قالت صحيفة ” كوريري دي لاسيرا ” أن القيادي التونسي معاذ فزاني المكنى بـ ” أبو نسيم ” حاول الفرار من سرت إلى تونس إلا أن قوة من الزنتان ألقت القبض عليه رفقة 20 عنصر من داعش غربي ليبيا فى منطقة بين مدينتي الجميل و رقدالين .
و ذكرت الصحيفة الإيطالية و بعض وسائل الإعلام المحلية التى نقلت عنها الفزاني بإسم معاذ الفزاني إلّا أن إسمه الحقيقي بحسب خبراء المرصد فى شؤون الجماعات الإسلامية هو ” المعز بن عبدالقادر بن احمد الفزاني ” و هو أحد أخطر المطلوبين لأجهزة الأمن التونسية.
و إتصلت المرصد هاتفياً بعدد من أبرز القيادات الأمنية و العسكرية و قادة الغرف المشتركة فى الزنتان و نفى جميعهم صحة هذه الأنباء لكنهم أكدوا تشديد مختلف الوحدات العسكرية التابعة لهم و العاملة فى منطقتهم و فى الطرق المؤدية لباطن الجبل و فى مناطق الحمادة الحمراء و محيط قاعدة الوطية لإجراءات المراقبة و التفتيش منذ أكثر من 4 أشهر .
و يرجح الخبراء فرضية أن الفزاني الذى يعلم أنه متابع من عدة أجهزة مخابرات غربية لن يفكر فى الفرار عبر هذه المناطق حال قرر مغادرة سرت كونها مناطق قريبة من صبراتة و الحدود التونسية الخاضعة لمراقبة شديدة من عدة أطراف محلية و دولية كما أشارو إلى أن براعته فى التخفي و التنكر قد تصعب عملية مراقبته و التعرف عليه .
![صورة تحصلت عليها المرصد للفزاني و هو يقوم بحلاقة وجهه و شعر رأسه و يرجح أنها إستعداده للزواج فى سرت مطلع سنة 2015](https://almarsad.co/wp-content/uploads/2016/08/image-25.jpeg)
ولد الفزاني فى 23 مارس 1969 فى حي باردو بتونس العاصمة من والدة تدعى ” فاطمة شيحاوي ” ثم انتقل مع أسرته إلى حي أم درمان بمنطقة الزهروني على أطراف العاصمة الغربية القريبة من ولاية منوبة حتى مغادرته سنة 1997 إلى باكستان و إنضمامه إلى تنظيم القاعدة قبل أن تلقى القوات الأمريكية القبض عليه و تودع فى سجن باغرام الأفغاني ثم نقل إلى إيطاليا قبل أن يفرج عنه مطلع 2010 و يعود إلى تونس عقب سقوط الرئيس زين العابدين بن علي .
![صورة تحصلت عليها المرصد للفزاني بعد تغيير لون شعره و لحيته متنكراً بالزي الليبي على شواطئ سرت مطلع 2016](https://almarsad.co/wp-content/uploads/2016/08/image-8.png)
و فى سنوات ما بعد سقوط النظام التونسي انخرط الفراني فى صفوف تنظيم أنصار الشريعة بتونس إلى جانب زعيم التنظيم ” سيف الله بن حسين ” و أصبح مطلوباً لأجهزة الأمن التونسية من جديد فى ما عرف بأحداث جبل الشعانبي غربي تونس و فى أواخر سنة 2014 أعلن بيعته لخليفة داعش المزعوم أبوبكر البغدادي من مدينة سرت فى ليبيا وقد تدرج فى عددة مواقع قيادية من التنظيم كان آخرها مسؤولاً عن كتيبة جلها من التونسيين كانت تتمركز فى عدة مناطق حيوية بالمدينة كما أنه كان مسؤولاً شرعياً فى ديواني الزكاة و الحسبة .
![صورة تحصلت عليها المرصد لمعتز الفزاني أثناء ممارسته اللصوصية و جمع الأموال من التجار تحت شعار ديوان الحسبة فى سرت - ألتقطت فى يناير 2016](https://almarsad.co/wp-content/uploads/2016/08/image-9.png)
فى 5 مارس 2016 أعلنت الأجهزة الأمنية التونسية مجدداً أن الفزاني و الإرهابي التونسي مفتاح مانيطة من أبرز المطلوبين لها على خلفية المواجهات الأمنية التى شهدتها بن قردان عقب الغارة الأمريكية على صبراتة التى حركت المياه الراكدة و الخلايا النائمة و بعد تجدد المواجهات فى المدينة مساء يوم 7 مارس قُتل مانيطة بينما ظهر الفزاني مجدداً فى سرت .
و لعب الفزاني دوراً مع قيادة التنظيم بسرت فى تنصيب الإرهابي التونسي المكنى بـ ” أبو موسي ” أميراً على بلدة هراوة القريبة و يعتقد الخبراء أن إسمه الحقيقي هو ” بشير مرساني ” و يرتبط ” الداعشيان ” بشبكة كبيرة بنظرائهم من التونسيين فى سرت و بنغازي و درنة .
![أبوموسي التونسي - بشير مرساني](https://almarsad.co/wp-content/uploads/2016/08/image-26.jpeg)
و بالرغم من إطباق الخناق على المدينة بحراً و جواً وبراً ، تؤكد تقارير أقليمية و غربية فرار عدد لا بأس به من ” الدواعش ” الأجانب و الليبيين من سرت شرقاً و غرباً و جنوباً فيما أعلنت دول الجوار إستنفارها وسط مخاوف من وجود خروقات فى العملية العسكرية الدائرة هناك تمكنهم من الفرار إلى وجهات مختلفة الأمر الذى سيجعل من مسألة متابعتهم – بحسب خبراء المرصد – أكثر صعوبة بعد أن يتحولوا من مرحلة الحراك التنظيمي المنحصر فى رقعة جغرافية محددة إلى مرحلة ” الذئاب الشاردة ” التى عادة ما تجعلهم يرتكبون حماقات أكثر وحشية و دموية لشعورهم بالتيه و فقدان الكيان الظلامي الجامع لهم .