمكنها التقدم اقتصادياً. بدون التوحد لن تأتي استثمارات، لا من مصر ولا من الأتراك ولا من أي جهة. الأمن هو القاعدة الأساسية.
هناك الكثير من المؤسسات الموازية. وحكومة الثني تقول إنها ما زالت تعمل.
أقرأ دائماً في الصحف أن هناك حكومتان متنازعتان، ولكني لم أرَ حكومة واحدة فعالة. ماذا تفعل الحكومة؟ عليها أن تقدم الخدمات الأساسية للمواطنين؛ المياه والكهرباء والتعليم والصحة والأمن. هل تقدم أي من الحكومتين ذلك؟ نعم اسمها حكومة ولكن هل يعملون لصالح الناس؟ لا أستطيع رؤية حكومتين متصارعتين ، أنا لا أرى أي حكومة تفعل ما على الحكومة فعله.

؟سيف الإسلام القذافي حصل على عفو مؤخراً
كوبلر: ليس لدي أي تأكيد على ذلك

 

Shares