الفكحال: الشخصيات الليبية تتمسك بمناصبها لقطع الطريق على كل محاولة للتغيير

ليبيا – قال المترشح للانتخابات الرئاسية الليبية السابقة ورئيس حزب النِداء، أكرم الفكحال إن الوضع السياسي الليبي انحرف عن مساره الصحيح، معتبرًا أن الشخصيات الليبية تتمسك بمناصبها لقطع الطريق على كل محاولة من التغيير.

الفكحال وفي تصريحات خاصة لوكالة “سبوتنيك” أضاف: “إن كل متابع للشأن الليبي العام يلحظ أن العملية السياسية قد انحرفت عن مسارها الصحيح منذ فترة ودخلت في منعرجات يصعب الرجوع منها، وتولد عن ذلك مراكز قانونية لعدد من المؤسسات والشخوص الطبيعية والاعتبارية تم توظيفها من قبلهم بما يعيق كل تحوّل إيجابي في مسار العملية السياسية، وقد تمسّك كلّ منهم بمركزه قاطعا الطريق على كل محاولة لتغييره أو استبداله تحت ذرائع شتى، وهو ما أنتج هذه العشوائية والعبثية والانسداد السياسي الذي تعانيه ليبيا الآن”.

وتابع رئيس حزب النداء حديثه: “لا يخفى على أحد أن موازين القوى متعددة ولا يوجد من يملكها جميعها في يده، وإلا ما كنا نعاني هذا الواقع المرير، وهذا مقصود ومتعمد بالطبع من قبل الراعي الدولي بحيث يضمن أن يكون هناك توازن بين القوى المحلية يستعمل كورقة ضغط وقت الحاجة”، مؤكدًا أن هذا يعني أنه لا توجد قوة واحدة في ليبيا تتحكم وتسيطر على الجميع بل كل قوة والمنطقة التي تستطيع بسط نفوذها فيها”.

وأردف: “من وجهة نظري القوة الوحيدة المقبولة في ليبيا هي القوة التي تستمد شرعيتها من حكومة منتخبة والتي ستكون منضوية تحت لواء وتعليمات وأوامر الوطن وهذه القوى غير موجودة الآن”.

وحول مدى تأثر قطاع النفط والغاز في ليبيا بالاشتباكات المسلحة، قال الفكحال: “لقد انتهت المعركة ولكن أسبابها لم تنتهِ، وكل شيء وارد فيما يخص النفط والغاز وقد تستخدمها بعض الأطراف الداخلية كوسيلة ضغط وهذا ليس بجديد ولنا في ذلك تجارب سابقة”.

وواصل الفكحال حديثه: “أما بالنسبة للأطراف الدولية المستفيدة، فمن وجهة نظري لن تتأثر لأن هذا (النفط والغاز) يعتبر من الخطوط الحمراء لديها ولا أعلم حتى الآن لماذا تتغاضى كل الأطراف الداخلية الفاعلة عن ذلك، بل لا يهمها إن جاز التعبير”.
وحول إمكانية إيجاد حلول للأزمة السياسية في ليبيا، وهل ما طرح بالفعل كان يهدف إلى الوصول إلى حل أم إلى إطالة الفترات المؤقتة وعدم الوصول إلى حل نهائي للأزمة الليبية.
وأوضح رئيس حزب النداء قائلًا: “إنه حتى هذه اللحظة لم يتم اقتراح أي حلول سياسية فعلية وجدية في ليبيا بل كلها حلول تلفيقية مؤقتة، كما أنه لا يوجد موقف دولي موحد باتجاه ليبيا؛ لأنه هناك انقسام يبدأ من مجلس الأمن الدولي وصولا إلى باقي الأطراف الدولية، وبالتالي الموقف الدولي موقف ضبابي غير واضح وغير جاد وقد يكون هذا الموقف والوضع العام في ليبيا يخدم مصالحه”.
وأكمل: “لا يخفى على أحد الخلافات المعلنة وغير المعلنة بين الأطراف الدولية ذات الصلة بالشأن الليبي ولا يهمها بأي شكل من الأشكال المصلحة الوطنية، وبالمقابل كل الأطراف الفاعلة الداخلية بكل تصنيفاتها يهمها مصلحة هذه الأطراف الدولية وليس مصلحة ليبيا وهذا جعلنا عاجزين عن الوصول إلى حل والآن توجد حكومة منتهية الصلاحية مقابل حكومة شكلت واعتمدت خدمة لمصالح طرف آخر”.
واستطرد: “إذا كانت هناك جدية من قبل مجلسي النواب والأعلى للدولة ولو من باب إثبات حسن النية، لماذا لم يقوما بإتمام الإطار الدستوري؟ وتحديد موعد للانتخابات وأن لا يترك هذا الموضوع مفتوحًا، ولم لا تشكل حكومة مصغرة (حكومة انتخابات) تشرف على إدارة العملية الانتخابية، بحيث تكون حكومة مُصغرة جدًا من شخصيات رصينة غير مصطفة مع أحد تتمتع بقبول الأطراف جميعًا، وتمثل ضمانة للجميع تدير المرحلة باقتدار وحكمة نحو الانتخابات؟”.
الكفحال ختم: “الحل من وجهة نظري أنه لا سبيل إلى بناء دولة المواطنة والمؤسسات إلا بإجراء انتخابات عامة (برلمانية ورئاسية متزامنة) تُباشر من المرحلة التي عُطلت فيها انتخابات 24 ديسمبر 2021 الرئاسية، وذلك بعد استبعاد كل الشخصيات الجدلية بدون استثناء التي كانت وما زالت أحد أسباب الأزمة”.
Shares