ليبيا – أكد المرشح الرئاسي الليبي بشير الأحمدي أحد قادة حراك طرابلس المطالب بإسقاط الأجسام السياسية كافة وإجراء الانتخابات، أنه لم يبق أمام الليبيين سوى خيار النزول إلى الشارع ومحاولة إنقاذ البلد ووقف هذا العبث بمقدراته، وتغيير المشهد السياسي الذي يزداد سوءًا.
الأحمدي وفي حوار مع موقع “إرم نيوز”، قال: “لا يخفى على أحد سوء الوضع السياسي في ليبيا نتيجة عبث الساسة بمصير الوطن، والتدخل المباشر للعديد من الدول وفرض رؤيتها للحل بما يتماشى مع مصالحها، ودعمها للأطراف التي تسعى من خلالها لتمرير أجندتها، وبالتالي فهذه الفوضى السياسية التي تجتاح البلد هي نتيجة لكل السياسات المتداخلة في المشهد الليبي”.
واعتبر أن الوضع المعيشي ليس بأفضل من الوضع السياسي، بل هو انعكاس لفشل كل السياسات التي مرت على البلد، وكانت نتيجتها تفاقم الوضع المعيشي وتدني مستوى الخدمات وبعثرة للمال العام وحالة فساد تجتاح النخب السياسية، في ظاهرة تكلم عنها الكثيرون، ولهذا وجب التحرك لإنقاذ البلد.
وكشف الأحمدي أن هناك معلومات مؤكدة عن حدوث اعتقالات في صفوف المتظاهرين، بل إن تيار بالتريس الشبابي اضطر لإلغاء المظاهرات بسبب عدم الحصول على موافقات أمنية.
واستنكر الأحمدي اعتقال المتظاهرين، مطالبًا مكتب النائب العام بالتحقيق في ملابساتها وإطلاق سراح كل المعتقلين الذين خرجوا رافضين لكل الساسة المتصدرين للمشهد، وعبروا عن رفضهم لكل الأجسام التي يمثلونها.
واعتبر أن اللغة التي يتكلمها تيار بالتريس بنزوله إلى الشارع هي اللغة ذاتها التي تخيف متصدري المشهد، وبالتالي كانت هناك محاولات متلاحقة لإغراء التيار وابتزازه وترهيبه بالاعتقالات وعدم إعطاء الموافقات اللازمة للتظاهر، وكلها أساليب اتبعت لمحاولة إفشال تواصل المظاهرات ووأد أي محاولة للمطالبة بالتغيير.
وشدد على أن خطوة المجلس الرئاسي بطرح خطة عمل تعالج الانسداد السياسي غير مجدية، وللاستهلاك المحلي؛ لأن المجلس الرئاسي للأسف ومنذ ولادته لم يشتغل بمفهوم قيادة الدولة وإنقاذها، وربما تم تقييده ومحاربته وتحجيم دوره، وهذا ما سمعناه من أعضائه، وبالتالي لن يستطيع القيام بهذه الخطوة التي نعتقد أنها تحتاج إلى إرادة وشجاعة لا يمتلكها أعضاء المجلس، وبالتالي من الواجب إسقاط كل الأجسام التي أسهمت في تعميق الأزمة.
وأشار إلى أن العديد من المبادرات التي كان من الممكن أن تحدث فارقًا في العملية السياسية في ليبيا لم تجد طريقها للتطبيق؛ لأنها ببساطة ستسقط الكل وتحدث تغييرًا شاملًا في كل هذه الأجسام المتمسكة بالسلطة.
وختم الأحمدي بالقول: “من هذا الباب نعتقد أن الأزمة الليبية تحتاج إلى فهم الأسباب التي أدت إلى هذا الانحراف الواضح في الطريق المؤدي إلى قيام الدولة، ونعمل حاليًا كمجموعة من المترشحين للانتخابات الرئاسية على إحداث حل جذري في الأزمة الليبية يعالج القصور في مسألة تأسيس الدولة”.