ليبيا – أجرى المبعوث الأممي يان كوبيتش سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية فور عودته إلى ليبيا يوم الإثنين الماضي.
وأكد بيان صحفي صادر عن البعثة الأممية طالعته صحيفة المرصد أن كوبيتش استهل لقاءاته بالتباحث مع وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا، فيما جدد الطرفان التأكيد على ضرورة احترام سيادة البلاد.
وأضاف البيان: إن هذا الاحترام يتم من خلال الامتثال لقراري مجلس الأمن الدولي 2570 و2571 والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك سحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من دون تأخير، حسبما طلب المجلس، فيما شددت المنقوش على وجوب أن يتم هذا الإجراء في إطار واضح وجداول زمنية واضحة.
وتطرقت المنقوش إلى الحاجة لبرنامج شامل لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج للبلاد، بغية وضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة، فيما توافقت الوزيرة وكوبيتش على تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة وليبيا، بما في ذلك من خلال تيسير الدعم الإنساني للمهاجرين غير الشرعيين واللاجئين.
وبحسب البيان تم التطرق إلى سبل إعادة هؤلاء طوعًا إلى أوطانهم وإعادة توطينهم، فضلًا عن العمل على تكوين صناديق وبرامج وكالات الأمم المتحدة لضمان تقديم الدعم الإنساني والتنموي للشعب الليبي على نحو أفضل.
وأكد البيان تصدّر المناقشات التي جرت خلال اجتماع كوبيتش مع نائبي رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي وموسى الكوني الوضع الأمني الإقليمي، وأثره على الاستقرار في ليبيا، والتقدم المحرز في تنفيذ خارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي واتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح البيان أن المباحثات تناولت فتح الطريق الساحلي وسحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب وتحضيرات إجراء الانتخابات، فيما رحب كوبيتش بإنشاء مفوضية للمصالحة الوطنية مع وجوب تعيين وإدماج النساء في قيادتها، وعرض دعم الأمم المتحدة لتحقيق المصالحة الشاملة القائمة على الحقوق والعدالة الانتقالية.
وشدد كوبيتش على أن إجراء الانتخابات في موعدها أمر بالغ الأهمية لانتقال ليبيا نحو الوحدة والديمقراطية والاستقرار والازدهار، وهو ما يحتم على المؤسسات والأطراف المعنية بما في ذلك مجلس النواب الارتقاء إلى مستوى تطلعات الشعب الليبي، والإسراع في استكمال الإطار الدستوري والقانوني اللازمين.
وتوافق اللافي والكوني على أهمية توحيد الأجهزة الأمنية في البلاد لتنفيذ خارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي وخاصة إجراء الانتخابات، مع المطالبة بدعم دولي لسحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا، لتبقى المصالحة الوطنية من أولويات الرئاسة.
وبين اللافي والكوني أن عملية المصالحة سيتم تنفيذها من خلال المفوضية التي تم إنشاؤها حديثًا، وبالتعاون مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
هذا والتقى كوبيتش برمضان أبو جناح نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية لمناقشة الوضع الأمني في البلاد ولا سيما في الجنوب، خاصة في ظل التطورات الأخيرة في تشاد، ليطالب أبو جناح بدعم الأمم المتحدة لتوحيد المؤسسات لا سيما العسكرية والأمنية، وسحب المرتزقة والمقاتلين والقوات الأجنبية من ليبيا.
وبحسب البيان، تم بحث سبل تعزيز الدعم الإنساني للبلدات والمدن الجنوبية، من خلال وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها.
واختتم كوبيتش سلسلة لقاءاته بلقاء رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة لإطلاعه على زياراته الأخيرة والمحادثات التي أجريت في عواصم مختلفة، لدعم جهود السلام في ليبيا ومناقشة قراري مجلس الأمن الدولي الأخيرين وسبل تنفيذهما، بما في ذلك تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإرسال مراقبين أممين.
وأكد البيان أن الجانبين تطرقا إلى التقدم المحرز حتى الآن في العملية السياسية، والخطوات اللازمة لإجراء الانتخابات والميزانية ومجالات التعاون بين الأمم المتحدة والحكومة لدعم الشعب الليبي، فضلًا عن الوضع الأمني في ليبيا والمنطقة عقب التطورات الحاصلة في تشاد.