جويلي: منع الحكومة المكلفة من البرلمان من ممارسة عملها من العاصمة أمر خطير جدًا

ليبيا – قال أسامة جويلي آمر غرفة العمليات المشتركة التابعة للمجلس الرئاسي السابق إن الوضع متور جداً منذ فترة طويلة من منح الثقة للحكومة الجديدة وهناك مجموعة وتيارات ومجموعات مسلحة يستخدمون القوة لمنع الحكومة من ممارسة عملها من العاصمة.

جويلي اعتبر خلال تغطية خاصة أذيعت على قناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا وتمولها قطر الأربعاء وتابعته صحيفة المرصد أن هذا ليس موضوعًا بسيطًا بل هو خطير جدًا وينسف كل جهود السنوات الماضية في سبيل تحقيق دولة مدنية يتم فيها التداول السلمي على السلطة.

وأضاف: “الطرف الآخر استخدم القوة لمنع الحكومة من دخول العاصمة وممارسة مهامها، وطالما استخدمت القوة سنلجأ للقوة لمنع هذا العمل”.

وأشار إلى أن عبد الحميد الدبيبة يستطيع أن يسلم وهناك انتخابات رئاسية وممكن أن يكون رئيسًا لليبيا في المرحلة القادمة وهذا هو الحل ولا غيره بحسب قوله.

كما استطرد حديثة: “بالنسبة لي لم أتواصل مع الرئاسي وبصفته القائد الأعلى يفترض أن يكون قائدًا أعلى لكل القوات في ليبيا، بالنسبة لي ألتزم بكل التعليمات، والتزمت بها وأعتقد جربت واتخذت قرارات لو أتت تجاه شخص آخر لقلب الدنيا رأسًا على عقب، لكن عندما يبدأ الأمر يتعلق بالمبادئ بالمسار الذي هو الدستوري، في هذا الحالة من مهمتي كعسكري أن أحفظ المسار”.

وفيما يلي النص الكامل:

 

س/ التحشيد، الكل متوجس مما تشهده العاصمة طرابلس، وهناك حديث عن اجتماع وانسحاب عدد من القوات وعودتها لمقراتها والاتفاق على عقد اجتماع آخر السبت القادم، وصفك للوضع على الأرض؟

لا شك أن الجميع يراقب الوضع على الأرض المتوتر جدًا، وهذا من فترة طويلة من منح الثقة للحكومة الجديدة هناك مجموعة وتيارات ومجموعات مسلحة يستخدمون القوة لمنع الحكومة من ممارسة عملها من العاصمة، وهذا ليس موضوعًا بسيطًا بل هو خطير جدًا، ينسف كل جهود السنوات الماضية وما خضناه من حروب ومن مآسٍ وتهجير في سبيل تحقيق دولة مدنية يتم فيها التداول السلمي على السلطة، بنسف المبدأ، وبالتالي هذا السبب الرئيس، وبالتالي الأوضاع متوترة جدًا.

 

س/ المشكلة سياسية، لماذا اللجوء للقوة؟ تحولت الأزمة المركبة جزء منها عسكري وأمني.

وارد إذا كانت الأطراف تتشبث بموقفها، هناك حكومة تم تشكيلها ومنحها الثقة، خطوات متعارف عليها من خلال تزكيات من مجلس الدولة وعن طريق مجلس النواب، وليست في مسار نموذجي، لكن في ظل الظروف التي نحن فيها، مسار مقبول شأنها كالحكومات السابقة ويجب تمكينها بسلام ودون عنف، وإن كان هناك تيار رافضها يستطيع أن يتبع نفس المسارات ويحشد جهوده بأي طريقة بالإقناع او الرشوة المهم يتبع المسار المتعارف عليه ويغير، نحن لا ندافع عن أشخاص بل مبدأ أن الوصول للسلطة سواء الحكومة أو الرئاسة يتم بالطرق السلمية المتعارف عليها. كل واحد يضع قواعد خاصة فيه هذا مرفوض كما حدث مع الدبيبة وصل للحكم عن طريق مسار بعثة الأمم المتحدة واختاروه الـ 75 وتم التصويت وشابه ما شابه من اتهام للرشوة وغيره.

