ليبيا – قال وكيل وزارة دفاع حكومة الانقاذ الأسبق محمد النعاس إن ماحدث في قاعدة “الوطية” (قاعدة عقبة بن نافع الجوية) خسارة كبيرة سواء في الأرواح التي تحتاجها قوات الوفاق لمحاربة من وصفهم بـ”العدو” (القوات المسلحة الليبية) أو غيرها من الخسائر، مشيراً إلى ان مايتم التسويق له إعلامياً عن وقوع معركة لتحرير الوطية أمر غير حقيقي لأن ماحدث هو اندلاع احتراق لجزء معين من القاعدة وبطريقة غير مدروسة.
النعاس لفت خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج “حوارات رمضانية” الذي يذاع على قناة “التناصح” أمس الأربعاء وتابعتها صحيفة المرصد إلى أنه للآن غير معروف سبب إندلاع الحريق فمن الممكن أن يكون السبب عدم التنسيق بين القوة المهاجمة وبين غرفة عمليات المنطقة الغربية المشتركة أو إندفاع الشباب دون خطة أو لسوء الإستطلاع وعدم المساندة بنيران الدفاع والدبابات وعدم إشتراك الطيران بصورة فعالة أثناء اقتحام القاعدة.
ورأى أن قاعدة “الوطية” من الناحية التكتيكية لم يعد لها إهمية كبرى في ساحة العمليات لأن لها أكثر من 5 أشهر معطلة، مؤكداً على أن اقتحامها من محور واحد لن يفيد لأنها قاعدة مساحتها كبيرة لذلك هذا التصرف غير جائز.
وطالب القيادة العسكرية للوفاق بعدم تكرار هذا الخطأ لأنه من الضروري القضاء أولاَ على البوابة الجنوبية للقاعدة المفتوحة للزنتان والتي لا زالت أكبر بؤرة للسلاح الذي يدمر السلام في المنطقة الغربية حسب زعمه، مضيفاً :”مطار الزنتان مفتوح ولا زالت تأتيه الطيران المصري العسكري ، اللواء إدريس مادي الآن أخطر مخلوق في المنطقة الغربية وهو من يقود القتال ضد قواتنا في المنطقة من مدينة الزنتان”.
كما استطرد حديثه:” قتل المجرم المدخلي آمر قوة قاعدة حماية الوطية لا يمثل أهمية كبرى ويمكن أنه مات بالصدفة فما يمثل اهمية كبرى هو أن تضع خطة كبيرة جداً للإستيلاء على القاعدة وتستولي عليها جزئياً أو على الدشم والبوابة الجنوبية التي ستقطع الإتصال على الطرق الخلفية الزنتان والرجمة، يتمسك بها العدو لأنها قاعدة كبيرة جداً تتمترس فيها اسراب طائرات الميغ 29 ايام القذافي والعميد محمد النداب يقودها وطائرات كانت تشارك في حرب التشاد”.
ونوّه إلى أن الأولوية الآن بالتوجه للمعركة الرئيسية وهي تحرير ترهونة، لافتاً إلى ان ما وصفه بـ” طيران الوفاق ” (الطيران المسير التركي) نجح خلال الأيام الماضية في وضع خطوط إمداد من وصفهم بـ”العدو” الرئيسية لأن القاعدة العسكرية الأمامية الخطيرة “للعدو” انتقلت من غريان لترهونة وأكبر قاعدة تموين بالأغذية والأدوية والوقود وغيرها في ترهونة لذلك عندما تضرب القاعدة ينهار العدو في الجبهة.
وأكد على ضرورة عدم تشديد الهجمات على محاور طرابلس بل تثبيتها وتركيز الهجوم على ترهونة وبالأخص الهجوم الجوي لتنهار قوة “العدو” حسب تعبيره ، مشدداً على أهمية وضع ترهونة وبالذات التي تتمركز فيها من وصفهم بـ”قوات حفتر” (القوات المسلحة الليبية) تحت الرمي المستمر للأسلحة الثقيلة البرية كالمدافع والراجمات والدبابات.
النعاس ذكر أن العنصر التركي قادر على أن ينهي المعركة لكنه يواجه ضغوط و مقاومة من الدول المهيمنة على الملف الليبي، معتبراً انه من الواضح أنه نجح في اجتياز اعتراضاتهم بالأشهر القادمة لكن يبقى السؤال ما بعد سقوط ترهونة هل سينجح بالاستمرار شرقاً أم لا على حد تعبيره.
وإختتم حديثه مبيناً أن إن السياسة الفاشلة تجعل الحرب فاشلة وما تعانيه البلاد الىن هو بسبب السياسة الفاشلة منذ 4 سنوات من حكومة الأمر الواقع.