ليبيا – علق عضو مجلس الدولة الاستشاري منصور الحصادي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين على كلمة رئيس حكومة الوحدة الوطنية قائلًا: “نحن ما نخاف منه، ولدينا تخوف أن نعود للمربع الأول وهو مربع الانقسام والتشظي والمناكفات والحكومات الثنائية، والاستمرار في الانقسام المؤسساتي، وهذا لا يخدم الحالة الليبية في أي حال من الأحوال، نحن على مرمى حجر من الانتخابات وينبغي على المجلس الرئاسي وحكومته أن يتماسكوا أمامنا أقل من 60 يومًا، ويفترض أن نذهب لانتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 من ديسمبر”.
الحصادي قال خلال مداخلة عبر برنامج “حوارية الليلة” الذي يذاع على قناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا وتمولها قطر أمس الأربعاء وتابعته صحيفة المرصد: إن ما يحدث في حكومة الوحدة الوطنية شيء غير مقبول ومرفوض؛ لذلك على الحكومة التماسك من أجل الوصول للانتخابات ومعالجة عدة ملفات قبل الوصول لـ 24 من ديسمبر بكل أمان واستقرار.
وأردف: “ما يقومون به من تراشقات لا يخدم الوطن وليبيا وفزان وطرابلس وبنغازي، دائمًا ما أقول العبرة ليست بالأرقام لكن بحسن الاختيار، ليس لدي مشكلة أن تكون الحكومة كلها من طرابلس أو فزان أو برقة إذا كانت الاختيارات والمعايير صحيحة وجاء المسؤول ليقدم خدمة للوطن ولكل الشعب الليبي، المشكلة كانت في سوء الاختيار من حكومة الوحدة الوطنية، الدبيبة قال أنا لم أختر الحكومة، بل اختار وزيرين، وهو الآن ربما يدفع ضريبة عدم اختياره للحكومة التي يريد أن يعمل بها في ليبيا ويحقق الاستقرار”.
كما أضاف:” أنا لا أريد أن أتحدث باسم الحكومة، أؤكد أن الاختيارات لم تكن بالطريقة الصحيحة ولم تستخدم الطريقة العلمية ولا المعايير الديمقراطية في اختيار العديد من الوزراء، وأقول إن برقة أكبر من أن تكون عوالة عند أي شخص ولا تنطلي عليها الحيلة، لا يمكن المتاجرة ببرقة باسم الجهوية والمحاصصة، المواطن الليبي في برقة وطرابلس وفزان يبحث عن خدمة وعمن يرفع عنه المعاناة والأمن والأمان”.
وأكد على أن محاولات إدخال البلاد في نفق المحاصصة والجهوية أمر غير مقبول ولا يبني دولة، مشيرًا إلى أنهم دافعوا وخرجوا في “ثورة 17 من فبراير” وفي “عملية بركان الغضب” للدفاع عن ليبيا وديمقراطيتها والمسار السياسي ومدنية الدولة، والتي تعني دولة المواطنة ودولة الحقوق والواجبات والشفافية والوضوح، خاصة أنه لا توجد دولة دخلت في نفق المحاصصة وخرجت منه بخير؛ لذلك يجب على الشارع البرقاوي عدم الانجرار وراء قضية الجهوية والمحاصصة، مع المطالبة بحقوق برقة وفق مشروع حقيقي بعيدًا عن الابتزاز والمصالح الشخصية الضيقة.
وتابع: “نحن نحتاج لوزن المعادلة ليكون المخرج صحيحًا. نعم هناك مركزية أنانية وجهوية ابتزازية ونحن في ليبيا لا نريد المركزية ولا المحاصصة هذه. من الواضح أن الخلاف على الصلاحيات والمال هذا أمر موجود، لكن لو هناك أجهزة رقابية قوية لقلمت أظافر كل الفاسدين في ليبيا وخاصة من تولوا مناصب تنفيذية، لدي ملف لا بد من إثارته، حسين القطراني يثير قضية برقة وحقوقها وهو ابن برقة وقبيلة العواقير، نسي وتجاهل ملف المصالحة الوطنية والمهجرين من برقة الموجودين غرب ليبيا، وعبد الحميد الدبيبة المهجرون موجودين على مرمى حجر من وزارته ويعانون الأمرين وتقولون عندي 20 وزيرًا و 30 سفيرًا، هذا عبث، كنت أتمنى من الدبيبة طالما أنه تحدث بالنسب أن يذكر الـ 30 سفيرًا من أي دائرة ومدينة؟ وكذلك الوكلاء وكيفية اختيار هؤلاء؟”.
الحصادي نوّه إلى أن عدم توافق الجسمين مجلسي الدولة النواب على مسألة الانتخابات مشكلة؛ فكل من هم في المشهد غير جادين في قضية الانتخابات، لافتًا إلى أنه من منحهم هذه الفرصة هو ملتقى الحوار السياسي الذي ربما لو تماسك وتفاهم كما استطاع أن يولد وأن يجد سلطة تنفيذية لا قاعدة دستورية، وقانوني الانتخاب عوضًا عن فشل مجلس الدولة والنواب، لتم التوجه لانتخابات 24 من ديسمبر؛ لذلك ينبغي على حكومة الوحدة الوطنية والرئاسي البعد عن المناكفات والعمل على عن رفع المعاناة.