كيف يُقارن فيروس كورونا الجديد بالإنفلونزا؟

الولايات المتحدة – منذ اكتشاف فيروس كورونا الجديد لأول مرة في يناير، قارنه العديد من الأشخاص بمرض أكثر شهرة: الإنفلونزا.

وأشارت العديد من هذه المقارنات إلى الخسائر التي ربما لا تحظى بالتقدير الكافي للإنفلونزا، الذي يسبب الملايين من الأمراض وعشرات الآلاف من الوفيات كل عام في الولايات المتحدة وحدها. (خلال موسم الإنفلونزا الحالي، تقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أنه كان هناك 39 مليون إلى 56 مليون من أمراض الإنفلونزا و24000 إلى 62000 حالة وفاة بسبب الإنفلونزا في الولايات المتحدة، على الرغم من أن هذا الرقم تقديري يعتمد على دخول المستشفيات بسبب أعراض الإنفلونزا، وليس بناء على العدد الفعلي لكل شخص مات بسبب الإنفلونزا).

ويعد كل من “كوفيد 19” والإنفلونزا من أمراض الجهاز التنفسي. وتشير الأبحاث حتى الآن إلى أن “كوفيد 19” ينتشر بسهولة أكبر وأن معدل الوفيات أعلى من الإنفلونزا.

ويتسابق العلماء لمعرفة المزيد عن فيروس كورونا الجديد، وقد يتغير فهمنا كلما أصبحت المعلومات الجديدة متاحة. وبناء على ما نعرفه حتى الآن، إليك كيفية مقارنته بالإنفلونزا، وفقا لتقرير نشره “لايف ساينس”.

– الأعراض والخطورة

كل من فيروسات البرد الموسمية (التي تشمل فيروسات الإنفلونزا A وB) وأيضا “كوفيد 19″، هي فيروسات معدية تسبب أمراض الجهاز التنفسي.

وتشمل أعراض الإنفلونزا النموذجية، الحمى والسعال والتهاب الحلق وآلام العضلات والصداع وسيلان الأنف أو الانسداد، والتعب وأحيانا القيء والإسهال، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض. وغالبا ما تظهر أعراض الإنفلونزا فجأة. ويتعافى معظم الأشخاص الذين يصابون بالإنفلونزا في أقل من أسبوعين. ولكن لدى البعض، تسبب الإنفلونزا مضاعفات، بما في ذلك الالتهاب الرئوي.

أما بالنسبة لـ “كوفيد 19″، ما يزال الأطباء يحاولون فهم الصورة الكاملة لأعراض المرض وشدته. وتفاوتت الأعراض المبلغ عنها لدى المرضى من خفيفة إلى شديدة، ويمكن أن تشمل الحمى والسعال وضيق التنفس، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض. وقد تشمل الأعراض الأخرى الحمى والقشعريرة وآلام العضلات والصداع والتهاب الحلق وفقدان جديد للذوق أو الشم. ويبدو أن أعراض فيروس كورونا الجديد تظهر بشكل تدريجي أكثر من أعراض الإنفلونزا، وفقا لـ Healthline.

ويبدو أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية كامنة، بما في ذلك أمراض القلب أو أمراض الرئة أو مرض السكري، معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بمضاعفات أكثر خطورة من “كوفيد 19″، مقارنة بالأشخاص في الفئات العمرية الأصغر سنا والذين ليس لديهم حالات كامنة.

ونظرا لأن عدد الأشخاص الذين أصيبوا بـ”كوفيد 19” في الولايات المتحدة، على الأرجح، أقل من الذين أصيبوا بالإنفلونزا، فإن احتمالات دخول المستشفى إذا كان لديك حالة مؤكدة للإصابة بفيروس كورونا، يُعتقد أنها أعلى من احتمالات دخول المستشفى بسبب الإنفلونزا.

ويعد الأطفال مجموعة عالية الخطورة لمضاعفات الإنفلونزا، ولكن لا يبدو أن هذا هو الحال بالنسبة لـ”كوفيد 19″، فقد تم إدخال عدد قليل من الأطفال إلى المستشفى مع فيروس كورونا الجديد. ووجدت دراسة لحالات فيروس كورونا في الولايات المتحدة، نشرت في 18 مارس، أنه من بين 4226 حالة أُبلغ عنها، أُدخل 508 شخصا على الأقل (12٪) إلى المستشفى، ومن بين هؤلاء، أقل من 1٪ كانوا أصغر من 20 عاما.