الطرف الآخر استخدم القوة لمنع الحكومة من دخول العاصمة وممارسة مهامها، وطالما استخدمت القوة سنلجأ للقوة لمنع هذا العمل.

 

س/ في حال لجأ الطرفان للعمل العسكري وأنت رجل عسكري وتدرك المسألة، ألن يدفع المدنيون بالدرجة الأولى نتيجة الصدام؟

مفروض ألا يكون الخيار بين طرفين بل أن يكون بين فئتين من المجتمع، الناس المهتمة بحماية الدولة المدنية والتداول السلمي على السلطة، إذا كانت مقتنعة بهذه المبادئ وقامت بثورة لأجلها يجب الكل أن يدافع ليس الجويلي وفلان وعلان؛ لأن هذا مبدأ وإن كانت الناس غير مقتنعة ممكن يبايعوا الديكتاتور أو الملك أو إمبراطور أو أي خيار آخر وننهي قصة التداول السلمي على السلطة، الذي يصل انتهى الموضوع.

الحكومة ومجلس النواب عندي عليهم اعتراضات كثيرة كأي ليبي، ولكن أقبل بالنتائج في هذا المسار مهما تكون وجهة نظري.

 

س/ اجتمعتم ليلة البارحة، ماذا جرى في الاجتماع؟

الاجتماع عقد لأنه في المدة الماضية أطراف عدة نعرف أنها حريصة على استقرار البلد وعدم الانجرار وراء الحروب؛ لأن الكل يعرف نتائجها ومآسيها ومن بينهم مجموعة من التشكيلات المسلحة والقادة وعندي بهم علاقة وطيدة كل الأطراف كان هناك اقتراح لعقد الاجتماع حتى لا تتدهور الأمور وتصل لصدام مسلح؛ لأنه إذا بدأ الصدام المسلح سينتشر ولن نسيطر عليه، وبالتالي رحبنا بالاجتماع وتم لثلاث ساعات استمعنا فيه لاعتراضاتهم على الحكومة وهي متعددة، هناك من يتهمها أنها صفقة مع حفتر، ومن يتهم الحكومة أن عندها تخوفات بعد أن يصل باشاآغا نظرًا لتجربتهم السابقة في الداخلية يصفهم بالمليشيات ويتخذ ضدهم إجراءات انتقائية وليست مهنية.

الاعتراضات هذه لجزئين، ناس عندها منافع ومصالح وأموال تحصل عليها وتريد الحفاظ على هذا، وناس بالفعل عندها مخاوف حقيقية يعني يرى أنه ربما يكون فيه خطورة على حياته وغيره، وناقشنا هذا بشكل مطول وعندما يكون العدد كبيرًا من الصعب أن تخرج بنتائج، وتم الاتفاق على خفض التصعيد للاجتماع القادم يوم السبت، لأنه ليست كل الأطراف حاضرة، هو تيار واحد الحاضر الذي تم تحشيده في المطار، وأنا بسببه باشرت بالانتشار والاستعداد للعمليات العسكرية وسحبنا القوة على أمل في اللقاء القادم الناس تحكم عقولها ونصل لحل.

 

س/ ماذا تتوقع أن يكون في اللقاء القادم؟

في وجهة نظري وأرى الأمور بشكل بديهي ولا تحتاج لتفكير وتخطيط، الحكومة تم انتخابها وحكومة انتهت مدتها وفق خارطة الطريق، وفق كل المعايير ويتم لجنة استلام وتسليم مفروض حتى في احتفالية يسلمون ويخرج، وهذا الحل كما سلم السراج وبما معه باشاآغا عندما كان وزير الداخلية سلم وبكل سهولة ويسر وغادر ولم تكن نهاية حياته.

الدبيبة يستطيع أن يسلم وهناك انتخابات رئاسية وممكن أن يكون رئيسًا لليبيا في المرحلة القادمة وهذا الحل ولا غيره.

 

س/ هل ما هو مطروح على طاولة النقاش مسألة تسليم السلطة للحكومة المكلفة من مجلس النواب؟

نعم وطرحنا في فترات سابقة ومع مجموعات أخرى، وقلنا لهم خلوا الحكومة تدخل طرابلس بشكل سلمي، وتأخذ الأماكن من طرابلس وبعدها نرى إذا تم الاعتراف بهذه الحكومة لتمارس عملها، وإذا لم يعترف بها ممكن أن تبحث الناس عن حلول أخرى، لكن أن تمنع الحكومة من الدخول كما حدث في الصخيرات، هذا شيء غير مقبول.

