تيك كيبل: نمو ملحوظ في سوق الشركات الناشئة في ليبيا رغم جميع العوائق

ليبيا- تطرق تقرير ميداني نشرته بوابة “تيك كيبل” الإخبارية الإفريقية الناطقة بالإنجليزية لنمو قطاع الشركات النامية وزيادة حجم مساحتها في القارة السمراء.

التقرير الذي تابعته وترجمت ما يخص ليبيا منه صحيفة المرصد، أكد أن شركة “بريستو إيت” الناشئة للخدمات اللوجستية باتت في مكانة الريادة رغم عمرها البالغ قرابة الـ3 أعوام، مشيرًا إلى أن هذا لم يحل دون حذر المستثمرين حيالها وحيال البلاد بشكل عام.

وبين التقرير أن “بريستو إيت” القائمة منذ العام 2020 والمعنية بالمساعدة في توصيل المواد الغذائية والبقالة إلى عتبات منازل الليبيين باتت اسمًا مألوفًا في العاصمة طرابلس، فهي الشركة الناشئة الأكبر في ليبيا بقوة عاملة تعدادها 117 عاملًا، لخدمة أكثر من 120 ألفًا من طالبي الطعام والبقالة.

وأكد التقرير عمل أكثر من 5 آلاف سائق بنشاط على خدمة المستخدمين والاستجابة لما يزيد على الـ5 طلب يوميا أي 5 أضعاف عمل المنافسين مجتمعين مؤكدا نمو القيمة الإجمالية لبضائع “بريستو إيت” بنسبة 167% أي من 22 مليونًا و848 ألفًا و205 دنانير عام 2021 لـ61 مليونًا و92 ألفًا و628 دينار في 2022.

وأضاف التقرير: إن إجمالي إيرادات العام 2022 بلغ 30 مليونًا و174 ألفًا و724 دينارًا، أي بزيادة قدرها 185% قياسًا بـ10 ملايين و589 ألفًا و852 دينارًا في سابقه، مبينًا نمو إجمالي الربح لـ6 ملايين و110 آلاف و947 دينارًا في العام الماضي مقارنة بـ487 ألفًا و785 دينارًا في العام 2021 أي بنسبة 1153%.

ووفقًا للتقرير، ونظرًا لنموها ومكانتها كشركة رائدة في السوق تفكر “بريستو إيت” في التوسع في المزيد من المدن مثل بنغازي ثاني أكبر مدينة في ليبيا ومصراتة، وتضمين المزيد من القطاعات، مثل مشاركة الرحلات وتوصيل الأدوية والدفع عبر الهاتف المحمول لمنصتها وأن تصبح في نهاية المطاف أول تطبيق من نوعه.

ونقل التقرير عن عمار عمار حميد الرئيس التنفيذي والمؤسس للشركة قوله: “نريد أن نكون تطبيق كل شيء لليبيين، ولكن على الرغم من النمو لا يحرص المستثمرون المغامرون الآخرون على الاستثمار في الأعمال التجارية، فمعظم الرأسماليين منهم لا يردون على رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بي”.

وقال حميد: “الأشخاص الذين أجابوا يريدون مني أن أقوم بتحليل المخاطر في السوق الليبي لهم، ولكن هذا ليس عملي، وظيفتي كمؤسس هي تنمية عملي وإجراء هذا التحليل ناقل لنصف الحقيقة، فحافز المؤسسين هو تأمين التمويل منهم وأنا غير راضٍ عن الرفض ومعى هذا أتفهمه فهم يرون الحل فوضويا عبر الإعلام”.

وبحسب “بيير تاتشوت” المؤسس المشارك لمنظمة “سوبر نوفيا” الفرنسية غير الربحية الداعمة والمتبنية رواد الأعمال في الدول المتضررة من النزاع يقف عدم الاستقرار السياسي في ليبيا حائلًا دون نمو الشركات الناشئة والأعمال التجارية، فالفوضى وغياب التنظيم قائمان.

بدورها قالت نجلاء المسلاتي العضو المنتدب بمجموعة تداول المالية وهي واحدة من أكبر شركات المال الليبية: “يبدو أن رواد الأعمال يعملون في عزلة لكن هذه ليست المشكلة الرئيسية، فهي لا تعرف كيفية بناء أعمال مستدامة رعغم انتعاش ريادة الأعمال بعد العام 2011”.