ولكن في الآونة الأخيرة، رُبط “كوفيد 19” بمتلازمة التهابية نادرة، ولكنها خطيرة لدى الأطفال، تسمى متلازمة الالتهاب المتعدد الأنظمة للأطفال. وأكدت مدينة نيويورك 100 حالة إصابة بالمتلازمة عند الأطفال، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

ومن المهم ملاحظة أنه نظرا لأن فيروسات الجهاز التنفسي تسبب أعراضا مشابهة، فقد يكون من الصعب التمييز بين فيروسات الجهاز التنفسي المختلفة بناء على الأعراض وحدها، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وعلى الرغم من أن معدل الوفيات لـ “كوفيد 19” غير واضح، تشير جميع الأبحاث الموثوقة تقريبا إلى أنه أعلى بكثير من معدل الإنفلونزا الموسمية.

وعلى عكس الإنفلونزا التي يوجد لها لقاح، فإن جميع السكان عرضة نظريا لـ “كوفيد ـ 19”. لذا، بينما تؤثر الإنفلونزا على 8٪ من سكان الولايات المتحدة كل عام، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض، يمكن أن يصاب ما بين 50٪ و80٪ من السكان بـ “كوفيد ـ 19″، وفقا لدراسة نشرت 30 مارس في مجلة The Lancet. وذكرت التقارير أنه في الولايات المتحدة، قد يترجم ذلك إلى مليون حالة وفاة بسبب “كوفيد ـ 19″، إذا أصيب نصف السكان بالعدوى ولم تكن هناك علاجات أو تدابير للتباعد الاجتماعي.

– انتقال الفيروس

يُعرف المقياس الذي يستخدمه العلماء لتحديد مدى سهولة انتشار الفيروس باسم “رقم التكاثر الأساسي”، أو R0. وهو تقدير لمتوسط ​​عدد الأشخاص الذين يصابون بالفيروس من شخص واحد مصاب، وتبلغ قيمة R0 للإنفلونزا زهاء 1.3، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وما يزال الباحثون يعملون لتحديد R0 لـ”كوفيد ـ 19″. وقدرت الدراسات الأولية أن قيمة R0 لفيروس كورونا الجديد تتراوح بين 2 و3، وفقا لدراسة مراجعة نشرت 28 فبراير في مجلة JAMA. وهذا يعني أن كل شخص مصاب نشر الفيروس بمتوسط ​​2 إلى 3 أشخاص.

ومن المهم ملاحظة أن R0 ليس رقما ثابتا، ويمكن أن تختلف التقديرات حسب الموقع، اعتمادا على عوامل مثل عدد المرات التي يتواصل فيها الناس مع بعضهم البعض والجهود المبذولة للحد من الانتشار الفيروسي، كما ذكرت “لايف ساينس” سابقا.

– الأوبئة

لا ينبغي الخلط بين الإنفلونزا الموسمية، التي تسبب تفشي المرض كل عام، مع الإنفلونزا الوبائية، أو تفشي عالمي لفيروس إنفلونزا جديد مختلف تماما عن السلالات التي تنتشر عادة. وفي 11 مارس، أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا تفشي جائحة “كوفيد ـ 19”.

– الوقاية

على عكس الإنفلونزا الموسمية، التي يوجد لها لقاح للحماية من العدوى، لا يوجد لقاح ضد “كوفيد ـ 19”. ولكن الباحثين في الولايات المتحدة وحول العالم يعملون على تطوير لقاح فعال.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإنفلونزا لديها العديد من العلاجات المعتمدة من قبل إدارة الأغذية والأدوية (FDA). وعلى النقيض من ذلك، لم توافق الإدارة حتى الآن على أي علاجات لـ “كوفيد ـ 19″، على الرغم من كون الموافقة معلقة على “ريميسيفير”، وهو مضاد للفيروسات تم تطويره في البداية لعلاج الإيبولا، .

وبشكل عام، توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بما يلي لمنع انتشار فيروسات الجهاز التنفسي: اغسل يديك كثيرا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل؛ تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك بأيد غير مغسولة؛ تجنب الاتصال الوثيق مع الناس الذين يعانون من المرض؛ ابق في المنزل عندما تكون مريضا؛ مع تنظيف وتطهير الأشياء والأسطح التي تلمسها بشكل متكرر.

ويوصى أيضا بارتداء أقنعة الوجه القماشية في الأماكن العامة وممارسة التباعد الاجتماعي.

المصدر: لايف ساينس

Shares