 

س/ هل تتوقع أن اجتماع السبت يمكن أن يفضي للوصول إلى تفاهمات؟

ليس أنا من يفصل أو فلان أو علان فيه، الليبيون اختاروا، خلال 11 سنة عندك الحكومة توصلها بطريقتين إما مجلس النواب وهذه الطبيعية وبغض النظر عما يشوب مجلس النواب. كيف الدبيبة يمشي لسرت ويأخذ منه الثقة إن كنا لا نعترف بمجلس النواب؟ من الأول لا تعترف به وأنه أصبح جسمًا باطل الولاية ولا تتعامل معه، ولكن في مرحلة معينة نمشي له ونقدم الحكومة ونأخذ الثقة ونتعامل معه وفي مرحلة معينة نقول هذا لا ينفع ،لا أعتقد أن الكلام سيؤدي لنتيجة.

 

س/ يفترض أن هناك قائدًا أعلى للجيش الليبي تقع تحت إمرته وتبعيته كل القوات العسكرية من الطرفين، ما موقف القائد الأعلى؟

بالنسبة لي لم أتواصل معه، والمجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى يفترض أن يكون قائدًا أعلى لكل القوات في ليبيا، والأحداث في ليبيا وما يحدث في طرابلس والمنطقة الغربية أعتقد أن الصراعات الدامية المسلحة لم تتوقف خلال رمضان وبعده، هل سيتخذ قرارًا الآن؟

بالنسبة لي ألتزم بكل التعليمات، والتزمت بها وأعتقد جربت واتخذت قرارات لو أتت تجاه شخص آخر لقلب الدنيا رأسًا على عقب، لكن عندما يبدأ الأمر يتعلق بالمبادئ وشيء بالمسار الذي هو الدستوري، في هذا الحالة من مهمتي كعسكري أن أحفظ المسار.

نتحرك عندما تبدأ قضية أهداف الثورة التي من أجلها دخلنا في كل هذه المآسي تضيع ببساطة، نعم هنا نتحرك كما تحركنا ولو نخضع للتعليمات المطلقة لم نخرج حتى على القذافي.

 

س/ مسألة الآثار الجانبية للصدام العسكري ووقوع ضحايا بين المدنيين تقول إنها محل مراعاة، ولكن في النهاية لا خيار لكم إلا الدخول في المواجهة على اعتبار الطرف الآخر بدأ بالقوة؟

قلنا وعرضنا من بداية الأزمة أن الحكومة تدخل بطريقة سلمية وتمارس عملها وتستلم بطريقة بسيطة، وإذا كان هناك شيء يتم تغييره بالطرق المعتادة نغيرها، ولكن استخدام القوة مرفوض ولا نقبل به.

 

س/ ألا تخشى اليوم وأنت بصفتك وتاريخك أن الإقدام على الخيار العسكري يهدر كل ما قدمت من أجله التضحيات؟

هل نبقى جامدين وننتظر حتى يرضى الدبيبة ويأتي مجلس النواب المنتخب ويختار، هذا يجافي المنطق؛ لأن الحكومة انتهت مدتها بكل ما فيها سواء حسنات أو سيئات، تسلم بطريقة سلمية ومفروض أن يكون هناك احتفالية.

خيار الانتخابات ومبدأ الانتخابات من أساس مبادئ فبراير، وأنا شاركت فيه وكنت حريصًا أن أشارك في انتخابات البلدية والدستور والمؤتمر الوطني وهذا أساس، ولكن كيف نصل له؟ نؤيد كل المسارات والمساعي للانتخابات، ومفروض أن يكون هناك انتخابات شعبية للضغط على هذه الأطراف المتمسكة بمطالبة ونؤيدها بقوة. وفي حال وقع صدام عسكري من يتحمل المسؤولية في هذا الحال من تعنت ورفض تسليم السلطة بطريقة سلمية ومن دعمه.

 

Shares