ليبيا – قال الكاتب والباحث السياسي عيسى عبد القيوم إن أدق وصف لطرح حكومة ثالثة بين أطراف النزاع، هو تكرار المكرر وذلك لا يعتبر حلًا. بحسب قوله.
عبد القيوم تساءل خلال مداخلة عبر برنامج “الحدث” الذي يذاع على قناة “ليبيا الحدث” الثلاثاء وتابعته صحيفة المرصد: “ماذا نقصد بحكومة ثالثة؟ هل يجلس طرفان بينهما توافق يتخذوا قرار بتكليف رئيس حكومة أليس نفسها حدثت في الصخيرات وجاء السراج ولم يفعل شيئًا؟ ما الجديد؟ من يقنعنا بالحكومة الثالثة ليعطينا ما المعطى الجديد؟”.
واعتبر أن المبعوث الأممي أخفق في أول اختبار واجهه فلم يستمع للنصائح ولم يشاور كثيرًا واندفع بشكل مباشر.
وأضاف: “بدا لي اختيار الزنتان علامة استفهام، كيف تختارها؟ وبناء على أي مقدرات؟ هذا كان اختبارًا لو نجح لصفقنا له، ولكن مراقبتنا وتشككنا أصبت أنه لا يوجد شيء على الطاولة، وهناك قوة قاهرة مسيطرة على طرابلس استطاعت أن تجهض حلم الأمم المتحدة وأجهضت انتخابات البرلمان واتفاق باريس”.
كما استطرد: “الأمم المتحدة وباتيلي منحنا نوعًا من الإخفاق من جهة والتأكيد على ألا نعتمد على الأمم المتحدة! لأن الرجل خرج قال هناك قوة قاهرة وهي أصلًا موجودة وتزداد قوة، وما يقوله باتيلي يفترض على الليبيين يسألونه هل أزلت القوة القاهرة؟ إذا لم يزلها لا يكملون معه في أي لقاء! قال عجزه في الزنتان ناتج عن قوة قاهرة وعندما يزيلها ليأتي ويتكلم مع الأطراف السياسية”.
ورأى أن التشكيلات أفشلت كل شيء لذلك يجب الخروج خارج المسار الذي تسيطر عليه المليشيات للتفكير بشكل جدي ولا يمكن إطلاق بداية من طرابلس ما دام لم يجاوبوا على السؤال، هل القوة القاهرة في طرابلس انتفت أم لا؟ بحسب قوله.
وزعم أن الخلاف ليس حول تسليم السلطة لكن خالد المشري متمسك والتصريح الذي قاله في التغريدة كانت مسيئة له هو ويدينه هذا الكلام، مشيرًا إلى أن مسألة التسليم مستحيل ما لم تبرز قوى أخرى تفرض عليهم الواقع فالصراع صراع الغنيمة والمشري ينظر لمقعد الدبيبة هو صدام مصالح.
عبد القيوم علق على كلمة القائد العام من أجدابيا قائلًا: “هناك الآن نداء متكرر من المؤسسة العسكرية، للأسف البعض بدأ يوجهه إعلاميًا في اتجاه خروج عن الشرعية والدعوة للتقسيم والكلام يحتاج أن يوضع ومن ثم ينظر فيه، ما هي الشرعية القائمة في دولة كليبيا؟ إن أرادوا التكلم في وضع قانوني، هو الإعلان الدستوري وليس لدينا أي مرجعية إلا هو، وهو يصف كل الأجسام الموجودة الآن بمنتهية الولاية بما فيها البرلمان”.
وأردف: “نحن الآن نخاطب الناس نحن في حال جدل سياسي ونبحث عن مخرج يحتاج لهدوء ونغوص في مسميات لنصل لنتيجة، من خلال قراءتي للخطاب الذي ألقاه النائب العام والمؤسسة العسكرية أعتقد أنهم في الشرعية الثالثة؛ لذلك محاولة إلباس الأمر أنه يذهب لشرعية المغالبة غير صحيح عندما يقول أنا كجيش سأحمي وسأدعم عليكم وضع خارطة تيار وطني على مستوى ليبيا، نحن لا بد أن نؤكد على الشعب الليبي أن الشرعية المدعو لها توافقية وليست مغالبه”.
وتابع حديثه: “غير وارد أننا ذاهبون في مسألة تقسيم ليبيا من خلال متابعتي بيانات أصدرتها المؤسسة العسكرية يتحدثون عن ليبيا مدينة واحدة والقائد العام في خطابه الأخير يتوجه لجميع داخل الغرب الليبي إذا ما زال يعتبره كأبنائه! الحديث الآن عن فك الارتباط السياسي وخلق مركز ثانٍ للأزمة وحلها. لدينا تصريحات المؤسسة العسكرية أنها قابلة برحيل كل من يقع تحت مسمى قوات أجنبية ومرتزقة نحن لدينا تعهد من القيادة العامة. الطرف الثاني يبدأ في المشاكل، ليس لدينا اتفاقية تكبل الدولة الليبية من طرف القيادة العامة بينما في طرابلس لديه، تمسك الدبيبة والمشري والصديق الكبير بالمقاعد غير الشرعية يتطلبون حماية”.
ولفت إلى أن الدبيبة بمجرد شعوره أن ولايته انتهت ذهب ووقع اتفاقية مع الأتراك، مضيفًا: “ما جاء في بيان المؤسسة العسكرية أن المشكلة موجودة في طرابلس ونتكلم سياسيًا، نحن الآن في حالة خصومة معها ونطالبهم الرحيل”.
وأكد أنه على التيار الوطني أن يقترب أكثر والعزلة يجب أن يتخلص منها بهدف عملية إنقاذ استعادة الدولة ومن ثم الذهاب لتشكيلها، مشيرًا إلى أن كل شخص لديه مشروعه الخاص لا يخاف من الفترة القادمة فمن يريد نظامًا فيدراليًا من حقه ودولة مركزية وعودة الجماهيرية ليشارك في استعادة الدولة وعند الذهاب لمرحلة الاستقرار يصبح لديه حزبه، مطمئنًا الجميع أن المرحلة القادمة لن يفرض على الجميع شكل للدولة.