ليبيا – أكد الوكيل السابق لوزارة الدفاع بحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر العام محمد النعاس أن القوة الثالثة لعبت دوراً كبير في توازن الصراعات في الجنوب وكانت وسيطاً لحل النزاعات بين التبو والطوراق والمقارحة وأولاد سليمان والقذاذفة.
النعاس أوضح خلال إستضافته في برنامج حوارات رمضانية الذي أذيع أمس الأحد عبر قناة التناصح وتابعتها صحيفة المرصد بأن القوة كانت محترمة في هذه المسألة وتفض النزاعات من دون إستخدام القوة ولعبت دوراً كبيراً في إستتباب الأمن مبيناً تلقيه تقريراً من آمرها العقيد جمال التريكي الذي وصفه بـ” الشخصية العاقلة والمحترمة” في أوائل العام 2016 بين وصول القوة إلى درجة ضعيفة ومعاناتها من نقص الذخيرة والسلاح وصيانة الآليات والأسلحة التي أصبحت قديمة فيما لم يرد أي جواب من وزير الدفاع بحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام حينها بشأن هذا التقرير “المؤثر”.
وأضاف بأن دخول “حفتر” (القائد العام للجيش المشير حفتر) على المشهد في الجنوب حفز القوة للقيام بالعملية الأخيرة بإستغلال عنصر المفاجأة ونجحت فيها إلا أنها لا تستطيع أن تقاوم أي هجمات أخرى يشنها من وصفهم بـ “أتباع حفتر” مؤكداً بأن إنسحاب القوة الثالثة عين الحكمة وأمر متوقع حيث كانت القوة تتوقع قيام المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بدعمها بالعتاد والسلاح كما تم دعم قوات البنيان المرصوص بالمال فيما لم يتم ذلك وتم حبس المال والعتاد عن القوة التي لا تستطيع التحرك على هذه الجبهة الكبيرة ليكون أمامها فقط خيار الإنسحاب حيث تم تسليم حقل الشرارة إلى الفريق علي كنة الذي رفض أن ينضم إلى “حفتر” ودعوات مجلس النواب وحكومة طبرق للإنضواء تحتهما.
وأشار النعاس إلى دعمه لمسألة إنسحاب القوة الثالثة لأنها أمر مدروس ومعقول للحيلولة دون وقوع فتنة كبرى لأن عملية براك الشاطئ كشفت عن تيار كبير جداً كان خامداً مؤيد “لحفتر” بعد التصريحات التي شجبت العملية من داخل الجنوب نفسه وإعتبرتها مجزرة ومحنة مضيفاً بأن الخوف الكبير الآن من جماعة “حفتر” الذين عادة ما يكون حلفاؤهم من التبو من أصول غير ليبية وربما يستخدمونهم الآن للفتنة بينهم وبين الطوارق وقد تكون هنالك حرب مناطقية في الجنوب ومأساة لا تحمد عقباها.
وأضاف بأن إنسحاب القوة الثالثة لا يعني خلو الجنوب من كتائب الثوار المعارضة لحفتر ممن تمتلك الأسلحة والذخائر ومستعدة للوقوف ضد “حفتر” الذي إستعان بالطيران العربي لقصف الجفرة مؤكداً ورود الأسلحة والذخائر والدعم لقوات محمد بن نايل من عدة دول عربية فضلاً عن فرنسا الداعمة هي الأخرى “لحفتر” على حد قوله.
ودعا النعاس إلى وجوب طرد العمالة المصرية من ليبيا وغلق الطريق أمام البضائع القادمة من مصر رداً على طعن الجانب المصري لليبيين في ظهوهم مشيراً إلى أن قصف مدينة درنة لعبة واضحة وبأن ما يجري من قصف يمثل جزء من خطة الترتيبات الأمنية وإنشاء منطقة خضراء في طرابلس.