نشرت صحيفة الوفاق الإيرانية إحدي كبريات الصحف الصادرة فى البلاد و الناطقة بالعربية تقريراً توقعت من خلاله إندلاع معركة جديدة في ليبيا، تضاف إلى المعارك الأخرى، وهي وشيكة الحدوث بين الجيش الليبي بقيادة الفريق حفتر من جهة وحرس المنشآت النفطية أو ما يسمى بميليشيات الجضران من جهة أخرى على حد وصف الصحيفة.
و توقعت الصحيفة أن تزيد هذه المعركة في تأزيم الأوضاع على الساحة الليبية المشتعلة شرقاً وغرباً و قالت ” : يبدوا أن حفتر الذى يسيطر على عدد هام من آبار النفط قرر التوقف عن ضخِّ النفط إلى الخزانات التي تسيطر عليها جماعة الجضران، ومع نفاذ هذه الخزانات سيتوقف التصدير، وعليه فإن حرس المنشآت سيجدون أنفسهم بلا موارد أو مداخيل هامة ما سيدفعهم إلى خوض صراع من أجل البقاء في ظل غياب تام للدولة الليبية التي يفترض أن تسيطر على منشآتها وتتولى دفع رواتب حراس تلك المنشآت ” .
و أشارت الصحيفة المقربة من الحكومة فى طهران إلى إحتمالية أن يكون الفريق حفتر على تنسيق مع أطراف خارجية تروق لها فكرة وجوب القضاء على ما أسمتها ” ميليشيا الجضران ” والسيطرة على قطاع النفط بالكامل ضخاً وتصفية وتصديراً خاصة و ان هناك أطراف عديدة يسيل لعابها على النفط الليبي وهي معلومة من الجميع منها دولي ومنها أيضا أطراف عربية وإسلامية ألقت بكل ثقلها في الملف الليبي .
و تابعت الصحيفة :” لعله المؤكد أن الطرف الخارجي الذي يدفع بحفتر إلى الهيمنة على قطاع النفط تتعارض مصالحه مع جماعة الجضران الذين كانوا على اتصالات لافتة بالمبعوث الأممي كوبلر الذي طالته اتهامات بتجاوز مهمته وخدمة أطماع طرف خارجي في النفط الليبي” .
و أضاف التقرير الإيراني أن أجهزة الإستخبارات الأجنبية والقوات الخاصة لعدد من الدول الغربية ترتع فى ليبيا بلا رقيب أو حسيب و قال :” الكل يلهث وراء نصيبه من هذه الثروات الهائلة التي يرقد عليها بلد عمر المختار ” .
و رأت الصحيفة أن معركة النفط هذه قد تكون خيار خاطئ لحفتر لأنها ستفتح جبهة جديدة قد تعجل بنهايته فى ظل وجود معارضة واسعة لهذه الخطوة خاصة فى ظل حالة العداء بينه و بين ” جماعة فجر ليبيا ” التي يعتبرها إرهابية والتي تسيطر على العاصمة طرابلس وتحتضن ” حكومة الوفاق ” فى الوقت الذى يخوض فيه حرباً مفتوحة ضد الجماعات الإرهابية ببنغازي.
و أشارت الصحيفة إلى من يشككون فى قدرة حفتر على خوض كل هذه الحروب دفعة واحدة و قالت أن نهايته ستكون في حرب المنشآت النفطية التي يخشى من أن تؤدي إلى تدمير البنى التحتية لقطاع النفط خاصة مع ما عرف عن ” الميليشيات الليبية ” من رغبة تدميرية وإتيان على الأخضر واليابس.
![مقال " حرب النفط فى ليبيا قاب قوسين " فى العدد الصادر اليوم 15 اغسطس 2016 من صحيفة الوفاق الإيرانية](https://almarsad.co/wp-content/uploads/2016/08/ي.jpg)