وأكد التقرير أن أحد الحلول التي تم وضعها لمساعدة الاقتصاد الناشئ في ذلك الوقت كان مبادرات تنمية رأس المال البشري التي ترأسها في الغالب المنظمات الدولية فحاضنة “ستريم” أطلقت برنامجًا بدعم من حكومة بريطانيا وإدارة من قبل شركة الفرنسية بالشراكة مع شركة الاتصالات النقالة المحلية “ليبيانا”.

وأوضح التقرير أن إطلاق هذا البرنامج تم في نوفمبر من العام 2017 لتطوير ريادة الأعمال على مدار 4 أعوام، فيما أطلق الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة برنامج التنمية “يو أن دي بي” فضلًا عن صندوق للتأثير أطلقته شركة “تطوير” للأبحاث خلال العام 2018.

وأضاف التقرير: إن العديد من المبادرات المماثلة سيتم إطلاقها لتجلب الكثير من الأموال المؤثرة ليبيا، في وقت تلقى فيه رواد الأعمال منحًا غير قابلة للاسترداد لبدء أعمالهم التجارية وتعويمها فتدفق الأموال المجانية خلق ثقافة التمويل غير القائم على الأسهم بين المؤسسين.

وبحسب التقرير، قاد هذا لمسارعة المؤسسين إلى استخدام الأموال من دون بناء أعمال مستدامة، فيما أوضحت المسلاتي بالقول: “قام معظم هؤلاء بحرق المال بسرعة واضطروا إلى إغلاق الشركات والآن ولأنهم معتادون على المنح والتمويل من غير الأسهم ليس لديهم أي فكرة عن تقييمها وتقاسم”.

وقالت المسلاتي: “هذا هو المكان الذي نعتزم تثقيفهم فيه من خلال حضانتنا فشركتنا تؤسس صندوق استثمارقيمته 5 ملايين دينار أو نحو مليون دولار للاستثمار في الشركات الليبية الناشئة، ولكن وقبل أن نبدأ في تحرير الصكوك نريد سد الفجوة المعرفية بين المؤسسين”.

وأشار التقرير إلى إبرام شركة المسلاتي “تداول” شراكة مع “سوبر نوفيا” لإطلاق برنامج تسريع لتدريب المؤسسين مجانًا ومن ثم ربطهم بالمستثمرين ومن بينهم نعمان البوري وحسني بي، في وقت قال فيه حميد: “ليس لدى الليبيين عقلية قوية لبدء التشغيل لأن هناك قطاعات أخرى مربحة للعمل والاستثمار فيها”.

وأضاف حميد العائد من بريطانيا خلال العام 2017 بعد دراسة وإقامة دامت لـ8 أعوام بالقول: “ومن بين هذه القطاعات الاستيراد والسلع الاستهلاكية والخدمة المدنية، وأردت القيام بعمل رائد في بلادي ولكن لم أكن متأكدًا من كيفية القيام بذلك، فالأمور تغيرت وكنت بحاجة إلى تعلم الجديد منها”.

ووفقًا للتقرير اختار حميد العمل في الاستشارات لفترة ومن ثم في شركة سلع استهلاكية ليجد في 2020 عام تفشي وباء كورونا الفرصة للقيام بمهام البقالة عند الطلب عبر “بريستو إيت”، رغم عدم امتلاكه المال للبدء، ما قاد إلى جمعه لاحقًا لأكثر من 3 ملايين دولار من مساهمات الأصدقاء والأهل ورجال أعمال.

وبين التقرير أن اهتمام البوري وبي بقطاع الشركات الناشئة مهم، إلا أن التحدي الأكبر الماثل حاليًا أمامها هو ضعف المؤسسات المالية، فالمصارف في ليبيا غير مرتبطة ببعضها ما يجعل المعاملات بينها غير موجودة، في وقت تمكن فيه “تداول” العملاء المالكين لحسابات مصرف السراي من الدفع الدفع الإلكتروني.

وأضاف التقرير: إن عملاء مصرف الوحدة بإمكانهم استخدام تطبيق الخدمات المصرفية الإلكترونية “موبي كاش”. ناقلًا عن المسلاتي انزعاجها عبر قولها: “إنه صداع كبير وهذا يجعل الليبيين يعتمدون بشكل كبير على السيولة لأن 96% من مدفعاوتنا نقدية”.

وقال حميد: “لدينا مراكز لتحصيل الأموال، لكن هذا ليس غريبًا على ليبيا حيث اعتمدت العديد من البلدان الناشئة في الغالب على النقد قبل ظهور الخدمات المصرفية الرقمية، وبإمكاننا عبر شركتنا تحريرالاقتصاد وضخ طاقة جديدة في البلاد وشروع الشباب في بناء أعمال على مستوى عالمي”.

ترجمة المرصد – خاص

Shares