المرصد | لم يكن ختام إجتماعات لجنة الحوار فى تونس يوم الثلاثاء الماضي خاتمة للاجتماعات الهامة المتعلقة بليبيا ، فبعيداً عن ضوضاء السياسيين و النواب و لجنة الحوار فى فندق قولدن توليب كان التحضير على قدم و ساق لما هو أهم فى فندق ” موفنبيك ” و هو إجتماع دولي – ليبي مغلق حول توحيد مؤسسة الجيش .
فى يوم الأربعاء الموافق للسابع من الشهر الجاري وصل كل من العقيد سالم جحا من مصراتة و العميد عون الفرجاني من المرج و العقيد محمد موسى آمر درع الوسطى و آخرين من الزنتان الى تونس للمشاركة فى إجتماع دعى له جونثان واينر المبعوث الأمريكي الخاص الى ليبيا بعيداً عن عدسات الإعلام و كان شعاره ” توحيد الجيش الليبي ” تحت غطاء مجلس عسكري أعلى كحل للإشكال الحاصل منذ توقيع اتفاق الصخيرات .
المعلن فى إجتماع كان فى محضر الاجتماع الختامي للمجتمعين فى ” موفنبيك ” بحضور جونثان واينر المبعوث الامريكي الخاص الى ليبيا ، و السفير المصري فى ليبيا محمد أبوبكر ، و المبعوث الإيطالي الخاص الى ليبيا جورجيو ستاراتشي و ممثلين عن دولة الامارات العربية المتحدة فيما سُجل غياب سفير دولة قطر عن الاجتماع بالرغم من تواجده فى فندق قولذن توليب المجاور الذى شهد اجتماعات لجنة الحوار وسط دعم و تأييد بريطاني و فرنسي و ذلك بحسب ما افاد المرصد مصدر دبلوماسي رفيع قال كذلك أن الامريكيين و الإيطاليين يشعرون بالغضب تجاه قطر لحصولهم مؤخراً على أدلة من سرت تثبت تورطها فى دعم المتطرفين هناك بشكل مبكر .
و قد اكد الاجتماع على وحدة ليبيا و وحدة الجيش الليبي و ضرورة وقوفه على مسافة واحدة مع مختلف المدن و بنائه بعيداً عن الجهوية و المناطقية و القبلية و ان يكون السلاح حصراً فى يد الجيش على ان تكون اسلحة الشرطة و الاجهزة الامنية الاخرى بحسب المهام الموكلة اليها .
كما شدد على نقاط اخرى منها اطلاعه بحماية الحقول النفطية و الاهداف الحيوية للدولة و حماية حدودها و ضرورة محاربته للتنظيمات الارهابية كتنظيمات داعش و القاعدة و انصار الشريعة و كل التنظيمات و الاحزاب الاخرى التى تمتلك أذرعاً عسكرية تستخدمها لمحاربة بناء الدولة .
و على الفور أعلن محمد صوان رئيس حزب العدالة و البناء ليل اليوم الجمعة معارضته لوجود مجلس عسكري موحد كحل للأزمة الراهنة و قال ان هذا الأمر يعد مخالفة للاتفاق السياسي الذى نص على ان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق هو القائد الأعلى للجيش و قال ان لا أحد يملك حق تعديل الاتفاق السياسي إلا بالآلية المنصوص عليها وهي التوافق بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بعد مباشرة عملهما وفقا لهذا الاتفاق.
أما غير المعلن بعد معارضة رئيس العدالة و البناء فهو معارضة دولة قطر لهذا المقترح الذى ينص على ترأس السراج لهذا المجلس العسكري بعضوية الفريق خليفة حفتر قائد عام الجيش و قد تم بالتزامن مع اعلان نتائج الاجتماعات الذى تعارض دولة قطر نتائجه و تمتعض لعدم اشراكها به ، سربت قناة النبأ الفضائية المقربة من الجماعة المقاتلة و جماعة الإخوان المسلمين تسجيلاً صوتياً لم يتسنى للمرصد التأكد من صحته قالت أنه لطيارين إمارتيين يشاركون فى عمليات عسكرية جوية فى بنغازي.
و فى ظل هذا و ذاك اعلن مارتن كوبلر عن لقاء جمعه مع نائب وزير الخارجية الروسي و السفير الروسي الى ليبيا لمناقشة آخر التطورات بما فيها هذا المقترح بينما توجه أحمد معيتيق للجزائر التى قد ترفضه بقوة فيما قال مصدر ليبي دبلوماسي رفيع المستوى للمرصد أن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج قرر إلغاء مشاركته فى قمة دول منظمة عدم الانحياز التى ستنعقد فى فنزويلا يومي 13 و 14 من سبتمبر الجاري كما أكد أعضاء فى لجنة الحوار ان تونس ستحتصن اجتماعاً هاماً بعد عيد الاضحى يتوقع من خلاله الاعلان رسميا عن ولادة ” المقترح العسكري ” لكن فتحي باشاغا عضو فريق الحوار سارع الى قطع الطريق و قال ان اجتماعات الحوار المقبلة ستكون لأول مرة فى العاصمة طرابلس وهو الامر الذى قد يبدوا شبه مستحيلاً لعدم تمكن العديد من الشخصيات و السفراء و المبعوثين و وسائل الاعلام من دخول العاصمة بسبب الاوضاع الامنية المتردية .
و بذلك تبقى الانظار متوجهة إلى ما بعد عيد الأضحى نحو العاصمة التونسية فى إنتظار نضوج حل محلي و إقليمي و دولي ينهي الأزمة الراهنة و يتيح لمجلس النواب الاطمئنان على تسوية نقاط الخلاف و بالتالي منح الثقة لحكومة الوفاق التى يسعى المجتمع الدولي إلى حشد التأييد لها و قد وصل فى ما يبدوا إلى قناعة مفادها فشل طريقة المغالبة و فرض سياسة الامر الواقع و ان ارضاء كتلة المعارضة داخل مجلس النواب و حلفائها من الجيش و القبائل أمرُ لا مناص منه و لا حياد عنه كسبيل لتسوية الأزمة ، اما فشل هذه المحاولة الاخيرة فسيعتبر بكل حال من الأحوال بمثابة رصاصة الرحمة على روح الاتفاق و الاجسام المنبثقة عنه و بالتالي سيعود الحديث الى رحلة البحث عن البدائل و هو أمر مطروح بقوة لتوقع عديد الإطراف و استشرافها لفشل هذه المحاولات مسبقا و التى بات من الواضح أن التيار الاسلامي ممثلاً فى جماعة الاخوان المسلمين سيحاول إفشالها بكل قوة ليضع نفسه فى وضع لا يحسد لا يحسد عليه ، فلا الرئاسي الذى كان للإخوان اليد الطولى بداخله باقٍ و لا الاتفاق بنصوصه المشجعة و بمجلس دولته الذى ابتلعه الإخوان عبر المسودة الخامسة باقٍ .