عقوب: ربما تقترب أعداد النازحين السودانيين أو تفوق سكان الكفرة التي تضم 60 ألف نسمة

ليبيا – علق رئيس بلدية الكفرة، عبد الرحمن عقوب، على أزمة تصاعد أعداد النازحين السودانيين خلال الشهور الأخيرة إلى البلدية، فراراً من الحرب في دولتهم، محذراً من انهيار قدرات الكفرة على استيعاب أعداد النازحين.

عقوب قال في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” إن قرابة 300 نازح يدخلون الكفرة يومياً؛ وقد يصل عددهم إلى 500 شخص في بعض الأحيان، فضلاً عن مَن يضلون طريقهم بدروب الصحراء.

وأشار إلى أن بعض النازحين يضطرون إلى افتراش الطرقات والنوم في العراء، رغم انخفاض درجات الحرارة؛ لذا نواجه أزمة في تلبية متطلباتهم المعيشية.

وبيّن أنه على الرغم من أن مساحة الكفرة تزيد على 433 ألف كيلومتر مربع، فإن المأهول منها لا يتجاوز 20 ألف كيلومتر ولا تحتوي إلا على قليل جداً من الوحدات السكنية المعروضة للإيجار، مشدداً على أنه لم تعد هناك وحدات متاحة للإيجار تقريباً، بل إن استمرار تدفق النازحين تسبب في ارتفاع قيمة الإيجارات والوحدة التي كانت تؤجر فقط بألف دينار في الشهر ارتفعت قيمتها إلى ألفين.

وأضاف “كثير من أهالي الكفرة سمح لهؤلاء السودانيين بالإقامة في مزارعهم أو مخازنهم، أو بالأراضي الخالية والبيوت المهجورة التي تعود لهم دون أي مقابل، ولكن كل هذا لم يعد يجدي حالياً”.

وحول تقديره لأعداد الفارين من الحرب السودانية، قال: “لا يمكن تقديم أي رقم ولو بشكل تقريبي، خصوصاً في ظل تعثر أي عملية إحصاء لهم، بالإضافة إلى أنهم يخافون من ذكر الحقائق بشأن عدد كل أسرة، لاعتقادهم بأن ذلك يرتبط بترحيلهم”.

واستطرد خلال حديثة “أن النازحين في ازدياد، وربما تقترب أعدادهم أو تفوق سكان المدينة التي تضم 60 ألف نسمة، متخوفاً من أن يؤدي ذلك لتغير ديموغرافي، خصوصاً إذا طالت المدة، كما نتخوف من نشوب بعض الاضطرابات جراء اختلاف الولاءات السياسية لهؤلاء النازحين، الذين قدموا من مدن عدة بالسودان”.

ووصف علاقة سكان الكفرة بالنازحين بأنها أكثر من جيدة، منوهاً “بالمساعدات التي يقدمونها لأشقائهم السودانيين وأحد أبناء الكفرة يواظب على تقديم وجبة إفطار يومياً لأكثر من ألف نازح، وآخرون قدموا آلاف الأغطية والملابس، فضلاً عن تحملهم بلا ضيق ارتفاع أسعار الغذاء قليلاً جراء ازدياد الطلب عليه”.

ولفت إلى أن لجنة الطوارئ المُشكّلة بشأن هؤلاء النازحين لم تتلقَ أي دعم يذكر من حكومتي ليبيا، رغم كثرة النداءات التي تم توجيهها لهما.

وحول تعاطي المنظمات الدولية المعنية باللاجئين مع البلدية، علق قائلاً: “اقترحوا علينا إنشاء مخيمات لهم داخل المدينة، لكننا رفضنا لتخوفنا من تكرار سيناريو إنشاء مخيمات لجوء بحدود دول عربية أخرى، تمت إقامتها منذ عقود دون حل”.

Shares