ليبيا – قال الناطق الرسمي باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في ليبيا طارق أرغاز إن وقف القتال في ليبيا مهم جدا في هذه الظروف بالتحديد لإتاحة الفرصة أمام استجابة المنظمات للاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين والمهاجرين.
أرغاز وفي حوار أجرته أخبار الأمم المتحدة دعا الأطراف إلى إنهاء القتال فورا وذلك لمنح الفرصة للتصدي إلى جائحة كورونا ومساعدة اللاجئين والنازحين والفئات المستضعفة.
وفيما يلي الحوار:
ج/ اتخذت ليبيا تدابير وقائية من قبل تفشي الفيروس فيها، حاليا هناك 18 حالة تأكدت أصابتها بالفيروس. فيما يتعلق بحركات الهجرة، فعلا منذ أكثر من أسبوعين لم نرَ حركة أو تدفقا لأشخاص يريدون العبور من ليبيا نحو أوروبا. لا يوجد نمط أو اتجاه واحد لأن هذه الحركة ليست بالجديدة. ولكن برأيي الشخصي هناك تخوف من هذه الجائحة ليس فقط من قبل الناس الذين يريدون الهجرة ولكن أيضا من قبل الأشخاص المهرّبين، فبالتالي ليست هناك عمليات عبور كثيرة تحصل في الوقت الحالي.
س/ هل لدى المفوضية خطة بديلة للتعامل مع هذا الفيروس في حال وصوله للنازحين والمخيمات ومراكز الاحتجاز؟
ج/ أريد أن أذكّر أن ليبيا تعيش صراعا حادا ومواجهات دامت لسنة، وهذا الصراع أثر على النظام الصحي والخدمات الطبية في البلاد التي هي أصلا هشة. والآن هناك مخاوف جديدة بشأن قدرة الخدمات الصحية الضعيفة في البلاد على التصدي لهذا المرض. بالنسبة للمفوضية هناك بعض الخدمات الصحية التي نقدمها من خلال مراكز لدينا هنا في طرابلس مثلا، ولكن دعمنا سيكون أكبر لوزارة الصحة. فنحن نحاول إمداد المساعدات من خلال التعامل من وزارة الصحة ومن خلال الأجهزة الموجودة على أرض الواقع مثل المعدات الطبية والأدوية للمراكز الصحية الليبية ومن هناك سيتم دعم الأشخاص المحتاجين إلى العناية والرعاية الطبية.
س/ تقدم المفوضية المساعدات إلى أكثر من 1.3 مليون شخص في ليبيا بين لاجئ ونازح وطالب لجوء ومواطن ليبي. هل لك أن تحدثنا عن الفروقات بين الفئات، وكيف تقدم الوكالة المساعدات للمواطنين؟
ج/ اللاجئ هو شخص يوجد خارج بلد جنسيته أو بلد إقامته المعتادة وبسبب تخوفه بأن يتعرض لاضطهاد معين ممكن أن يكون بسبب الجنس أو الدين أو القومية أو الانتماء إلى طائفة اجتماعية معينة أو بسبب رأيه سياسي، ولا يريد أن يبقى تحت حماية بلده فبإمكانه أن يطلب اللجوء في البلد الذي هو موجود فيه حاليا. أما طالب اللجوء، فهو الشخص الذي طلب اللجوء ولم يحصل على صفة اللاجئ، وبالتالي ملفه ليس بصدد الدراسة.
أما بالنسبة لتعريف النازح، فهو الشخص الذي أجبر على الهروب من منزله ولكنه لا يزال داخل بلده الأصلي، مثلا في ليبيا، خلال السنوات الماضية، عانت مدينة بنغازي في شرق ليبيا من صراعات ونزاعات أدّت إلى نزوح آلاف الأسر من بنغازي إلى مدن أخرى داخل ليبيا. الآن، هناك 150 ألف شخص ليبي اضطر إلى النزوح أو الهروب من سكنه خلال هذه الحرب القائمة، وقد توزعوا بين العديد من المدن الليبية، ونقول عنهم نازحين، لأنهم ما زالوا داخل بلدهم الأصليفي 3 كانون الثاني/يناير، تعرّضت 4 مدارس في سوق الجمعة شرقي طرابلس للهجوم مما أدّى إلى إلحاق أضرار كبيرة بها وتأثر 3000 طالب.
