زيدان: تسليم أبو عجيلة تم بشكل مخزي مقابل أن تستمر هذه العصابة التي تحكم ليبيا

ليبيا – علق الباحث في الشؤون السياسية فرج زيدان على تسليم المواطن أبو عجيلة مسعود المريمي، قائلًا: “أعبر عن حزني العميق، مما رأيناه وسمعناه في الإعلام الأمريكي من تسليم المواطن أبو عجيلة المريمي أحد قيادات المخابرات الليبية بشكل للأسف مخزي وينم عن عار، مقابل أن تستمر هذه العصابة التي تحكم ليبيا في طرابلس ومسألة محاولة كسب موقف أمريكي، نشعر بحزن عميق ونتمنى من عائلة أبو عجيلة أن تتوجه للمسار القضائي من خلال تكليف أو التواصل مع هيئة دفاع قانونية في أمريكا”.

زيدان قال خلال مداخلة عبر برنامج “الحدث” الذي يذاع على قناة “ليبيا الحدث” الإثنين وتابعته صحيفة المرصد: إن مسألة تشخيص المرض الذي يصيب الدولة الليبية مهم والمشكلة الآن كيف يتم استعادة الدولة الليبية.

وأضاف: “من يتحدثون عن مسألة الدستور والانتخابات نحن لا نقلل من هذه المسألة، لكن المشكلة كيف نستعيد الدولة الليبية؟ لأن من وجهه نظري أنه حتى لو كان هناك دستور وسنذهب لانتخابات تنهي المعضلة الليبية نقول يبدو هذا الاعتقاد جزئي وناقص ويفتقر للدقة. في ظل عناصر الأزمة الحقيقية التي تتمثل في مسألة التدخل الأجنبي وحالة الاحتلال الأجنبي الذي ينتقص من الدولة الليبية وحالة استمرار المليشيات والازمة الأمنية والمشكلة التي تقوم على غياب المصالحة، لا سيما في القطر الغربي للدولة الليبية باعتقادي أننا نذهب تجاه الأزمة للأمام”.

وتابع: “حتى لو افترضنا وركزنا على محاور الدستور والانتخابات الأجواء التي نراها خاصة في طرابلس لا تشجع وخاصة التدخل الأجنبي الذي لا يريد أن تقوم الدولة الليبية الوطنية القادرة الفاعلة؛ لأن هؤلاء اللاعبين الذين يمارسون حالة التوسع والاحتلال يريدون استمرار حالة اللادولة وصناعة وقيام الدولة التي تحارب وتدافع عن سيادتها هذه مسألة غير مقبولة، بالإضافة لوجود أجسام سياسية ومليشياوي ترفض حالة قيام الدولة، ونحن لو ركزنا على محور الدستور والانتخابات لا نرى أننا بإمكاننا أن نصنع دستورًا في المرحلة القادمة أو نتوجه للانتخابات ومن يقول غير ذلك إما لا يشخص المرحلة بشكل سليم أو أنه يلهث وراء أمانيه”.

وشدد على ضرورة التركيز على عامل التوقيت المناسب لصناعة مشروع الدستور، فالدساتير التي تصنع في زمن الأزمات والحروب ستنتج دساتير مشوهة وهذه الدساتير ستخلق حالة صراع ولن تكون ملك الأجيال القادمة.

كما استطرد: “هناك رأي نؤيده من خلال النظرة للواقع السياسي والأمني الذي يحكم طرابلس الآن وحالة الاحتلال ما عاد يمكن أن تدار ليبيا من طرابلس، وبما ان إدارة الدولة الآن لا بد أن تكون خارج طرابلس إما نموذج الدولة الموحدة البسيطة، وإدارتها لا بد أن تكون خارج طرابلس وحتى ننهي الصراع الجهوي، وبالإمكان التركيز على وسط ليبيا وملء حالة الفراغ الديومغرافي والمحافظة على استمرار الدولة الليبية لأن استمرار الوضع في طرابلس الآن بدون حل، ومع استمرار حالة الانقسام والقوة الأجنبية وسيطرة الطبقة المركزية على ثروات كل الليبيين الآن، الوضع يسير باتجاه الدولة المفككة المتشظيه الآن أو النظام الفيدرالي”.

