ليبيا – انتهت اجتماعات مارتن كوبلر بعدد من القيادات السياسية الليبية فى القاهرة قبل مغادرته الى نيويورك باصداره بياناً حول لقائه برئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح و عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق على القطراني .
و للمرة الاولى ، خلا البيان من اي اشارة تشير الى تمسك المبعوث الاممي بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق كما جرت العادة فى بياناته السابقة التى غالباً ما كانت تتمسك بنقطتين و هما المجلس الرئاسي و الاتفاق السياسي و قد اشار البيان الاخير للاخيرة دون ان يشير الى الاولى .
و أجمع كل من كان فى كواليس اجتماعات القاهرة على أن المبعوث الاممي بات يقترب من قناعة مفادها استحالة استمرار الرئاسي بشكله و بتركيبته الحالية كما أنه أخذ فى الاعتبار ان فقدان الثقة و حدة الخلافات التى نشبت بين الرئاسي و مجلس النواب من المستحيل حلحلتها بمجرد تقديم تشكيلة حكومية جديدة لا سيما و ان هناك غالبية باتت ترى ان الرئاسي قد تحول الى خصم و الى طرف من اطراف ازمة كان من المفترض ان وظيفته تتمثل فى حلها .
و كشف مراقبون واكبوا جولة القاهرة هذه عن مبادرة بدأت تنضج و قد نُوقشت خلال الاجتماعات و هي تعديل المجلس الرئاسي ليكون بعضوية رئيس و نائبين ، على ان يتم اختيار الرئيس من القائمة التى انتخبها و ارسلها نواب المنطقة الغربية فى الثالث من ديسمبر الماضي و المكونة من اربعة شخصيات على أن يُختار النائب الثاني من المنطقة الشرقية من قبل أعضاء مجلس النواب اما النائب الثالث عن الجنوب فيتم اختياره من قبل لجنة الحوار السياسي .
![ترشيحات مجلس النواب لرئاسة الحكومة التوافقية و التى تجاهلها المبعوث ليون و جاء برئيس من خارج القائمة - ديسمبر - 2015](https://almarsad.co/wp-content/uploads/2016/09/image-38.jpeg)
و بالعودة الى بيان كوبلر الذى يعكس وجهة نظر المجتمع الدولي و بقراءة بسيطة فى هذا البيان فمن الواضح ان المجتمع الدولي يتمسك بالاتفاق السياسي كإطار للحل فى ليبيا مع أخذ مطالبات و تحفظات مجلس النواب عن بعض بنوده و عن بعض شخصيات الرئاسي فى عين الاعتبار و هو ما أكده عدد من الشخصيات الذين واكبوا الاجتماعات الاخيرة فى تونس و القاهرة.
و يبدوا واضحاً ان تيار الاسلام السياسي ممثلاً فى جماعة الاخوان المسلمين و حلفائها قد تلقف هذه المبادرة و بات يرسل اشارات سلبية تجاهها عبر اصرارهم و تمسكهم بالمجلس الرئاسي بتركيبته الحالية و تلويحهم بعصا الحرب على لسان محمد صوان رئيس حزب العدالة و البناء و اشرف الشح مستشار المؤتمر العام بالحوار و هو ما يعزوه مراقبون لتمكنهم من المجلس الذى اصبحت لهم اليد الطولى به و بدا ذلك جلياً من خلال ردة الفعل الاولية الصادرة عنهم بعد سيطرة الجيش على الهلال النفطى و طرد قوات جضران منه .