ليبيا – أصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريرا عن التهديدات الأمنية التي تتعرض لها ليبيا ودول جوارها بسبب تواجد العناصر الإرهابية والمسلحة على أراضيها حيث صدر التقرير المقدم إلى مجلس الأمن في الـ20 من يوليو الحالي.
التقرير الذي حصلت المرصد على نسخة منه تطرق إلى الأوضاع في مدينة صبراتة بالمنطقة الغربية حيث إندلعت إشتباكات بين الكتائب المحلية وتنظيم “داعش” الذي أجبر على ترك المدينة فيما تتواصل غارات جوية يقوم بها الجيش ضد مجلس شورى مجاهدي درنة شرقاً.
وأشار التقرير لتمكن الجيش من السيطرة على حقول النفط بحوض سرت بعد إشتباكات مع قوات من مصراتة بمناطق محاذية للجفرة مبينا تلقي مجلس شورى ثوار بنغازي ومجلس شورى مجاهدي درنة دعما ماديا من أنصارهما بطرابلس ومصراتة.
التقرير تطرق أيضا إلى تواصل العمليات العسكرية في سرت عبر قوات عمليات البنيان المرصوص التابعة للمجلس الرئاسي “شكليا” فيما يواصل الجيش عملياته محاولا السيطرة على مناطق سوق الحوت والصابري والقوارشة وقنفودة بمدينة بنغازي.
وأضاف بأن “سرايا الدفاع عن بنغازي” دخلت على خط الصراع مع الجيش للسيطرة على مدينة بنغازي إنطلاقا من مدينة إجدابيا فيما يتواصل التنافس بين كتائب أبو سليم وصلاح البركي وفرسان جنزور والقوى الوطنية للسيطرة على العاصمة طرابلس.
ونبه التقرير لخطورة التحالفات بين “أنصار الشريعة” و”داعش” لتحاشي الصدام بينهما على الرغم من إختلافهما إيدولوجيا فضلا عن تحالف المصلحة المبرم بين “داعش” ومجلس شورى ثوار بنغازي من أجل محاربة قوات الجيش المتمركزة في المدينة.
وأضاف بأن العلاقات بين “داعش” ومتنفذين بمصراتة تسببت بتأخير هجوم الكتيبة 166 على سرت في مارس عام 2015 فضلا عن قيام عناصر في كتيبة التوحيد وخلايا مرتبطة “بالقاعدة” و”داعش” بتوفير ملاذات آمنة وإيواء لعناصر التنظيمين بطرابلس.
التقرير تناول أوضاع جنوب ليبيا حيث إستطاع تنظيم “القاعدة بالمغرب الإسلامي” و”تنظيم المرابطون” وجماعة” أنصار الدين” إقامة علاقات مع جماعات مسلحة محلية لتهريب الأسلحة والأشخاص وتأمين تواجد وتنقل مختار بلمختار بحرية في أرجاء البلاد.
وأضاف بأن “داعش” عقد إتفاقا مع جماعات مسلحة عربية قرب الكفرة لتأمين وصول إمداداته من السودان ومصر وإيصاله إلى سرت متطرقا أيضا لإستمرار هذا التنظيم بمهاجمة مرافئ وحقول النفط لضمان منع إستئناف التصدير لإلحاق الأذى بالشعب الليبي.
وبين التقرير قيام جماعة أنصار الشريعة بتونس بتبادل الدعم مع نظيرتها في ليبيا وإستخدام جبل الشعنابي بمساعدة كتيبة عقبة بن نافع التابعة للقاعدة لتدريب وإيواء “الإرهابيين” حيث ترى هذه التنظيمات في ليبيا أرض معركة لا ساحة دعم ولوجستيات فحسب.
وأوضح التقرير البنية التي يتألف منها تنظيم “داعش” في ليبيا مشيرا إلى تقسيمها لثلاثة أقسام أولها نواة التنظيم المؤلفة من ليبيين عائدين من القتال في سوريا والعراق وثانيهما مجموعة من المغرب العربي وثالثهما المسلحين المنشقين عن جماعات مسلحة محلية.
التقرير حذر من ضعف قدرة ليبيا على مواجهة الإرهاب لإعتمادها القانون الجنائي بالتعامل مع جرائم الإرهاب فضلا عن عدم تفعيل المنظومة الأمنية والقضائية بالبلاد بسبب الفوضى الأمنية وإستمرار حالة عدم الإستقرار المسيطرة على معظم أجزاء البلاد.
وأضاف بأن أكثر من 5 آلاف محتجز بالسجون لم يواجهوا القضاء بسبب عدم تفعيل المنظومة فضلا عن تواجد نحو 200 من المعتقلين على ذمة قضايا إرهاب في سجن معيتيقة لا يتمكن القضاء من الوصول إليهم لقول كلمته بسبب إحتجازهم من قبل ميليشيات.