ليبيا – أكد عضو مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار إفتاء المؤتمر الوطني سامي الساعدي بطلان الحرب التى وصفها بـ”الظالمة” المسماة بعملية الكرامة من الناحية الشرعية لإتخاذها من مكافحة الإرهاب شعاراً من أجل تصفية خصومها بحسب قوله.
الساعدي أشار خلال إستضافته في برنامج كلمة سواء الذي أذيع يوم الجمعة الماضي عبر قناة النبأ لإقرار منشقين عن العملية بضلوع قائدها بعمليات إغتيال بحجة إعادة كرامة الضباط فيما ترك بؤرة الإرهاب سرت من دون قتال.
وإنتقد الساعدي تصريحات الرئاسي والسراج التي تعتبر العملية إنتفاضة مبيناً بأن هذا شرعنة لها وإدانتهم ما يسموه بجرافات الموت الناقلة للمعدات والتموين والجرحى عبر البحر وعدم إدانة إلقاء البراميل المتفجرة على بنغازي.
وإستغرب الساعدي من قيام أتباع للعملية ومحسوبين على مجلس النواب وأعضاء في الرئاسي بمنع المنظمات الإغاثية من فتح ممر آمن لإخراج الأسر العالقة بمنطقة قنفودة متسائلاً عن جدوى ذلك وهل يعتبر تلذذاً في قتل هذه الأسر.
وأَضاف بأنه يعرف عدة أسر فيها كبار السن والنساء والأطفال رفضت الخروج من بيوتها وتقتصد في المؤن وتفضل الموت في بيوتها على الخروج منها مبيناً بأن قصف هذه الأسر بالبراميل المتفجرة عقاب لتأييدها للثوار في بنغازي.
وألقى الساعدي بمسؤولية ما يحصل على الموقعين للإتفاق السياسي ممن لم يستنكروا مجزرة قنفودة مضيفاً بأنه لا يمكن أن يكون هناك مسلم إو إنسان ذي مروءة يسكت عما يجري من إصرار على عدم وقف إطلاق النار وفقاً للإتفاق.
وأضاف بأن السكوت عما يحدث في بنغازي يكشف بطلان وجرم الإتفاق الذي بيعت بموجبه ليبيا ودماء أبنائها بثمن بخس داعياً من بقي فيهم خير وإيمان ووطنية ومروءة من أعضاء المجلس الرئاسي إلى عدم الوقوف في صف الإتفاق.
ودعا الساعدي أعضاء المجلس الرئاسي المخالفين للإتفاق عبر دخولهم طرابلس من دون أخذ ثقة مجلس النواب “المنحل” إلى عدم إتخاذ الصمت عما يحدث في قنفودة سبيلاً للمحافظة على مناصبهم وضرورة إجراء مراجعة لكافة مواقفهم.
وإستهجن الساعدي مطالبة السراج للمتظاهرين من سكان بنغازي أمام مقر الأمم المتحدة بتاورغاء والقاعدة البحرية بطرابلس مهلة لمدة 48 ساعة لحل الأزمة مبيناً بأن زعماء العالم يقطعون زياراتهم ويعودون لبلدانهم لأقل ضرر يصيبها.
وعبر الساعدي عن بالغ إستغرابه من كلام المحلل السياسي صلاح الشلوي الذي حمل فيه “الثوار” مسؤولية كل ما يحدث في قنفودة مبيناً بأن هذا الكلام مؤذ لأنه يأتي من جهة محسوبة على تياره ومن أبناء جلدته هذا التيار وتتكلم بلسان حاله.
وتطرق الساعدي لمحاولات تجري لحفظ ماء الوجه عبر القبول بوجود “حفتر” بالمشهد كمحارب للإرهاب مبيناً بأن الإرهاب حاربه “الثوار” في درنة بصدق وإخلاص وعقيدة صحيحة وليست منحرفة كعملية الكرامة التي تقتل الأطفال والنساء.
وأَضاف بأن محاولة إدخال “حفتر” بالعملية السياسية والمؤسسة العسكرية من قبل أطراف بالإتفاق تعهدت لجمهورها برفض دخوله وقبلت ذلك بضغط من كوبلر غير ممكنة شرعياً ودستورياً وسياسياً لما إقترفته يداه داعياً لتقديمه للمحاكمة.
وطالب الساعدي قبائل الشرق بتنحية خلافاتها مع مجلس ثوار بنغازي وسرايا الدفاع جانباً والنظر بعين اللين والعطف والخير وإستنكار الجرائم التي تستهدف أبنائهم وأبناء عمومتهم وجيرانهم وأهلهم من أطفال ونساء وما يجري من تدمير لبنغازي داعياً كافة رؤساء القبائل والمشائخ والأعيان إلى تغيير مواقفهم بخصوص البيانات التي خرجوا بها من أجل عدم المساس بقيادة المؤسسة العسكرية لأنها خط أحمر.