ليبيا – أكد الباحث في شؤون الإرهاب طه علي أن ارتفاع الأصوات الرافضة للانتقال إلى ليبيا ووصولها إلى الانشقاقات داخل صفوف المعارضة السورية المسلحة يشير إلى أن تركيا تفقد سيطرتها داخل سوريا وأنها قريبا لن تكون قادرة على مدّ رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بالعناصر البشرية المطلوبة لاستمرار القتال وهو ما يمثل تهديدا صريحا لخطط أردوغان الرامية لتدمير ليبيا.
علي أشار في تصريح لموقع “البوابة نيوز” المصري أمس الأحد إلى أنه رغم تحضير المئات من المقاتلين للانتقال من سوريا إلى تركيا بالتنسيق مع الاستخبارات التركي فإن العملية تواجه صعوبات جمّة إثر رفض لبعض الفصائل انتقال قواتها إلى ليبيا وهو ما بدا واضحا في الانشقاقات الأخيرة.
وأوضح أن تركيا تجد صعوبة بالغة حاليا في إقناع مقاتلي فصائل المعارضة السوري لعدة أسباب أهمها عدم وفائها بالكثير مما وعدت به المقاتلين الذين نقلوا فعليا إلى ليبيا،قائلا: “الأتراك لم يوفروا المال اللازم الذي اتفقوا عليه مع المرتزقة وكذلك لم يوفروا الحماية لهم،حيث أوهمتهم تركيا بأنهم ذاهبون إلى نزهة في حين أن الواقع يثبت سقوط المئات منهم في معارك ضارية لا ناقة لهم فيها ولا جمل”.
كما لفت إلى أن انتشار أخبار تخلي المرتزقة الذين ذهبوا إلى ليبيا فعليا عن وجودهم هناك وهروبهم نحو أوروبا كشف للموجودين في سوريا أن الأمور داخل ليبيا ليست بالسهولة التي صورتها لهم تركيا وأنهم ذاهبون لمعركة قد يخسروا فيها حياتهم بسهولة ولن يجدوا حينها من يهتم بذويهم في ظل ما يرونه من تقاعس تركيا وعدم وفائها بوعودها.
وقال:”الخسائر البشرية التي تقع في صفوف المرتزقة أثناء العمليات العسكرية في ليبيا تجاوزت 300 فرد وهو رقم ضخم قياسا على أعدادهم وخاصة إذا علمنا أن الجيش التركي نفسه لم يخسر سوى 6 أو 8 أفراد على أقصى تقدير مما يعني أن تركيا تتعمد وضع المرتزقة في صدارة العمليات لتجنيب جنودها المواجهات الخطيرة”.
وأضاف: “وبالنظر إلى الفشل المتكرر للهجمات التي تشنها الميليشيات التابعة للسراج،على المناطق الإستراتيجية حول طرابلس مثل قاعدة الوطية الجوية ومدينة ترهونة،يجد المرتزقة أنفسهم أمام واقع مرير يخسرون فيه حياتهم دون أدنى ضمانة تؤمن لهم نصرا يجعلهم يتصدرون المشهد في ليبيا مستقبلا،أو حتى تؤمن لهم دخلا ماليا يوازي مخاطرتهم بأرواحهم”.
وأردف:”سبب آخر تحدث عنه طه على يرتبط بعقيدة بعض الفئات المقاتلة في سوريا وهو أنها تقاتل في بلادها دعما لأفكار سياسية وأيديولوجية بعينها وليس لمجرد الحصول على المال”،مضيفا: “وهذه الفصائل وإن كانت قليلة العدد في سوريا إلا أن صوتها مسموع ورفضها التحول إلى مرتزقة مأجورين سيعزز من رفض أعداد أخرى منها،خاصة في ضوء رغبة الكثير من الفصائل هناك ألا تترك أماكنها لأن هذا يهدد فرصتها في الوجود عقب انتهاء الأزمة السورية”.
وأتم طه الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة بالقول إن معظم قتلى المرتزقة في ليبيا ينتمون إلى فصائ: لواء المعتصم،ولواء صقور الشمال، والحمزات وسليمان شاه وجميعهم سقطوا خلال الاشتباكات على محاور صلاح الدين جنوب طرابلس وقرب مطار معيتيقة ومشروع الهضبة بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا،الأمر الذي يجعل باقي الفصائل ترفض أن تزج بعناصرها إلى المصير ذاته.