ليبيا – اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي يوسف البخبخي المقرب من تيار المفتي المعزول الغرياني أن المبعوث الأممي يؤكد على مفهوم التوافق وهذه لغة دبلوماسية اليوم لإنجاز العملية الانتخابية والمبعوث أبان في إحاطته لمجلس الأمن مدى إدراكه لتعقيدات الموقف، وأن الاطراف ممتنعة عن إنجاز التوافق هذه الأطراف قضيتها البقاء في المشهد والاستمرار في السلطة وتدفع نحو مشروع الحكومة الثالثة واستكمال المناصب السيادية.
البخبخي الموالي بشدة لتركيا قال خلال مداخلة عبر برنامج “العاصمة” الذي يذاع على قناة “فبراير” وتابعته صحيفة المرصد: إن هذا يدل على أن هذه المجالس ليست بوارد الخروج من المشهد وتأسيس جسر دستوري يمكن للمجتمع من تحقيق الاستحقاق الانتخابي.
وتابع: “لكن السؤال حول المقاربة هل يمتلك باتيلي مقاربة يمكن أن يعول عليها لم نرَ ذلك بعد، أعتقد أنها رؤية بصدد التكوين والصناعة، ماذا يمكن أن يقدم باتيلي من رؤية لصناعة الحل لم تتراءَ لنا بعد، والأقرب أنه سيلجأ لما حدث داخل جنيف وتونس ومشروع ملتقى الحوار السياسي، أي صناعة ملتقى يؤهل لصناعة المرحلة القادمة ويؤسس لبناء قانوني دستوري، ولكن هذا لن يتحقق في حقيقة الأمر بدون تهميش المعوقات والعراقيل وهنا قوة التضاد، مجلسي النواب والدولة”.
وأشار إلى أن التحدي كبير إزاء باتيلي وهنا ستظهر رؤيته ومقاربته ومدى قدرة المقاربة على إنجاز الحل وتوفير الغطاء السياسي، لافتًا إلى أن الحديث اليوم من قبل مبعوث الولايات المتحدة بدأ يأخذ نغمة تصاعدية وهذا أمر إيجابي مع العمل أن باتيلي بحاجة لغطاء سياسي حقيقي، وليس بإمكانه كمبعوث أممي إنجاز أي مقاربة إن لم يتوفر له غطاء دولي فاعل بإمكانه لجم هذه الأطراف وإبقائها في حدودها ومنعها من عرقلة العملية الانتخابية.
وأكد على ضرورة التوقف عن نقض الأطراف الدولية والأممية والتغافل أن أصل الأزمة ومكمنها هي الأطراف الليبية، منوهًا إلى أن موقف الولايات المتحدة ونغمة التصعيد تأخرت بشكل كبير جدًا، وإذا ما كانت الولايات المتحدة معنية بصناعة الانتخابات وأنها طريق الاستقرار والحيلولة دون اختراق المتوسط كان الأولى أن يصعد الخطاب ويفعل الإرادة الدولية لإنجاز العملية الانتخابية، وهي خطوة يراها البعض مؤشرًا إيجابيًا، لكن يجب أن يصاحب القول أفعال ويجب أن تتحرك الإرادة وتظهر غضبها تجاه مواقف التخاذل.
كما أضاف: “وهي بقدر ما يتم الحديث اليوم عن انتخابات نتحدث عن تقاطع عندما نمتدح الموقف الأمريكي نتحدث عن إرادة دولية تتوافق مع الإرادة الوطنية في إنجاز التغيير واستعادة السيادة وصناعة الاستقرار، نحن اليوم لدينا أكثر من عقد وندور في حلقة مفرغة جراء هذه الأجسام الكارثية التي لا تريد الخروج. من انقلب على انتخابات 2014 ليست قوة الثورة بال الانقلاب العسكري وقوة الردع التي فرطت في الإرادة الشرعية الدستورية الانتخابية وقامت بتسليمها لشرعية انقلابية أسسوا هم لها ومن فرط في انتخابات 2014 الذي ركن للمشروع الانقلابي والذي اختبأ في طبرق تحت ظل القاعدة العسكرية التي يهيمن عليها المشروع الانقلابي”.
ورأى أنه عند الحديث عن الأجنبي والدور الإقليمي يدرك الجميع أنهم مجرد كمبارس وأكبرهم “خليفة حفتر” (القائد العام للقوات المسلحة المشير حفتر) الذي اليوم لا يرتقي أن يكون بيدقًا لعبد الفتاح السيسي بل عباس كامل وعمر نظمي والمخابرات العامة المصرية. حسب زعمه.