ليبيا – قال رئيس مجموعة العمل الوطني خالد الترجمان إن الانطباع الأول الذي خرج به عن المبعوث الأممي كان انطباعًا فيه نوع من القسوة؛ لأن اجتماعه بلجنة 5+5 وحديثه مع العسكريين في سرت أعطى انطباعًا أنه لم يقرأ الملف الليبي ولا يستطيع التفريق ما بين الأسس الثلاث التي بنيت عليها الإشكالية في ليبيا عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا.
الترجمان أشار خلال مداخلة عبر برنامج “العاصمة” الذي يذاع على قناة “فبراير” وتابعته صحيفة المرصد إلى أن هناك ثلاث خطوط تسير من خلالها الأمم المتحدة للتعاطي مع المشهد الليبي سياسيًا، وهي ترى أنه لا حل في ليبيا سوى الحل السياسي وكذلك عسكريًا تتعامل مع الوضع في ليبيا من خلال تقريب وجهات النظر ما بين العسكريين واقتصاديًا وهذا مسكوت عنه أساسًا، بحسب قوله.
وتابع: “حديث باتيلي مع لجنه 5+5 دليل على انه لم يقرأ الملف الليبي جيدًا؛ لأنه طالب اللجنة بإنجاز المهام الموكلة لها أي مهام موكلة لها؟ توصلت لوقف إطلاق النار وفتح الطريق الساحلي والرحلات الجوية وتبادل لبعض الأسرى ومن ثم تأكد أن اللجنة متوافقة في مسائل هامة على رأسها خروج المرتزقة والقوات الأجنبية أينما كانت ووجدت، وتفكيك المجموعات المسلحة وإدماجها في الحياة العامة والشرطية والعسكرية وجمع السلاح ووصلت أن وضعت برنامج متكامل وخطة عمل مدروسة ومحددة بمواقيت والتزامات معينة لا بد أن تتدخل الأمم المتحدة لإلزام الجميع بتنفيذ هذه المخرجات التي خرجت بها اللجنة”.
كما أردف: “الجسمان كخطي سكة الحديد يتجهان في سكة واحدة للتمطيط والتمديد والبقاء وللحديث عن آمال يدغدغون بها مشاعر الليبيين، لكن جعجعة دون طحين والدول المتداخلة في الشأن الليبي والأمم المتحدة، لا أرى أن هناك من الليبيين من يزال يثق بهذه الأجسام أو الولايات المتحدة”.
ونوّه إلى أن الصراع الذي تم لتعيين مبعوث أممي جديد أخذ كل هذا الوقت منذ استقالة غسان سلامة للآن ليخرج في النهاية عبد الله باتيلي والذي ليس لديه أي نقطة إلا أنه جاء يستكمل ما قام به من قبله.
ورأى أن المشروع بكامله هو إعادة تدوير مسودة الدستور بالتالي الحديث فيها ممل، معتقدًا أن المظاهرات التي بدأت في بنغازي ضد هذا المشروع واضحة للعيان وهذا مشروع غير مقبول أساسًا كطرح لقاعدة دستورية لكن قاعدة تضفي لانتخابات وليس مشروع دستور جديد وتحديث لمسودة الدستور السابقة.
الترجمان استطرد: “هنا المكمن وربما الحديث عن مجلس النواب وتحميله كل المسؤوليات أعتقد أنه غير منصف؛ لأنه من انقلب على انتخابات 2014 بمجلس النواب ومن شكل حكومة الحاسي والغويل وقام بالحرب في طرابلس من انقلب على مخرجات الشعب الليبي والانتخابات، وبعد ذلك قادوا لمشروع آخر، عوده أولئك الذين رفضوا الحضور لطبرق لينضموا لمجلس النواب وبدء حوار آخر أخذ الاتجاه المطلوب من القوة الدولية”.
ووصف الليبيين بأنهم عبارة عن “كومبارس” وليس لديهم القدرة على الفعل بالتالي الأمر ينسج خارجيًا ويجد من ينفذه داخل ليبيا بل من مستعد أن يكون أداة طيعة لهذه الدول والأجهزة، مضيفًا: “اجتمعنا بويليامز في بنغازي وحملناها مسؤولية الفشل الذي اعترى الانتخابات والفشل في الخروج من الأزمة التي نعيشها منذ 2011 للآن وتحدثت أن دول بعينها لا تريد هذه الانتخابات”.
وأكد على أنه ليس هناك سيناريوهات مطروحة الآن باستثناء رغبة الليبيين بإطاحة كل شيء، خاصة العبث الذي يحدث ومحاولة قراءات لتبرير السيطرة العائلية وكأن الدبيبة ليس لديه سيطرة عائلية على أموال الليبيين وثرواتهم، بحسب وصفه.