المرصد – خاص | لطالما كان هذا الوصف صفة لكرم ” البوادي ” و طيبهم الذي يتحدث عنه كل الليبيين، فبمرور الزمن، ومنذ أن كان الليبيون يسافرون بالدابة، وحتّى وصل إلى عالمنا المعاصر و ركبوا السيارات و الطائرات.
فكان المسافر من برقة إذا سافر طرابلس أو فزّان لزيارة قريب أو نسيب أو صديق، أو حتى لتأدية المصلحة، كان يحرص على أخذ العسل معه أو اللبن، كهديّة تعبّر عن كثرته في إقليمه الجغرافي ، كما هو الحال للمسافر من إقليم طرابلس الليبي، و لكنه كان يحمل زيت الزيتون والبرتقال، و لا ينسى طبعا المسافر من إقليم ليبيا الجنوبي ” فزّان ” أن يحمل معه التمر و المانجا.
هذه هي الهدايا التي يحملونها أو يرجعون منها من إقليم إلى إقليم آخر، عندما كانت البساطةُ و عدم التفريق تعيش بين الليبيين.
أخيراً – وكما يعلم الجميع – فبعد أحداث فبراير 2011، تصدّرت المشهد مجموعة كبيرة، ممن توزع صكوك الوطنية كيفما تشاء، وخصصت دفاتر الصكوك هذه لنفسها، و تسترت بالدين، بل وفي بعض الأحيان تحكم بالكفر و الفجر على عباد الله المسلمين.
و للأمانة ، لا ننكر بأن هذه المجموعة من كل الأقاليم، فعندما يتم اعتماد جهة تشريعية، أو تنفيذية، فمن الطبيعي أن يتم إقرارُها في العاصمة التي تعبت من السياسة و إرهاقها.
نجدُ من يرتدي تلك البدلة – كالبدل التي كان يرتديها أولائك – و ذلك الحذاء الذي يلمع ” كندرة تلصف ” ويركب المواصلات و في يده شنطته السامسونايت، ليصل إلى ما يستطيع الوصول إليه من مواصيل يسعى لها.
المجموعات التي تنادي بالإنفصال قلة، و لكنها تتواجد في كافة الأقاليم، و في برقة أصواتهم عالية قليلاً ، و بمجرد أن يرو أحد أبناء ذلك الإقليم الليبي في الشرق ، صالحاً أم طالحاً يتوجّه إلى طرابلس، يصفونه بهذه الصفة ” شيّال عسل”.
حزنت على استخذام هذا الوصف، في محل ليس له ، فلطالما أهديت العسل الجبلي ، بالزعتر و السدر و الحنون و غيره من أنواع، لأصدقاء من ليبيا و خارجها، و لكن يبدو أن قلة قليلة تودُّ أن تغيّر ما لا يتغير في تاريخنا و عاداتنا، و لكن من كثر التكرار أصبح البعض يتحفظ، بل و يخاف من هذا الوصف .
لهذا أكرر ” شيال عسل و أفتخر ” بكرم أجدادي و أهلي ، من كل الأقاليم الليبية.
مالك الشاردة
عمٌان – 3 أبريل 2016
لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم الادبية لصحيفة المرصد على البريد الإلكتروني التالى :