ونوّه إلى أن الإشكالية الآن بأن كثير من النخبة في المنطقة الغربية عندهم مشكلة مع النظام الفيدرالي؛ لأنه دائمًا ما يخشون أنهم يدركون أن المنطقة غرب ليبيا تمامًا تقوم على فكرة قبائل ومدن متصارعة لحد ما ومصطلح القبائل والمناطق المهزومة والقبائل المنتصرة موجود في إقليم طرابلس؛ لذلك يخشى الكثير من النخب حتى التي هي ضد الإخوان المسلمين الآن النظام الفيدرالي وتحويل طرابلس لولاية هذا يؤدي لغحتراب أهلي داخل طرابلس، لذلك النخبة في طرابلس يرون أنه لا يمكن التخلص من مسألة شرارة الصراع الأزلي للدولة الليبية وهي أكبر من الصراع الجهوي والقبلي داخل المنطقة الغربية.

وأردف: “لكن وجهه نظري لا يمكن للدولة الليبية وهي أكبر من المدن والقبائل أن تخضع للمنطق، ويجب على شركائنا وأهلنا في المنطقة الغربية أن يعالجوا جراحهم، ومشاكلهم أصبحت الإشكالية الآن. مسألة مقارنة الوضع بين الذي يحصل في فزان وطرابلس هي ظالمة، الوضع ليس مثاليًا في الدولة الليبية من بعد 2011 ندرك أن هناك عصابات ومجرمين، لكن عندما نتكلم الآن عن مسألة المقارنة أن الوضع في طرابلس مثله في بنغازي هذا كلام، بشكل موضوعي الوضع في طرابلس معروف وكذلك حالة الاحتلال. حتى في هذه المسألة في جزئية عودة دستور الـ 51 والملكية تحتاج لاستفتاء، مسألة اختزال الوضع أنه إذا ما نحن أنجزنا دستورًا سواء كان بصبغة ملكية أو دستورية أن الأزمة ستنتهي”.

وكرر تعليقه على ما وصفها بـ”الصفقة” التي أجريت بين عبد الحميد الدبيبة والولايات المتحدة بشأن تسليم أبو عجيلة مسعود المريمي قائلًا: “هذه المسألة تؤكد أن هذه المجموعات وعلى رأسها الدبيبة ومن يحكم طرابلس لا يبالون بإرادة الشعب الآن والدبيبة عقد صفقة غبية، الأمم المتحدة الأمريكية ستقوم بمسألة أعطائه ورقة أو ينظر أنه بالفعل هناك صفقة حدثت بينه وبين الولايات المتحدة، الأمريكان يقومون على مبدأ الأخذ دون العطاء وفي نهاية الأمر همهم تثبيت وقف إطلاق النار وزيادة النفط، لا سيما في إطار الحرب الروسية الأوكرانية على مبدأ أمن الطاقة العالمي في محاولة عزل روسيا من قبل الصناعة النفطية، لا يبالون بالانقسام وتوحيد السلطة التنفيذية في ليبيا وإجراء الانتخابات”.

وبيّن أن المسألة الأخرى أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر للواقع الليبي من خلال المنطقة الغربية ومسألة نظرتها لحكومة الدبيبة أو السراج هي تحصيل حاصل، وهذا الواقع كان فيه الدبيبة وجاء غيره، بالتالي الواقع الذي تنظر له أمريكا أن تبقى طرابلس خارج السيادة الليبية ومن هنا يتم التشكيك في إرادة الولايات المتحدة بشأن إبعاد الأتراك من المنطقة الغربية. بحسب قوله.

وفي الختام شدد أنه لا حل إلا من خلال انتفاض أبناء الوطن وذلك لا يعني أن سكون مبدأ الاحتجاجات في الشارع بل من خلال مشروع سياسي تحرري وطني لفرض أمر واقع وإقامة سلطات تعبر عنهم.

Shares