س/ كيف تأثر عملكم وعملياتكم بسبب جائحة كورونا؟
ج/ عمليات المفوضية والمنظمات الإنسانية إجمالا تأثرت بهذا الوضع، من جهة بسبب فرض حظر التجول في غالب البلدان، ومن جهة أخرى بسبب قلة معدات الحماية الشخصية اللازمة والتدابير الوقائية، وهذا تسبب بتقليص تحركاتنا ومن إمكانية وصولنا إلى جميع الفئات الهشة. ولكن هذا لم يمنعنا من أخذ التدابير اللازمة للبقاء على الأرض ولدعم المجتمعات المحلية. على سبيل المثال، نحن نعمل مع المجتمعات المحلية والعديد من البلديات، ولقد أرسلنا لهم المساعدات الإنسانية والمعدات الطبية أو أدوية أو سيارات الإسعاف، للعديد من المراكز الطبية التي ليست لديها الكثير من الإمكانيات المطلوبة.
من جهة أخرى، نحن نعمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي أيضا، فقد قمنا بنشر العديد من المنشورات التوعوية والفيديوهات. كما تم أيضا تشخيص مجموعات من اللاجئين، فلقد تمكنا من التواصل معهم بشكل أساسي عن طريق تطبيق “الواتس آب” وهناك عدد من التطبيقات الأخرى، وهذا ساعدنا على إيصال المعلومات إلى اللاجئين بطريقة أسرع، مثلا لو أردنا أن ننشر منشورات توعوية وإيصالها إلى اللاجئين، فهناك عدد من المجموعات موجودة على “الواتس آب” التي تساعدنا على إيصال ما نريد بطريقة سريعة إلى هذه الفئات المعنية.
س/ إلى أي مدى تستشعرون صعوبة الأوضاع في مراكز توقيف المهاجرين وهل من حلّ؟
ج/ المفوضية مرارا بالأوضاع ودعت إلى إغلاق هذه المراكز وكررت دعوتها إلى الإفراج المنظم عن هؤلاء المحتجزين، فهم الأكثر ضعفا وعرضة للخطر بشكل خاص نظرا لمحدودية الخدمات الصحية ولرداءة المرافق الصحية والصرف الصحي في كثير من الأحيان، بالإضافة إلى أن هناك العديد من المراكز التي تقع بالقرب من مناطق القتال.
كما ذكرت سابقا أن ليبيا أمام تحديين: تحدي الفيروس وتحدي الحرب. فهذه الفئة المحتجزة في مراكز الإيواء أوضاعها صعب للغاية، وذلك بسبب وجودها في محيط من السهل جدا تفشي الجائحة فيه ولأنهم معرّضون للحرب بسبب قربهم من خطوط القتال. وبالتالي، قامت المفوضية بمخاطبة السلطات المحلية بشأن هذا الوضع. ففي السنوات الماضية، ساعدنا على الإفراج عن أكثر من أربعة آلاف شخص من اللاجئين وطالبي لجوء كانوا متواجدين في مراكز الإيواء. ونأمل فعلا أن يتم إغلاق هذه المراكز بشكل كلي وفي أقرب وقت ممكن.
س/ ما هي رسالتك لليبيين؟
ج/ إن المنظمات الإنسانية محدودة جدا في تقديم المساعدات، ولهذا أظن أن الرسالة الرئيسية، هي إيقاف الحرب بشكل كلي وفوري، بهدف تقليل الأضرار التي يتكبدها اللاجئون وطالبو اللجوء في ليبيا، والمجتمعات المحلية والعوائل الليبية الموجودة هنا.