ليبيا – أكد عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عبد السلام كاجمان بأن مكافحة الإرهاب وتحقيق المصالحة الوطنية تمثلان أولويتين من أهم أولويات حكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب والتي عكف عليها المجلس منذ بداية وجوده وشروعه في مهام عمله.
كاجمان أوضح خلال إستضافته في برنامج “بوضوح” الذي أّذيع أمس الأحد عبر قناة ليبيا لكل الأحرار بأن المصالحة بين التبو وأولاد سليمان تمت بجهود بذلت من قبل الكثير من الأطراف المحلية والدولية وهي تصب في إطار المصالحة في ليبيا ولإرساء دعائم الأمن والإستقرار في البلاد مبيناً بأن الكثير من اللقاءات لإتمام المصالحات الوطنية أو إتفاقيات الصلح تمت خارج ليبيا لان الوضع في البلاد إستثنائي.
وثمن كاجمان الجهود المبذولة من تونس ومصر وقطر ودول جوار ليبيا وإيطاليا والتي لم تتوقف منذ أشهر وأعوام عن السعي لإيجاد دعائم السلام في ليبيا وجنوبها تحديداً لأن الكثير من أهل الجنوب راغبون بمصالحة حقيقة مشيراً إلى إلى إجماع المجتمع الدولي على الإتفاق السياسي لإرساء السلام في ليبيا بغض النظر عن المصالح المشتركة لدول هذا المجتمع في الكثير من القطاعات وأهمها قطاع النفط.
وبين كاجمان بأن موضوع مكافحة الهجرة غير الشرعية والتهريب من مسؤولية “وزارة الداخلية المفوضة” بحكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب وجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية فيما سيعمل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق على إعادة رسم الخارطة الأمنية في الجنوب وتفعيل مؤسسات الجيش والشرطة مضيفاً بأن صناعة الأمن لن تتم من دون وجود إتفاق وإرادة حقيقية من القبائل التي لديها تشكيلات مسلحة وعبر إنخراط هذه التشكيلات في مؤسسات الجيش والشرطة وتحقيق المصالحة الوطنية لأنها بداية الحل الأمني لكون التنمية والأمن وجهان لعملة واحدة.
وشدد كاجمان على كون الدعوة للإنفصال أمر بعيد كل البعد عما يطمح إليه الليبيون ممن يرغبون بإيجاد حكومة واحدة يجمعون عليها وبأن تكون ليبيا وحدة واحدة مقراً في ذات الوقت بوجود ضعف في أداء المؤسسات فضلاً عما واجهه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق على مدى عام من عمله من صعوبات كبيرة وجمة في إعادة المؤسسات المنقسمة بالإضافة إلى تواصل المجلس مع أطراف عديدة متنازعة لإيجاد تقاربات فيما بينها وهي جهود بذلها الرئاسي ويجب أن يتم أخذها بنظر الإعتبار فيما حقق المجلس تقدما في عمله ويبذل المساعي لحل مشكلة السيولة النقدية وتوفير الأغذية والأدوية والمستلزمات والطواقم الطبية لاسيما في ظل إقتراب حلول شهر رمضان.
وتطرق كاجمان إلى مسألة توصل جميع الأطراف إلى حقيقة وجوب تحقيق الحل للأزمة في البلاد عبر الإتفاق السياسي وبأن يتشارك الليبيون في إدارة الدولة لأن الإنقسام لن يؤتي أكله ما يحتم على مجلس النواب أن يلتئم ويعود إلى إجتماعاته بوصفه أحد الأجسام الثلاثة التي إنبثقت عن الإتفاق مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ومجلس الدولة مبيناً بأن نسبة إنجاز بنود الإتفاق السياسي بلغت أقل من الربع بسبب عرقلة مجلس النواب تنفيذ هذا الإتفاق.
وأشار كاجمان إلى أن نهاية تكليف القوة الثالثة في الجنوب هو شهر إبريل الحالي أو مارس الماضي بعد أن تواجدت لسنوات كقوة محايدة لفض النزاعات فيما لن يتحقق الأمن في المنطقة الجنوبية إلا بمكوناتها وقبائلها بعد أن تتحقق المصالحة الوطنية مثمناً في ذات الوقت دور القوة في تأمين المنطقة.