ليبيا – سلط تقرير ميداني نشره معهد صحافة الحرب والسلام الضوء على ورشة تدريبية نظمها شريك للمعهد استجابة لاحتياجات النساء في ظل تفشي كورونا.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أشار إلى أن الورشة تأتي في ظل الصراع المستمر في البلاد وتنظمها مجموعة “لأجلك يا ليبيا” التي استضافت العشرات من الشابات ممن ابتكرن تطبيقا للمساعدة في مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وتابع التقرير إن هذه النساء تمكنت أيضا من ابتكار تطبيقين آخرين لدعم التعليم المنزلي للأطفال وتمكين رائدات الأعمال من تسويق منتجاتهن عن بعد مبينا إن ارتفاع مستويات التعليم وانتشار استخدام الإنترنت لم يمكن النساء في الحصول على التمثيل الخاص بهن في مجال التكنولوجيا الفائقة في ليبيا.
وأضاف التقرير إن إحصاءات وزارة العمل والتأهيل بحكومة الوحدة الوطنية تبين أن نسبة خريجات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الباحثات عن عمل أعلى بكثير من نسبة الرجال رغم أن احتمال عثور النساء فعليًا على عمل في هذا القطاع أقل بكثير.
وقالت متحدثة باسم المجموعة:”المشكلة ليست في الوصول للتعليم ولكن في العوامل العديدة التي تؤثر على وصول المرأة للعمل فالتقاليد المحافظة غالبا ما تحد من حريتها العملية في عدد من المجالات ولقد رأينا أنه في التعامل مع الصراع والوباء تعد التكنولوجيا أداة يمكنها الإسهام بشكل كبير بدعم نساء المجتمعات المحلية”.
وتابعت المتحدثة بالقول:”يمكن للتكنولوجيا أن تلعب دورا مهما في النشاط الاقتصادي للشابات الليبيات ومع نمو القطاع يمكن أن ينمو وصول المرأة للقوة الاقتصادية وأن تكون المساواة في فرص العمل بهذا المجال ذات قيمة كبيرة وتكتسب صناعته مصداقية في خلق واستدامة الوظائف المربحة للنساء”.
واختتمت المتحدثة قائلة:”إذا تم تزويد النساء في المجتمع بالتوجيه والخبرة العملية فإن شركات التكنولوجيا ستدرك القيمة التي يجب أن تقدمها هؤلاء النساء وستكون أكثر عرضة لتوظيفهن ويؤثر هذا على النساء على جميع المستويات لا سيما مع ارتفاع معدل استخدام الإنترنت في ليبيا.
أما سجى خريجة الكمبيوتر البالغة من العمر 22 عاما فقد قالت إن عمليات الإغلاق المتكررة أدت إلى تفاقم العنف المنزلي بشكل واضح فتأثير الوباء هو السبب الأكثر أهمية الذي دفعها إلى اختيار العمل في مساحة آمنة لأن فكرة التطبيق هي الحد من العنف ضد المرأة في المجتمعات المحلية”.
وتابعت قائلة:”كثير من الناس يجهلون معنى العنف وأنواعه لذلك حاولنا تقديم عدة تعريفات للعنف وأيضا في حالة حدوث عنف ليس لدى معظم الناس أي فكرة عن المكان الذي يجب أن يذهبوا إليه أو من يمكنهم استشارته لذلك قمنا بتضمين محتوى تفاعلي في التطبيق حول الاستشارات القانونية والأماكن”.
وأضافت سجى بالقول إن من بين هذه الأماكن مراكز الشرطة على سبيل المثال التي يمكن للضحية اللجوء إليها فضلا عن تضمين أرقام الهواتف التي يمكن الاتصال بها في حالة حدوث عنف والمستشارين القانونيين الذين يمكنهم التعامل مع الموقف.
وبينت سجى أنها تأمل في أن يتم توسيع التطبيق الذي لا يغطي حاليا سوى منطقة طرابلس الكبرى في المستقبل ليشمل البلاد بأكملها بعد أن أثبت التدريب نجاحه بشكل خاص في تعزيز مهاراتها وثقتها بنفسها وقاد لتعلمها لغات برمجة جديدة ستساعدها في العمل على العديد من القضايا.
وقالت سجى:”الشيء الآخر الذي أحببته أثناء التدريب هو أن كل مشارك كان يشارك الأفكار أثناء العصف الذهني وكان هذا مذهلا واكتشفت في نفسي أشياء لم أكن أعرفها من قبل” فيما تم استطلاع رأي أبرار أيضا ذات الـ24 عاما وكان للوباء تأثير على تعليمها.
وأوضحت أبرار أنها كانت في السنة الأخيرة من دراستها في تكنولوجيا المعلومات في جامعة طرابلس فيما أدى تعليق الدراسة إلى تأجيل تخرجها مبينة إن تصميم التطبيق الذي عملت عليه يأتي لدعم الأطفال في سن الابتدائية الذين تعطلت دراستهم أيضا بسبب الإغلاق المتكرر فضلا عن النزاع المسلح.
وتابعت أبرار قائلة:”حلمي هو إدخال التكنولوجيا إلى التعليم وهدفي هو جعل الأطفال يحبون تجربة التعلم ومساعدة الأمهات على استخدام أدوات جذابة أثناء تعليم أطفالهن قد تقدم التكنولوجيا طريقة تعليمية بسيطة وسهلة الاستخدام لا تساعد الأطفال على التعلم فحسب بل تعزز أيضا التواصل بين الأمهات وأطفالهن”.
وأضافت أبرار بالقول:”على الرغم من أن محتوى التطبيق كان يعتمد على المناهج الرسمية إلا أنه يهدف إلى التثقيف من خلال الألعاب والقصص وفريق المكون من 4 فتيات حاولنا تخيل أننا كنا أطفالا أثناء تطوير التطبيق حتى نكون على دراية بأساليب التعلم الأكثر جاذبية ومتعة”
وبينت أبرار بالقول:”أفضل شيء في التدريب كان العمل بمجموعات والتواصل وتكوين صداقات جديدة وبفضله أشعر بقدرة لتطوير أي تطبيق آخر بمفردي وأريد المضي قدما في تطوير تطبيق تعليمي يستهدف الأطفال الأصغر سنا فالتكنولوجيا سلاح ذو حدين وأريد استخدامها لجعل تجربة التعلم أكثر إثمارا وتسلية”.
ترجمة المرصد – خاص