فتحي المجبري

المجبري : هناك أطراف تسعى لإفشال مشروع الوفاق الليبي لتبقى متخندقة إلى آخر لحظة

ليبيا – وصف عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فتحي المجبري البيان الصادر مؤخرا عن اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي بتتويج لمجموعة من الخطوات والجهود المستمرة من اللجنة المشكلة برئاسة الفريق حجازي وبتوجيه من الرئيس السيسي.

المجبري أكد خلال إستضافته في برنامج “مساء DMC” الذي أذيع أمس الأربعاء عبر قناة “DMC” المصرية أهمية التمسك بثوابت حرمة الدم الليبي ومدنية الدولة وبناء مؤسساتها ومحاربة الإرهاب ومواصلة الحوار بين الأطراف الليبية مشيراً في الوقت ذاته للتحول الكبير الحاصل في سير تطورات الأزمة والمتمثل بزيارة وفد يمثل مجلس الدولة إلى القاهرة التي تلعب دور الوسيط في تقريب وجهات النظر المختلفة .

وأعرب  المجبري عن خيبة الأمل إزاء عدم تحقق اللقاء المتوقع بين الأطراف المعنية لحل الأزمة الليبية لإنهاء حالة الإنقسام السياسي الذي تعيشه البلاد وبأنه كان من الضروري تجاوز الخلافات بين هذه الأطراف وعدم الحكم على المبادرة المصرية بالفشل والسوداوية على حد تعبيره مشيراً إلى أمنياته بأن تتوج جهود المبادرة المصرية لحل الأزمة لاسيما بعد أن حازت مصر على ثقة الفرقاء الليبيين ومثلت بصيص الضوء في النفق المظلم الذي تعيشه ليبيا لكون الرئيس السيسي والشخصيات السياسية المصرية يولون إهتماماً لمساعدة الليبيين لتحقيق الأمن والإستقرار.

وأضاف بأن هنالك أطراف ليبية تتوجس من الوساطة المصرية في الشأن الليبي ما يمثل رسالة واضحة للسلطات المصرية لبذل المزيد من الجهود لحل الأزمة الليبية وعدم الإلتفات للخطاب المحبط على حد تعبيره عاداً في الوقت ذاته مسألة إجراء إنتخابات تشريعية ورئاسية مطلع العام المقبل مكسباً حقيقياً ما يحتم على الشعب الشعب الليبي التمسك بهذه المسألة لتحقيق التداول السلمي للسلطة وبناء دولة ديموقراطية شريطة عدم إتخاذ مسائل القضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن والإستقرار بديلاً  عن المسار السياسي الذي يجب أن تقوم به السلطة المتمثلة بحكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب عبر تمهيد الأرض لإجراء هذه الإنتخابات وإنهاء الصراع وتحقيق السلام .

وأكد المجبري على عمق العلاقة الاستراتيجية بين مصر وليبيا ومحوريتها في حل الأزمة الليبية ووحدة شعبي البلدين وتقديم الدعم والمساندة لبعضهما البعض على مر التأريخ لاسيما إبان مرحلة مقاومة “الإستعمار الإيطالي” لأن مصر تمثل الشريان المغذي للمقاومة الليبية فيما سعت ليبيا لتوحيد الأمن القومي المصري ولم تشكل حدودها الغربية أي هاجس أمني لمصر في السابق بل مصدر خير وإستقرار مستدركاً في ذات الوقت بالإشارة إلى ماشهدته الأوضاع الأمنية في ليبيا بعد ثورة 17 فبراير من أختلال وحالة أمنية رخوة أدت لإنفلات الأمن في الحدود ودخول الإرهاب والتطرف وزيادة معدلات الجريمة المنظمة لتصبح مصدر قلق للسلطات المصرية.

وتطرق المجبري إلى ما أكده رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج بشأن إستمرار الجهود لمواصلة مشروع الوفاق الوطني وعبر بيان واضح صادر عن المجلس بهذا الشأن مشيراً إلى أن عملية بناء الثقة في ليبيا تحتاج إلى مجهودات كبيرة في ظل وجود حالة من القلق تسود الأطراف الليبية.

وأشار المجبري إلى حاجة أي شيء يتم التوافق بشأنه إلى إضفاء الصيغة الرسمية والملزمة عليه من قبل الأطراف الفاعلة المهمة والمتمثلة بمجلس النواب ومجلس الدولة قبل التوقيع عليه مؤكداً في الوقت ذاته وجود إستحقاق كبير أمام قيادة الجيش والبرلمان كمؤسسة حاضنة لتلك القيادة لإحداث الوفاق الوطني وإنشاء مؤسسة عسكرية واحدة تحت سلطة وطنية واحدة تجمع الليبيين لمستقبل أفضل فيما ينتظر من القيادة العسكرية تفهماً أكبر لأهمية هذا الإستحقاق.

وشدد المجبري على ضرورة عدم إغفال جهود الجيش وإستحضار تجربته في المنطقة الشرقية قبل بناء نواة القوات المسلحة لاسيما بعد أن إستطاعت عملية الكرامة مكافحة الأرهاب وإقتربت من تحرير مدينة بنغازي بالكامل فيما ضربت مدينتي سرت وصبراتة أمثلة أخرى على مكافحة الإرهاب مشيراً في الوقت ذاته إلى حاجة ليبيا لقيادة حكيمة تطمئن الأطراف المختلفة على مستقبلها السياسي خلال حكمها على حد تعبيره.

وحذر المجبري من وجود أطراف خارجية تعمل على تغذية الإرهاب في ليبيا وللتدخل في شؤونها وتقسيمها وعبر إستقطاب إقليمي فضلاً عن وجود أطراف تسعى لإفشال مشروع الوفاق الليبي لتبقى متخندقة إلى آخر لحظة بالإضافة إلى مخططات خارجية لإحداث الفوضى في الوطن العربي لاسيما في ظل ما يحصل في العراق وسوريا مبيناً بأن هذه المخططات ليست من ضمن خيارات الليبيين ولا مستقبل لها في ليبيا على حد وصفه.

Shares