ليبيا – إعتبر رئيس مجلس حكماء وأعيان مصراتة ابراهيم بن غشير أن سبب تعثر المصالحة لم يعد بيد ليبيا الآن بل أصبحت “اللعبة” كما وصفها خارج أيدي الليبيين.
و أضاف بن غشير خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “زوايا” الذي يبث على قناة “الرائد” أمس الثلاثاء أن التدخل الذي حصل أفسد الود بين الليبيين و أن الخلاف القائم حالياً هو خلاف في الرؤى الذي ينتهي بمجرد الجلوس و الحوار و التفاهم معتبراً أن هذا الأمر لم يتحقق بإرادة ليبية.
و من وجهة نظره فإن المصالحة تحتاج لتفاهم وتصالح شامل بين “ثوار 17 فبراير” أنفسهم و بعض من الأشخاص الذين كانوا في النظام السابق و ممن انخرطوا فيما يسمى “جيش الكرامة” لا كما يظن البعض بأن المصالحة يجب أن تكون بين ثورة 17 من فبراير و بين النظام السابق.
بن غشير كشف عن الخطر الذي يقف بطريق المصالحة الليبية و هو ما تم الإتفاق عليه من جانب التعدد الحكومي في الشرق و الغرب التي “توقع اتفاقيات و تدير أمور كأنها هي صاحبة القرار و السيادة في الدولة الليبية و هذا هو ما عقد المشهد الآن في ليبيا و مثال ذلك جيش الكرامة أو غيره هو جيش ليبي و لكن الأمور السياسية التي ورائه و التي اتفق فيها مع الإمارات و المصريين هو الذي يعقد المشهد الآن”.
و ذكر رئيس مجلس حكماء وأعيان مصراتة خلال مداخلته العديد من المشاريع التي قدمت من أجل المصالحة و كان من بينها ملتقى الوفاق الوطني الذي تم في مصراتة و الملتقى الذي تم في غريان و طرابلس إضافة لعدة اتفاقيات و مبادرات تمت من خلال مشايخ و أعيان و قبائل كثيرة و لم ينجح شيء منها بسبب الإعتراضات التي ترد عليها من جانب الأطراف المتنازعين السياسيين.
وبشأن المبادرة التى أشار إليها “الشيخ” الصادق الغرياني وقدمت من قبل مدينة تاجوراء إعتبر بن غشير أنها مبادرة كاملة تغطي جميع جوانب الحياة في ليبيا و كذلك المؤسسات كلها معرباً عن آماله بأن تلقى قبول عند الليبيين و تكون هي الحل.
و تابع بن غشير قائلاً أن ما يسمى بالتدخل الخارجي و الإتفاقيات التي حدثت ما بين مجلس النواب و مصر و السودان و الإتفاقيات التي أبرمها السراج مع بعض الدول الأوروبية كل هذه الأمور عقدت المشهد في ليبيا.
و أشار رئيس مجلس حكماء وأعيان مصراتة إلى ما يتم تداولة من أخبار بأن جزء من المنطقة الشرقية قد قطع لمصر معتبراً أنه لو كانت المعلومة صحيحة فإنها كارثة كبيرة و تعدي خطير داعياً الليبين بضرورة إيصال هذا الأمر إلى مجلس الأمن ضد الحكومة المصرية و من ساعدهم على ذلك.
و رحب بن غشير بالأشخاص الذين يريدون الوقوف مع لليبيين من أجل قيام الدولة الحدثية الديمقراطية التي تقوم على التدوال السلمي للسلطة و يكون أساسها هو التشريع الإسلامي و يكون الجيش و الشرطة أداة لتأسيس نظام الحكم و بناء المؤسسات و القواعد السليمة و دستور يرضي الجميع.
و أكد بن غشير على أن التدخل الخارجي لو لم يجد من يستقطبه داخل ليبيا لا يستطيع أن يفعل شيء وأضاف قائلاً:”من حق الغرب أن يرعى مصالحه و السعي ورائها و لكن على الليبيين ايضاً أن يراعوا مصالح وطنهم و أن لا يفرطوا فيه”، مبدياً عدم إتفاقه مع كثير من السياسيين في ليبيا لتفريطهم الحقوق الليبية و عدم إتخاذهم وسائل العلم و السياسة في أبسط أعراف القانون الدولي و المعاهدات و الإتفاقيات الدولية.
و إتهم رئيس مجلس حكماء وأعيان مصراتة الجيش بعدم ولائة لله والوطن قائلاً:”الجيش القائم الآن لا يقدم ولائه للدولة و لا لله و إنما ولائه لشخص يعبدونه و يقولون نموت ويحي هو و هذا أمر غير مبشر بخير على ليبيا”.