لواء مصري: روسيا تدافع عن مجالها الحيوي ولن تتفاوض قبل تحقيق أهدافها في أوكرانيا

روسيا – أوضح اللواء المصري، نصر سالم، إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تهدف لتصحيح أوضاع مغلوطة حاول “الناتو” فرضها، وأن روسيا لن تفاوض الغرب قبل تحقيق أهدافها.

وأشار سالم أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إلى أن لأوكرانيا أهمية كبيرة عند روسيا، ولذلك جرت العملية العسكرية لتصحيح الوضع من وجهة روسيا، وخصوصا أن أوكرانيا كانت تريد الانضمام للناتو، الأمر الذي يشكل تهديدا مباشرا لروسيا، حيث وجب على موسكو أن تعمل للدفاع عن مجالها الحيوي.

وأضاف: “الموقف الذي يجري الآن على ساحة العملية  الروسية  فوق الأراضي الأوكرانية وردود  الفعل  من جانب  الناتو ، كل هذا يؤكد أن الصدام بين أي قوتين نوويتيين – وأقصد هنا القوتين العظميين  روسيا وحلف  الناتو  وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية – حتى  لو بدأ بالأسلحة التقليدية لابد وأن ينجرف بلمح  البرق إلى حرب نووية.”

واعتبر أن الحرب بين هذين القطبين هي بداية النهاية لكل الكائنات التي تعيش على الكرة الأرضية لأسباب تعلمها كلتا القوتين.

وأردف قائلا: “كل قوة  منهما تمتلك من الأسلحة والرؤوس النووية ما يستطيع أن يدمّر كل الحياة على الارض، وكل  طرف من الطرفين يعلم ويتحسب تماما من احتمال توجيه ضربة نووية مسبقة  إليه من الطرف  الآخر”.

وتابع: “تتوقّع روسيا أن تباغتها الولايات المتحدة بضربة نووية استباقية يُمكنها إنهاء كل ما هو موجود على الأراضي الروسية، وبالتالي أسطول الغواصات النووية الروسية الذي يجوب المحيطات والبحار في أعلى  درجات الاستعداد، ولديه من الصواريخ  عابرة القارات متعددة  الرؤوس النووية ما يستطيع  توجيه  ضربة  تالية تدمر كل الأهداف المخططة في أوروبا وفي أمريكا، وبالتالي قيمة الضربة أو تأثيرها لن يقل عن الضربة الأولى، بمعنى فناء من يبدأ الضربة ومن يرد  بالضربة الثانية”.

وحول الاستراتيجية التي تتبعها روسيا في الوقت الحالي على أرض العملية الخاصة، تحدث عن “استراتيجية اصطياد الفئران التي قررت موسكو انتهاجها ويتم تنفيذها بإحدى طريقتين: الأولى تتم بتتبع الفأر والبحث عنه أينما وجد ثم الانقضاض عليه، وهذه الطريقة مجهدة ومكلفة وقد يتسبب أي خطأ في إصابة المطارد أو تعريض الأغراض للتلف وقد يتمكن الفأر من الإفلات”.

وقال: “أما الطريقة الثانية فهي إحكام الحصار على الفأر وحرمانه من دواعي استمرار الحياة، حتى يضطر إلى المخاطرة والذهاب يائسا إلى حيث أسباب إنقاذ حياته (طعام – شراب – ماء… إلخ) ليسقط فى المصيدة ويسلم مصيره للصياد”.

وأكد أن هذا بالضبط “ما تفعله روسيا الآن وأنها سوف تستمر حتى تحقق أهدافها: اختيار خطوط دفاعية تستند على مانع قوي هو نهر دنيبرو الذي يصعب اجتيازه من جانب أوكرانيا. وتنظيم دفاعات قوية تقبل الاستمرار في الظروف الجوّية الصعبة لفترات زمنية طويلة. وضع القوات الأوكرانية في مرمى أسلحتها وتحت سيطرتها واستمرار توجيه الضربات النارية الساحقة لها، واستغلال التأثير السلبي على القيادة الأوكرانية بعد انتخابات الكونغرس الأمريكية والتي سوف تغل يد الرئاسة في استمرار الدعم لها، وكذا الظروف المعيشية والاقتصادية التي تواجهها الدول الأوروبية في فصل الشتاء وتؤدي إلى نفس النتيجة تجاه استمرار دعم أوكرانيا”.

وخلص أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا إلى أنه مع تعالي الأصوات في أمريكا وأوروبا بالنزوع للحل السياسي، ودفع الرئيس الأوكراني للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا، سيجد المفاوض الروسي قد أعد له الوثائق المطلوب التوقيع عليها ليكتمل تحقيق هدف العملية الذي بدأ بالعمل العسكري وينتهى بالعمل الدبلوماسي.

المصدر: RT

Shares